حوادث وكوارث
مراقبون: إحتقان شعبي أميري قابل للإنفجار وبن سلمان نحو الهاوية قريباً
بقلم: جمال حسن
يؤكد مراقبون للشأن السعودي إقتراب ساعة الصفر لإنطلاق هبة جماهيرية مدنية ربما تتقارن مع انفجار دموي للإحتقان الأميري الكامن داخل القصور الملكية جراء سياسات محمد بن سلمان الأنفرادية وقبضته على الثروة والسلطة، معولاً على دعم الرئيس الأمريكي المخبول دونالد ترامب وخطط صهره جاريد كوشنر اللذان لايضمران سوى الحقد والكراهية للممالك والشعوب الاسلامية وما يهمها هو نهب ثرواتها والضغط على قادتها الذين يفتقرون لأبسط بعد ودعم اجتماعي مثل ما فرض آل سعود أنفسهم على مجتمع الحجاز.
محللون سياسيون أشاروا الى أن عدم إهتمام السلطة بالمواطن السعودي وإهمالها الصعوبات التي تطال معيشته ومسكنه وصحته وعلاجه ولد معاناة حقيقية وزاد نسبة الفقر بين شرائح واسعة من المجتمع السعودي وأفقده الكثير الكثير من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، ما يهدد بتحركات شعبية استنكارية دون مبالاة بالتهديدات الأمنية للسلطة لاسكاتها.
الهيئة العامة للإحصاء أكدت أن معدل البطالة فی السعودية خلال الربع الأخير من عام 2017 بلغ أكثر من 12.8 %، بواقع 7.4 % للذكور، و33.1 % للإناث. كما بينت أنَّ أعلى نسبة للسعوديين الباحثين عن عمل كانت في الفئة العمرية (25-29) سنة وذلك بنسبة بلغت 34 %، لافتة الى أن نصف السعوديين الباحثين عن عمل يحملون الشهادة الجامعية، إذ تبلغ نسبتهم 50,5 %- وفق نشرة "سوق العمل" قبل أيام .
مصادر موثوقة كشفت أن وزارة الداخلية السعودية أصدرت تعميماً سرياً لوحدات وأجهزة الشؤون الأمنية في محتلف مناطق البلاد لحثها داعية إياها الى اتخاذ تدابير أمنية مضاعفة، تحسباً لمواجهة التحركات الشعبية المرتقبة، بعد تزايد الأصوات واتساع حركة التنديد والاستنكار للأوضاع المعيشية وظهور معالم اليأس العام من دعوات ومزاعم محمد بن سلمان في السعي للتغيير والتطوير للحياة الاقتصادية والوطنية. فيما كشفث مصادر اخرى عن سياسة جديدة للسلطة الحاكمة باشعال فتيل الفتن بين قبائل المملكة بهدف إضعافها والقضاء على فرص اتحادها في مواجهة الأسرة السعودية الحاكمة.
وبهذا الخصوص كتب الخبير والمحلل الاميركي الشهير "جيسون ستفينسون" تحليلاً نشره عبر موقع «ماركتس آند موني» الاقتصادي الأمريكي قال فيه، أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يلعب بالنار من خلال اجراءاته وقراراته بسبب تزاوج المال والسلطة في ظل الصراع الدائر بين الامراء، حيث تشهد المملكة مقامرة محفوفة بالمخاطر ما تقرب ساعة انفجار الوضع الاقتصادي والسياسي في هذا البلد". مرجحاً قرب دخول الصراع مرحلة «تكسير عظام».
أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فقد کتبت إن "السعودية لاتزال على عهدها القديم عبارة عن زنزانة كبيرة لكل من يجرؤ على الانتقاد والحديث وما يقوم به ولي العهد السعودي من قرارات وممارسات (كان آخرها حملة الاعتقالات التي طالت أكثر من 300 شخص بينهم أمراء ووزراء)، هو”الجانب الأكثر ظلاماً لا يبدو أنه يريد تغييره”.
الآحتقان الشعبي والتذمر الأميري سببا مشاكل كبيرة داخل السلطة الحاكمة وزادت من مخاوف ولي العهد الشاب الطائش وزادت من الشرخ والشقوقات التي طالت الأسرة الجاثمة على رقاب شعبنا منذ قرون مما يرجح تطور الأمور داخل القصور الملكية ربما يصبح دموياً بسبب تزايد عدد الأمراء الساخطين على سياسته الإنفرادية والاستهتارية بتسلسل السلطة بين أبناء عبد العزيز وفي مقدمتهم الأمراء المهمشين- حسب ما تراه صحيفة "ميدل إيست آي" مرجحة إنتهاء الحقبة السعودية على يد نجل سلمان قريباً.
ويقول الكاتب البريطاني “بيتر أوبورن” بأن نهاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باتت قريبة جدا، بسبب سياسته “المتهورة” التي أحدثت شرخا داخل الأسرة المالكة وأثارت بلبلة وأزمة كبيرة بقصر الحكم، وسط تزايد الضغط الاقتصادي والقمعي على الشارع السعودي مكا يزيد الطين بلة . متوقعاً أن "بن سلمان" ليس بإمكانه أن يبقى طويلا وأنه سيسقط تحت وطأة انقلاب يتم تدبيره داخل القصر.. مشبها نهايته بأنها ستكون كنهاية شاه إيران بعد أن أنهى توازنا للقوى في داخل الأسرة الحاكمة ليكون المصدر الوحيد للسلطة وللنفوذ والمحسوبية داخل المملكة.
الخوف هذا دفع بولي العهد اعلانه مخصصات جديدة لبعض أفراد العائلة الحاكمة سعياً منه الى ضبط الأمراء ومعالجة أي خطر يسمح بوقوع اضطرابات أسرية تشكل عائقا أمام إعتلائه العرش، فيما يتشدق بمكافحة الفساد التي تتفشى بشكل كبير في أوساط الأمراء، وفق ما كتبته الباحثة في معهد دراسات الخليج بواشنطن كريستين ديوان ونشرته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية قبل أيام.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" القراء بوثيقة دبلوماسية أمريكية سربتها "ويكيليكس" عام 1996، كشفت أن المخصصات الشهرية لأفراد العائلة المالكة تصرف منذ ولادتهم، وتختلف على حسب درجة قرابتهم من الملك عبد العزيز، وتتراوح ما بين 800 دولار كحد أدنى الى 270 ألف دولار، بتكلفة تكبد الدولة نحو ملياري دولار أمريكي سنوياً.
من جانبه توقع تقرير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي أعده كل من مدير المركز والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “عاموس يادلين” ومدير وحدة دراسات الخليج في المركز “يوئيل جوزينسكي”، توقع فشل ولي العهد السعودي في إدارة الشأن الداخلي وعجزه عن مواجهة التهديدات الخارجية، وأن يتهاوى نظام الحكم في الرياض لعدم تمكنه من احتواء الغضب الداخلي والأسري والشعبي، مرجحاً إمكانية إندلاع هبة جماهيرية مدنية، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية في مملكة الذهب الأسود، وشعبها يعيش الفقر والمجاعة وفقدان أبسط الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية .
وبغية الوقوف بوجه تحرك الشارع السعودي سارعت السلطة الحاكمة الى إنشاء جيش الكتروني تحت أسم "الذباب الإلكتروني" يقوم بعملية تطويع وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حاصة تويتر لمصلحة نجل سلمان المصاب بجنون العظمة، وهو ما كشفه تقرير لـBBC البريطانية مؤخراً حيث لم يعد سرّاً أن سلطات الرياض تتحكم في تقنيات السيطرة على الشبكة العنكبوتية؛ أعتمدت الإذاعة في تقريرها على شهادات خبراء كشفوا عن حقائق صادمة في السعودية، عبر ظاهرة ما يسمى بتسميم الهاشتاغ، قدرة فيه وجود أكثر من 20 مليون حساب الكتروني يعود للجيش الالكتروني السعودي، ينشر الجيش الالكتروني 100 ألف تغريدة يوميا من حسابات وهمية، وأسماء تعود لعائلات سعودية معروفة تدعم آراء بن سلمان.
الباحث البريطاني “ديفيد غاردنر” عبر هو الآخر في تحليل له نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” مؤخراً، عن مخاوفها من تداعيات ما يسمى بحملة “مكافحة الفساد” وقال: أن الشعب السعودي محاصر حاليا بين التزمت الذي يعود الى القرون الوسطى للمؤسسة الدينية الوهابية من طرف وبين هيمنة آل سعود على ثروات البلاد، معتبرا ماحصل إجراءا “إنتقائيا” مع شراء ولي العهد ليخت بقيمة 500 مليون دولار، ولوحة المخلّص بقيمة 450 مليون دولار وقصر فرساي ب 320 مليون دولار. ثم بنائه ثلاثة قصور جديدة له بقيمة مئات ملايين الدولارات.
أما الكاتب والمحلل الاميركي "جيسون ستفينسون" فيقول.. "يبدو أن ساعة الانفجار قد اقتربت، لكن لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث لدولة بها واحدة من أكبر حقول النفط في العالم"، فيما قال "برنارد هيكل" أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، في مقال بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن ولي العهد أحدث خلخلة في الأسرة المالكة، وأنهى ثقافة الحصانة تحت ذريعة مكافحة الفساد، في سياق تحكمه بمفاصل السلطة.
ارسال التعليق