من الإعلام
سلمان يحاول اصلاح ما أفسده حمودي..
بقلم: سالم الزهراني
المتابع لسير الاحداث في قيادة السلطة بمملكة ال سعود في هذه الايام يرصد نشاطا لافتا لسلمان الذي يبدو انه وضع "الزهايمر" والخرف جانبا لبعض الوقت وراح يطبخ طبخته وبرز نفسه كسياسي محنك وليس ذلك الأعرابي الذي لا يميز بين الاسترخاء والاستخراء في إدارة البلاد، عبر سلسلة من الخطوات التي قام بها مرفقة بقرارات عزل وتنصيب، وصولا للظهور بمظهر المتصدي للامور بنفسه وعدم تكليف ذلك لابنه محمد الذي طالما تم العمل لإظهاره بموقع القائد وصاحب الكلمة الفصل في العديد من الملفات الداخلية والخارجية، قبل ان يثبت فشله في نيل الهيبة التي كان يسعى اليها للقول إنه صاحب كاريزما قد تساعده بالتمهيد لخلافة والده.
فسلمان أصدر مؤخرا مجموعة قرارات للتعيين والمناقلات في قيادة الجيش السعودي وقام بسلسلة من الخطوات واللقاءات التي لها أبعادها السياسية بدءا من توجيهه دعوة مزدوجة للسلطان قابوس لزيارة السعودية بغض النظر عن طبيعة المناسبة، مرورا بارسال موفد خاص الى لبنان للقاء المسؤولين هناك على أبواب الانتخابات النيابية وتوجيه الدعوة لرئيس حكومتها سعد الحريري الذي سبق ان استدعي الى الرياض وأجبر على تقديم استقالته بشكل فظ وغريب، ناهيك عن لقاء سلمان ببعض الشخصيات التي سبق ان اعتقلت في فندق "ريتز كارلتون" بتهمة الفساد بامر من ابنه محمد والمجموعة المحيطة به.
تصويب الطيش ام خداع جديد؟!
كل ذلك طرح العديد من التساؤلات حول الخلفيات الحقيقية التي دفعت سلمان للتحرك شخصيا، هل أنه وجد ان الاخطاء والقرارات العشوائية التي يتخذها أبنه باتت لا تحتمل ويجب تصويبها وإصلاح ما أفسده طيش الحالم بالسلطة تحقيقا للمصلحة العامة في الدولة ام ان الامر يتعلق فقط بتصويب الامور خدمة لهذا الحالم بوراثة والده؟ وهل الامور تقف عند حد الاصلاح والتصويب ام ان هناك غايات بعيدة غير معلن عنها ترتبط بإلهاء الناس والايحاء للأصدقاء والخصوم ان الامور تفلت من يد محمد وان أبيه يمسك بكل مفاصل الامور قبل الاقدام على خطوة اكبر واصعب قد تصل الى حد تسليم أبنه مناصب السلطة وتنصيبه ملكا على السعوديين؟ وهل ما أعلن عنه كان هو كل ما قام به سلمان ام ان هناك خطوات نفذت بالسر لاصلاح ما يجب اصلاحه ولتحقيق الخطط المضمرة للسعوديين؟
الاكيد ان سلمان يقوم بتصويب وإصلاح ما تسببت به فوضى القرارات والخطوات التي قام بها ابنه محمد ولذلك وجهت الدعوة للسلطان قابوس بهدف تليين الاوضاع مع عُمان بعد ما اشيع عن المساس بالمصالح الاستراتيجية العمانية عبر التقدم الى حدودها في اليمن من قبل قوات التحالف السعودي الاماراتي هناك ما فهم على انه رسائل تهديد وجهت الى مسقط، فمصلحة آل سعود عدم التورط بمشاكل اضافية مع دول الخليج ومصلحة الملك الجديد والمتوقع حتى الساعة ان يكون محمد بن سلمان ان لا تستفز اكثر سلطنة عمان لدورها الهام والاستراتيجي في المنطقة تاريخيا وحاضرا وايضا مستقبلا.
من عُمان الى لبنان.. مرورا بالداخل
والملك سلمان خدمة لمشاريع ابنه يعمل على اعادة دور السعودية في المنطقة بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها، ولذلك تم ارسال نزار العلولا الى لبنان لعقد سلسلة لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون، نبيه بري وسعد الحريري ومن ثم لقاء مختلف الحلفاء الذين سبق ان توجسوا خيفة من سياسات السعودية التي يقررها ابن سلمان عند التعاطي اللاخلاقي مع سعد الحريري واحتجازه واجباره على تقديم استقالته وصولا لتسريبات عن تعرضه لاعتداءات داخل المعتقل، كل ذلك جعل سلمان يستشعر الخطر الذي قد يلحق بسياسة السعودية وأدواتها في لبنان على ابواب التحضير لاجراء الانتخابات النيابية والخوف من خسران رصيدها التي عملت على بنائه منذ الحرب الاهلية اللبنانية، وبالسياق وجهت دعوة عاجلة للحريري ليزور الرياض حيث استقبله الملك ونجله وتم تعويم الرجل والتباحث معه في التحالفات الواجب ان يصوغها لخوض الانتخابات على اساسها، بما يفهم انه محاولة لرد الاعتبار له وللدور السعودي في لبنان، والجدير ذكره هنا ان ابن سلمان اعترف بصريح العبارة انه تعرض لضغوط دولية كبيرة لاحتجازه الحريري واجباره على الاستقالة.
بالاضافة الى كل ذلك قام الملك السعودي بإجراء العديد من التغييرات في قيادة الجيش السعودي بعد سلسلسة الفشل التي مني بها تحالف العداون السعودي في اليمن بعد ما يقارب الـ3 سنوات على انطلاقه، من دون تحقيق اي شيء من الأهداف التي سبق ان أعلن عنها، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي تسجل في صفوف القوات المسلحة السعودية.
كما ان الملك السعودي قد التقى الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله خلال مهرجان الجنادرية بما يوحي انه يعمل على إنهاء تداعيات الاعتقالات التي نفذها ابنه ولي العهد بحق أبناء عمومته، وان الامور عادت الى مجاريها بين ابناء العائلة الحاكمة في السعودية.
ماذا عن باقي الملفات؟؟
انفراجات أحدثها الملك سلمان خدمة لمصالحه ومصالح نجله، وينتظر ان نرصد كيف ستنعكس على العديد من المسائل التي ستجري في المستقبل القريب لا سيما بخصوص زيارة محمد بن سلمان الى عواصم غربية بينها واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي سيستقبل خلال الشهر الحالي والشهر المقبل ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد وامير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فهل ستستكمل الانفراجات لتؤدي الى حل الازمة مع قطر او لمراجعة الحسابات في العدوان على اليمن او حتى في مسائل داخلية كالتخفيف من الجنون في اقامة الحفلات الغنائية والراقصة او بالتخفيف من كم الافواه والاعتداءات التي تتعرض لها شرائح واسعة في السعودية في مقدمتها المنطقة الشرقية ام ان هذه الامور لا يمكن لال سعود التنازل فيها واعمال صوت العقل لحلها واصلاحها؟
ارسال التعليق