خوفا من ردات الفعل على تصرفاته ،سلمان يبطئ من حركة ابنه في صفقة القرن
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة انّ الملك السعودي هو من يتخذ القرارات بشأن ’صفقة القرن’ الآن، بدلا من ولي العهد محمد بن سلمان الذي اقترح على الإدارة الأميركيّة أن تكون أبو ديس عاصمةً لفلسطين، ضمن صفقة القرن
وبحسب الصحيفة فان النظام السعودي يسعى الى تهدئة المخاوف من احتمال أن تؤيّد اتفاقا أميركيًا ينحاز للإسرائيليين في قضيتي القدس واللاجئين، ونقلت عن دبلوماسين ومحللين قولهم إن الضمانات الخاصة التي قدمها الملك سلمان للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ودفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة، ساعد في تغيير تصورات بأن السعودية غيرت موقفها تحت قيادة بن سلمان.
وأضاف المسؤولون أنّ “خطأ الولايات المتحدة أنها اعتقدت أن بإمكان دولة واحدة الضغط على بقية الدول للتسليم، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. لا يملك زعيم عربي التخلي عن القدس أو الفلسطينيين”.
وبحسب المحلل السّياسي المستقل، نيل باتريك، إنه يبدو أن الملك سلمان قد قام بتحجيم “الأسلوب المتهور سياسيا” لولي العهد، بسبب أهمية القدس للمسلمين، وأضاف باتريك، المساهم الرئيسي ومعد كتاب “السياسة الخارجية السعودية: الصراع والتعاون”: لذلك فإن الأمير محمد بن سلمان لن يعارض “اتفاق” كوشنر، ولكنه لن يبذل، أيضًا، جهدا بعد الآن لتشجيع تفاصيلها السياسية أحادية الجانب.
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ”رويترز”، في كانون الأول الماضي إن بن سلمان ضغط على عباس لتأييد الخطة الأميركيّة، رغم مخاوف من أنها لا تعطي الفلسطينيين سوى حكم ذاتي محدود داخل مناطق غير مترابطة من الضفة الغربية المحتلة، دون الحق في العودة للاجئين الذين نزحوا من ديارهم في حربي 1948 و1967.
وتشكّل صفقة القرن تراجعًا حتّى عن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، والتي عرضت خلالها الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل كامل، مقابل الاتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.
ارسال التعليق