منظمة هيومن رايتس تحرج بن سلمان بـ 8 أسئلة
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي “الوحشي” لم يكن مجرد مهمة اتخذت مساراً خاطئاً، بل “نتيجة إهمال السعودية الخطير لحقوق الإنسان والاعتقاد بأن حكم القانون لا ينطبق على ولي العهد محمد بن سلمان وقادة المملكة الآخرين”. وقال مايكل بيج نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة إن اعتراف الرياض بأن أشخاصاً يعملون لدى الحكومة قتلوا خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول، أثار حملة تدقيق مكثف لسجل البلاد في انتهاكات حقوق الإنسان. ودعت المنظمة قادة العالم والصحفيين إلى المطالبة بوضع حدّ لانتهاكات السعودية الحقوقية الخطيرة وإنصاف ضحاياها. كما وجهت أسئلة لولي العهد السعودي تتعلق بقضايا الحريات العامة في المملكة وحقوق المرأة والناشطين في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن. وفيما يلي أبرز هذه الأسئلة التي طرحتها “هيومن رايتس ووتش” على بن سلمان، في ظل الأزمة الحالية التي تهدد طموحه بتولي عرش السعودية.
• لماذا تستهدف السعودية المنشقين والناشطين السلميين في الخارج؟
قبل مقتل خاشقجي كان سجلّ السلطات السعودية حافلاً بعمليات استهداف المنشقين والناشطين خارج البلاد. وفق تقارير إعلامية صدرت في مارس الماضي، أوقف رجال الأمن لجين الهذلول، وهي ناشطة بارزة، في الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت تدرس، ونقلوها بسرعة إلى طائرة أعادتها إلى الرياض، وأعاد رجال الأمن زوجَها السابق، فهد البطيري، من الأردن في ظروف مماثلة.
تقول “منظمة العفو الدولية” ونشطاء سعوديون في كندا والمملكة المتحدة، إن السعودية استهدفتهم باستخدام برمجيات تجسس ضارة.
• لماذا احتجزت السعودية المدافعات عن حقوق المرأة؟
في مايو الماضي وخلال استعداد السلطات السعودية لرفع الحظر عن قيادة النساء الذي كان مرتقباً في 24 يونيو الماضي، أطلقت الحكومة حملة قمع منسقة واسعة النطاق ضد حركة حقوق المرأة. واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 13 من نشطاء حقوق المرأة البارزين، واتهمت العديد منهم بارتكاب جرائم خطيرة، بسبب نشاطهم السلمي. نفذت وسائل الإعلام الموالية للحكومة حملة ضدهم، واصفة إياهم بـ”الخونة”. وما زالت 9 نساء على الأقل محتجزات من دون تهم أبرزهن لجين الهذلول وسمر بدوي، رغم أن بعض التهم المتوقع توجيهها إليهن قد تؤدي إلى سجنهن حتى 20 سنة.
• لماذا تستمر السعودية في شن عمليات عسكرية في اليمن؟
تقود السعودية التحالف العسكري الذي بدأ عملياته في اليمن ضد جماعة الحوثيين المسلحة المسيطرة على جزء كبير من البلاد، في مارس 2015، وتسبب بمقتل آلاف المدنيين.
وارتكب هذا التحالف العديد من الانتهاكات التي تصنف على أنها جرائم حرب، ولم يجرِ تحقيقات هادفة ومحايدة في الانتهاكات المزعومة، وحتى اليوم لا توجد محاسبة جدية للمسؤولين عن هذه الانتهاكات.
• لماذا لا تزال المرأة بحاجة إلى إذن من قريب ذكر للحصول على جواز سفر؟
حتى اليوم لم تلغِ السعودية نظام ولاية الرجل الذي بموجبه تمنع السياسات والممارسات الوزارية المرأة من الحصول على جواز سفر أو الزواج أو السفر أو الخروج من السجن من دون موافقة ولي أمر ذكر، عادة ما يكون الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن. كما لا تفرض الحكومة عقوبات على الأشخاص وإنما على المؤسسات.
• لماذا اعتقل أكثر من 300 أمير ورجل أعمال من دون أي إجراءات قانونية واضحة؟
في مطلع نوفمبر 2017، احتجزت السلطات السعودية 381 شخصاً في فندق “الريتز كارلتون”، بتهم تتعلق بمزاعم فساد، من بينهم أمراء بارزون ومسؤولون في مجال الأعمال ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى.
• لماذا يقضي نشطاء أحكاماً بالسجن لأكثر من 10 سنوات بسبب نشاطهم السلمي؟
توجه السلطات السعودية بانتظام اتهامات جنائية لنشطاء حقوق الإنسان، استناداً إلى ممارستهم السلمية لحرية التعبير، في انتهاك للالتزامات الدولية لحقوق الإنسان.
• لماذا السجن لفترة طويلة من دون تهمة أو محاكمة؟
تحتجز السعودية آلاف الأشخاص لأكثر من 6 أشهر وبعضهم لأكثر من عقد من دون إحالتهم إلى المحاكم لخوض إجراءات جنائية.
• لماذا يُعدّ انتقاد الملك سلمان أو ولي العهد محمد بن سلمان “إرهاباً”؟
يتضمن قانون مكافحة الإرهاب لعام 2017 تعريفات غامضة وفضفاضة للغاية لأعمال الإرهاب، وفي بعض الحالات يعاقب عليها بالإعدام. ولفتت إلى أن القانون يشمل عقوبات جنائية بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات لتصوير الملك أو ولي العهد، بشكل مباشر أو غير مباشر، “بطريقة تسيء إلى الدين أو العدالة”، ويجرّم مجموعة واسعة من الأفعال السلمية التي لا علاقة لها بالإرهاب.
ارسال التعليق