هل حاوِل بن سلمان ترميم وجهه الملطخ بعد اغتياله الإسلامي الخطير خاشقجي
بقلم: خالد الجيوسي
سُعوديّة اليوم لمن يُراقبها، اصبحت تحتضر وليست في مثل كُل أيامها السابقة، وليست في أحسن أحوالها كما يصفها أهلها في الداخل، فالعواصف التي قادها محمد بن سلمان تحت عناوين الإصلاح، والتغيير، ونفض عباءة الدين، بالترفيه بدلاً عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا عدا عن مُحاربة الفساد، وقصقصة جناح المُعارضين، انتهت فيما يبدو مع العاصفة الأخيرة التي شنّها الأمير الطائش، ضد سفينة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وانتهت بمقتله، بل وتقطيعه، في جريمةً وصفها الإعلام الغربي بأنها من أكثر الجرائم بشاعةً، ودمويّة، بل ووصف مُرتكبها بأنه الأكثر توحّشاً على مر التاريخ الحالي المُعاصر.
لا يبدو سبب اغتيال خاشقجي مُقنعاً للعالم، فالأخير كان قد وصفه العقل المدبر للجريمة محمد بن سلمان بأنه إسلامي خطير، ويبدو أن التوصيف الذي نقلته صحيفة “الواشنطن بوست” عن الأمير، جاء كما نقلت الصحيفة في معرض تبرير الأمير لكل من صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، كثيرون هُم الإسلاميّون الخطيرون في السعوديّة يتساءل مراقبون، ولم يحظوا بهذا الشرف، أو الموتة الدمويّة التي حظي بها الخاشقجي الإسلامي الخطير على حد توصيف ولي عهد بلاده ابن سلمان.
بالعودة إلى تقدمة التقرير، يبدو وجه العربيّة السعوديّة، مُشوّهاً، بل ومُلطّخاً بالدماء، حسب آراء مراقبين في العديد من الدول العربية والغربية، وهي بالتأكيد بحاجة إلى قرارات “إنسانيّة”، وأُخرى “سياسية”، قد تشفع لها ذنب جريمة قتل الصحافي “المُسالم” وإن كان إسلاميّاً خطيراً، فلا بُد له أن يخضع لمُحاكمة عادلة، إن ثبتت اتّهامات تحدّثت عنها الصحافة السعوديّة المحليّة، وانتمائه للمُجاهدين، وتغطيته حُروبهم في أفغانستان، فالمُتّهم بريءٌ بحسب القانون الدولي، حتى تثبت إدانته، وإن ثبتت إدانته لن تكون عُقوبته التقطيع بالمنشار، وإذابة جُثمانه بالأسيد كما تنقل التسريبات الصحافيّة، يقول مُعلِّقون.
وجه السعوديّة المُلطَّخ بالدِّماء، كان واضِحاً من خلال المواقف العالميّة التي بانت هذه الفترة، وهي كثيرة كان أكثرها لفتاً، وانتباهاً، الطُّرفة التي ألقاها رئيس التشيك ميلوش زيمان في حضرة الصحفيين، وإن كانت لاقت استهجاناً ورفضاً، حين وجّه حديثه للصحفيين مُمازحاً بالقول: “أنا أحب الصحفيين، وأدعوهم إلى عشاء في السفارة السعوديّة”، وهي إشارة واضحة على ما تعرّض له الصحافي الراحل خاشقجي.
موقف آخر لافت، في هذا الاطار، كان قد عبّر عنه مدير قناة تلفزيونيّة بريطانيّة، ويدعى آصف الزبيري، حيث ظهر في حفل خاص بالتنكر الهالوين، وكان ارتدى العقال السعودي، حاملاً يداً اصطناعيّة، وزيّاً مُلطَّخاً بالدماء، في إشارة منه إلى التورط السعودي في اغتيال خاشقجي، وهو الموقف الذي اعتذر عنه لاحقاً، حيث اعتبره البعض غير مُناسباً، وعدم اكتراث بحجم الفاجعة، إلا أن آخرين وصفوه بالتعبير الصريح عن دمويّة المملكة.
وجه المملكة، يحتاج سريعاً يقول مراقبون، إلى قرارات مُتوالية، يُعيد إلى وجهها البريق، وإلى وليّ عهدها الحُضور،
فابن سلمان الذي نجح بفضل مؤسسات الضغط الغربية أن يسلط الأضواء عليه، كمُصلح اجتماعي في وسائل وصحف العالم الغربي، إلا أنّ حُظوظه فيما يبدو باتت تتراجع، واجتمع الإعلام الغربيّ على تحميله مسؤوليّة دماء الصحافي خاشقجي، فلا يُمكن والحديث للإعلام الغربي بشتّى توجّهاته، أن تصدر الأوامر في هكذا جريمة اغتيال، إلا من أعلى السُّلّم، فابن سلمان مشهودٌ له بأنه يعرف حتى أقصر تغريدة لمُعارض له، فكيف بجريمة بحجم قنصليّة بلاده وعلى الأراضي التركيّة، يتساءل مُعارضون.
ويبقى السؤال الأبرز: هل ينجح ابن سلمان في تخطّي دماء خاشقجي، والوصول إلى عرش بلاد الحرمين؟ هُناك في السعوديّة، يَترقَّب ويتساءل الجميع.
ارسال التعليق