ابن سلمان أسوأ من مجرم.. ومقتل خاشقجي يفتح ملف11 سبتمبر
قال ستيفن كوك الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بمقال له نشرته مجلة “فورين بوليسي” إن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان أسوأ من مجرم وهو رمز” وتساءل الكاتب عن سبب غضب الجميع على ولي العهد السعودي مشيرًا إلى أن جمال خاشقجي هو جزء صغير من القصة.
وبدأ كوك مقالته بالإشارة إلى مقالة نشرها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في صحيفة “وول ستريت جورنال” ووصف فيه انتقاد الكونجرس لولي السعودي بـ “المواء” وعلق كوك أن مقالة وزير الخارجية لم تقنع أحدًا. ويرى مع ذلك أن وزير الخارجية كان محقًا في نقده الكونجرس والرد على الجريمة والذي كان غير طبيعي. فالكونجرس لم يبد أي اهتمام بمصير الصحفيين حول العالم والتزم بمواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشأن العلاقات مع حلفاء يعدون مصدرًا للكراهية، باسم الأمن القومي. وقال عندما يتعلق الأمر بعدوان السعودية فلم تكن هناك إلا قلة مهتمة باليمن، ولم يكن هنا إلا عدد قليل تحدث بقوة عن سجن الناشطين أو عبروا عن دهشة من سيطرة ولي العهد على مفاصل القرار.
وأكد الباحث الأمريكي أن الرد السياسي على قصة خاشقجي جاء غريبًا لأن الكونجرس أحب ابن سلمان لوقوفه ضد إيران ولتطويره علاقات مع إسرائيل وسمح للمرأة بقيادة السيارة وعبر عن رغبته للحد من التطرف الديني. وقال إن الكونجرس لم يكن وحيدًا في رده الغاضب بل والمحللون السياسيون وصناع السياسة الخارجية والصحافيون وسائقو سيارات “أوبر” وصاحب محل البيجل (الخبز) وأعضاء نادي الشدة في بيت والدته الذين يشمئزون لمجرد ذكر اسم ولي العهد السعودي الشاب.
وقال كوك ويبدو أن هناك غضبا عاما على مقتل خاشقجي أكثر مما تقترحه عناوين الأخبار وإن هذا الغضب يتناقض مع حالة الترحيب به في الربيع عندما اجتاح ابن سلمان واشنطن مثل العاصفة وعقد اجتماعات ودية في البيت الأبيض والتقى مع المشرعين الذين أصبح عدد منهم الآن من أشد نقاده. فقد انتهت كل النوايا الحسنة في اليوم الذي قتل فيه خاشقجي في الثاني من أكتوبر بإسطنبول.
ويتساءل الكاتب هنا عن السبب الذي أدى لما أسماه بومبيو “مواء” قطط رغم السجل الواضح لابن سلمان من ناحية الكارثة الإنسانية في اليمن بعد التدخل السعودي. بالإضافة إلى سجن الناشطين واختطاف رئيس وزراء دولة حليفة والتفكير ببناء قناة تفصل بين السعودية والجارة قطر.
ويجيب محللاً أن السبب في التحول هي السياسة الحزبية، صحيح أن هناك بعض الجمهوريين الناقدين لولي العهد ونهج ترامب في التعامل مع السعودية. فالسناتور ليندسي جراهام كان من أكثر الناقدين وزميله السناتور مايك لي الذي حاول تحميل السعوديين المسؤولية عن الكارثة الإنسانية في اليمن.
ويعتقد الكاتب أن إجماع الديمقراطيين بشأن هذا الموضوع مثير للدهشة. وهذا نابع من رؤية الديمقراطيين للعلاقة القريبة بين دونالد ترامب وعائلة آل سعود. فالقضية ليست أن دونالد ترامب كما يقول بومبيو هي أن المملكة عماد الاستراتيجيته في محاربة إيران، إلا أن المعلقين خارج أروقة الكونجرس يشكون في أن محاولة دونالد ترامب حماية ولي العهد السعودي مرتبطة بتعاملات منظمة ترامب المالية مع السعوديين.
ويرى الكاتب أن مقتل خاشقجي الشنيع مصدر شرعي للغضب ويقدم في الوقت نفسه فرصة لمعارضي ترامب في الكونجرس وكتّاب الأعمدة والمعلقين والمحللين الموضوعيين للهجوم على زعيم يمقتونه. وهذا هو السياق الذي سيحاول فيه أدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات المقبل في مجلس النواب البحث في جذور مقتل خاشقجي وعلاقة ترامب مع العائلة المالكة في السعودية.
وقال إن الغضب على مقتل خاشقجي يبدو مرتبطًا بالمهمة التي لم تنجز والمتعلقة بهجمات سبتمبر 2001. فالصحفيون ينتهكون ويقتلون في كل أنحاء العالم من الصين وروسيا إلى تركيا وهنغاريا ومصر وإيران ولكن قصصهم تظل محدودة في منظمات حقوقية مثل هيومان رايتس ووتش وأمنِستي إنترناشونال ولجنة حماية الصحافيين. وأكد كوك أن هناك معرفة دائمة بعدم المحاسبة ومسؤولية السعوديين عن هجمات سبتمبر ويبدو أن الكونجرس مصمم على استخدام قضية خاشقجي والتعبير أن الصبر قد طفح. وكل واحد يعرف أن 15 سعوديًا شارك في الهجمات إلا أن دور السعوديين خارج هذه المشاركة ظل مغلفا بالسرية وفي تقرير اللجنة التي حققت في الهجمات والتي ترددت في نشر الأجزاء المتعلقة بالسعودية لحماية المصادر.
وقال إنه رغم محاولات إدارة ترامب تجاوز جريمة قتل خاشقجي وطي صفحتها إلا أنها تواجه معضلة ولا تكشف الدراما بشكل عام عن وحشية محمد بن سلمان وحاشيته، ولكن تيار من السخط الأمريكي النابع من التسريبات التركية البطيئة المستمرة والحكومة التركية والمسؤولين الأمنيين الأمريكيين. وقال إنه رغم أن السعوديين لديهم مظلومياتهم التي يحاول بومبيو وضع العلاقة الأمريكية- السعودية في إطارها والتركيز على التحدي الإيراني إلا أن الغضب الذي اندلع بسبب مقتل خاشقجي يمنعه من تحقيق ما يريد.
ارسال التعليق