مأساة البتيري و الهذلول أفرزها النظام السعودي الاستبدادي
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاً، تحت عنوان “مأساة فهد البتيري ولجين الهذلول”. ويقول رودل: “قبل عدة سنوات كنت أكتب لـ(أمريكان داد)، (برنامج أمريكي كوميدي)، وكنت بحاجة لمتحدث باللغة العربية لدور صغير في البرنامج، واقترح مسؤول الممثلين اسم كوميدي سعودي، وهو فهد البتيري، كان موجوداً بلوس أنجلوس لعدة أشهر، ويقوم بتصوير برنامج تلفزيوني، وبحثت عن معلومات عنه، فوجدت أنه أول كوميدي سعودي يظهر على المسرح في المملكة بصفته ممثلاً ساخراً محترفاً، ومتابعوه بالملايين على (تويتر)، (ولا متابع له الآن)، وكان بصراحة مثيراً للاهتمام أكثر من الجزء الذي سيمثله”. ويضيف الكاتب عند مقابلته، والحديث عن الدور الذي سيؤديه، الذي كان لا يتعدى عدداً من الجمل، “وقلت لنفسي إنه سيقوله عدداً من المرات وينتهي الأمر، وكان برفقة فهد امرأة قدمها على أنها لجين، ولم تكن تعرف أحداً في لوس أنجلوس، ولهذا رافقت فهد في ذلك اليوم، وكانا شخصين طيبين بشكل لا يصدق، منفتحين،”.
ويشير رودل إلى أنه سأل فهد عن عمله بصفته كوميدياناً في السعودية، وكونه عمل شيئاً لم يقم به أي ممثل سعودي من قبله، كان فهد مفتوناً بعمله، لكن صوته تشكل من خلال مفهوم أن الكوميديا في بلده خطيرة، وعندما دخلنا في السياسة ذكرت لجين الأمير الشاب محمد بن سلمان، خاصة أن الصحافة الأمريكية كانت إيجابية بتغطيتها للشاب الذي التقى بنجوم هوليوود، هل كان فهد ولجين متفائلين بشأن مستقبل السعودية؟ كان يحدوهما الأمل، لكنهما حذرا أن الطريق طويل لحقوق الإنسان، ولهذا السبب انتقلا إلى دبي في الإمارات.
ويقول رودل: قلت له: (على الأقل تعرف أنك في مأمن)، ومع متابعين بالملايين على (تويتر)، فإنه كان يعلم أنه لا يستطيع تجاوز المسموح له، ونظرت إلى لجين قائلا: (شهرته تنسحب عليكما معاً، هل هذا صحيح؟)، ونظرا إلى بعضهما، وقال فهد: (إنها أكثر شهرة مني في الشرق الأوسط)، وبعدها اكتشفت أنها واحدة من الناشطات السعوديات اللاتي اعتقلن بالسعودية بسبب قيادة السيارات، وشعرت كأنني أحمق بعدما افترضت أنها مجرد مرافقة، مع أنها فعلت في العشرينيات من عمرها الكثير من أجل حقوق الإنسان. ويضيف الكاتب: تحدثنا عن اعتقالها وأثره على زواجهما، ثم تم اعتقالها مرة أخرى واختفت لأيام، وشعرا بأن الشهرة تحميهما، وكان نافذة للعالم الذي عرفته من خلال مقالات متفرقة بعيدة عن الصفحات الأولى، وخلال السنوات اللاحقة تحدثنا من فترة لأخرى، وكانت لجين تخطط لإنشاء وكالة للممثلين والكوميديين والموسيقيين الموهوبين في الشرق الأوسط، وتبادلت أنا وفهد الروابط عن العمل الذي نقوم به، في محاولة لتقريب الفجوة بين عالمينا.
ويعلق رودل قائلا: في 2017 قرأت أن لجين اعتقلت فاتصلت بفهد لمعرفة حالتها، ورد بأنها خرجت من السجن، وكان الأمر مخيفاً، وكل شيء على ما يرام الآن، وفي مارس تم اعتقال الاثنين، وعصبت عيناهما، ونقلا للسعودية، فهد من الأردن ولجين من الإمارات، وبعد عشرة أشهر لا تزال لجين في السجن، وقال والدها إنها تعرضت للتعذيب، ولا أعلم أين ذهب فهد، فقد أوقف حسابه على (تويتر)، ولم أعثر له على أثر على الإنترنت منذ الربيع الماضي، وقرأت أنهما انفصلا. ويفيد الكاتب بأنهما “لم يحاولا أن يكونا ثوريين أو شهيدين، فقد كانا مجرد شابين مبدعين يحاولان عمل أشياء والمشاركة في الحقوق الإنسانية الأصيلة”. ويختم رودل مقاله :أريد أن أعرف ماذا كانا سيعملان في هذا العالم لو منحت لهما الفرصة، لا أريد من حكومة بلادي الحصول على الثمن مقابل غض الطرف عن الجرائم الأخلاقية، ومع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب أود أن يكون فهد ولجين في تفكيرهم، وآمل أن ألتقي بهما على العشاء يوماً ما.
ارسال التعليق