خطة سعودية إماراتية مصرية إسرائيلية لإعادة تأهيل الأسد
كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني عن تفاصيل اجتماع أمني رباعي جمع مدير الموساد بقادة استخبارات كل من السعودية والإمارات ومصر، وناقش سبل تقليص نفوذ تركيا في الإقليم، وإعادة تأهيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد الموقع في مقال للصحفي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست أن اللقاء الأمني عقد في ديسمبر الماضي في عاصمة خليجية.
وأعدت الخطة بالتعاون مع رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين -الذي شارك في اللقاء- للترحيب بعودة الرئيس السوري إلى جامعة الدول العربية؛ بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.
وجاء اللقاء كرد على ما وصف بالبرود في العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرياض منذ جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، خاصة بعد أن أخبر مسؤولو المخابرات في هذه الدول أن «ترامب فعل ما يستطيع، وأنه لن يفعل أكثر».
وكما اتفق المسؤولون في اللقاء على أنهم يعتبرون تركيا، وليس إيران، الخصم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خططًا الهدف منها مواجهة ما سموه النفوذ التركي. وخلال اللقاء، قال المسؤولون الإسرائيليون إنه بالإمكان احتواء إيران عسكريا، أما تركيا فلديها قدرات أكبر بكثير.ونقل عن كوهين أثناء الاجتماع قوله: «إن القوة الإيرانية هشة، أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا».
واتفق المشاركون في اللقاء على أربعة إجراءات: أولها مساعدة ترامب في مساعيه لسحب 14 ألفا من قوات بلاده من أفغانستان، وإثر ذلك عقد لقاء بين حركة طالبان ومسؤولين أمريكيين في أبو ظبي.
وقال هيرست إن الإجراء الثاني يهدف التحكم في سنة العراق، ويقصد به الجهود التي تبذل لتقليص نفوذ تركيا داخل تحالف المحور الوطني، أكبر كتلة برلمانية من السنة في البرلمان العراقي، ويظهر ذلك من خلال الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إلى الرياض الشهر الماضي.
والتقى الحلبوسي السفير السعودي السابق في العراق ثامر السبهان، الذي خيّره بين تقليص نفوذ تركيا بتحالف المحور الوطني، أو الانسحاب منه تمامًا.
وأكد أن الإجراء الثالث يشمل السعي لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث والرئيس الأسد، وناقش رؤساء أجهزة المخابرات في اجتماعهم الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى الرئيس السوري.
وفي هذا الصدد، تحدث هيرست عن كثير من التفاصيل التي اتُبعت، منها وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، وزيارة علي الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني لسوريا، وإعلان بلاده إعادة فتح سفارتها هناك، كما أعلنت البحرين أنها ستعيد بعثتها الدبلوماسية إلى دمشق.
كما قام علي مملوك المستشار الأمني الخاص للأسد بزيارة علنية نادرة إلى القاهرة، وعلمت صحيفة ميدل إيست آي من مصادرها أنه يُتوقع قريباً الإعلان عن التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين. وتقول المصادر إن مصر ستطلب من الحكومة السورية إعلان أن أعداءها الرئيسيين هم: تركيا وقطر والإخوان المسلمين. وتتضمن المبادرات تجاه الأسد تحديد مسار عودة نظامه إلى جامعة الدول العربية، ودعم الدول العربية لدمشق في معارضة الوجود العسكري التركي في شمال سوريا.
وقال إن الإجراء الرابع الذي تم الاتفاق عليه في اللقاء، فكان دعم أكراد سوريا ضد المساعي التركية لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من الحدود التركية. كما وافق رؤساء أجهزة المخابرات على تعزيز العلاقات مع حكومة إقليم كردستان العراق والحيلولة دون أي مصالحة مع أنقرة منذ إخفاق استفتاء الإقليم. ووافق المجتمعون على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد، على أن تتواصل معه إسرائيل عبر رجال أعمال سوريين: نصارى وعلويين، كوسطاء.
وذكر كاتب المقال أنه عقب جريمة قتل خاشقجي، بذلت أبو ظبي جهودًا لإصلاح العلاقات المضطربة بين البيت الأبيض والديوان الملكي في الرياض.
وبعد العرض الذي قدمته مديرة «سي آي إي» جينا هاسبيل لعدد مختار من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وحمّلت فيه محمد بن سلمان المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي؛ أوعز محمد بن زايد إلى شقيقه ومستشاره للأمن القومي طحنون بن زايد بطلب لقاء مع هاسبيل، لكن طلبه قوبل بالرفض، بحسب ترجمة وسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية.
وفي شأن آخر، قال «ميدل إيست آي»، إن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، لعب دورًا محوريًا في محاولة إصلاح العلاقات بين واشنطن والرياض، عقب مقتل الصحفي «جمال خاشقجي». وأضاف الموقع، أن شقيق ولي عهد أبوظبي ومستشاره «طحنون بن زايد»، طلب الاجتماع بمديرة المخابرات المركزية الأمريكية «جينا هاسبل»، لكن تم رفض الطلب. وحاول «محمد بن زايد» مجددًا، حيث أرسل ابنه «خالد» إلى واشنطن، وتم الاتفاق على لقاء مع «هاسبل»، لكنه لم يتم. وأشار التقرير إلى سعي المسؤولين السعوديين إلى الحصول على دعم «ترامب» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، لمبادرات للحد من الأضرار التي سببها قتل «خاشقجي»، ومن بين تلك المبادرات لقاء تاريخي بين «نتنياهو» و«بن سلمان». لكن تلك المحاولات -كما يقول التقرير- فشلت بسبب إيمان مسؤولي البيت الأبيض بأن محاولات إنقاذ «بن سلمان»، قد يكون ضرره أكبر من نفعه حاليا، لاسيما بعد أن تصدرت أنباء مسؤوليته عن الاغتيال الوحشي لـ «خاشقجي» عناوين الصحف العالمية.
ارسال التعليق