بلومبرغ: النظام السعودي يسعى لخلق المشاکل بين بغداد وطهران على حساب أمن العراقيين
كشفت وكالة بلومبرغ الامريكية ان النظام السعودي يسعى الى تحسين العلاقات مع العراق و تأجيج النزعة القومية في هذا البلاد العربي بهدف خلق جو معادي لايران ولو على حساب أمن وحياة العراقيين.
وتحدثت الوكالة الامريكية في تقرير جديد لها سلط الضوء على العلاقة بين النظام السعودي والعراق لافتة الى أن الجدار الحدودي القابع في الرمال بين السعودية والعراق يخبر بالكثير عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط خلال العقود الثلاثة الماضية.
ولهذا السبب زار وفد وزاري سعودي بصحبة رجال أعمال العراق الشهر الماضي حيث تم التعهد باستثمار مليار دولار في مشاريع التنمية، وفتح عدة قنصليات في العراق. واستخدمت المملكة أيضا تكتيكات أخرى للقوة الناعمة، مثل عرض بناء ملعب رياضي، وأعلنت قناة "إم بي سي"، التي تدعمها الحكومة، مؤخرا عن إطلاق قناة مخصصة للعراق. وقام رجال الدين في المملكة بتخفيف حدة خطابهم المعادي للشيعة العراقيين.
وخلال زيارة رسمية إلى الرياض الشهر الماضي، أشرف رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي" على توقيع 13 اتفاقية، تعهدت بموجبها السعودية بضخ مليار دولار في اقتصاد جارتها. وكانت الدبلوماسية الناعمة بين البلدين، التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2017، قد بلغت ذروتها عندما أنشأ البلدان مجلس تنسيق ثنائي، وأعلنا عزمهما على إعادة فتح الحدود عند معبر "عرعر" في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.
واضفات الوكالة الامريكية ان الحدود بين البلدين تم إغلاقها عام 1990،بعد غزو "صدام حسين" للكويت الذي أدى إلى حرب الخليج. واقترح السعوديون بناء حاجز بقيمة 7 مليارات دولار لإغلاق الحدود عام 2006 مع تصاعد العنف الطائفي. ثم دفع صعود تنظيم داعش النظام السعودي إلى استكمال إنشاء الجدار الحدودي العازل بطول الحدود التي تبلغ 900 كيلومتر.
ومع طرد داعش من العراق، تستعد السعودية لإعادة فتح معبر بري للتجارة بين البلدين هذا العام، في خضم الصراع الأخير الذي يهيمن على المنطقة، ألا وهو حربها بالوكالة مع إيران. وفي تحول صارخ في سياستها، حددت المملكة العراق كحليف محتمل لمعاداة إيران التي هددت بالتخلي عن الالتزامات التي تم التعهد بها في الاتفاق النووي لعام 2015، ردا على العقوبات الأمريكية.
وربما يكون إثبات الوجود أمام إيران في العراق أكثر صعوبة، رغم أن السعوديين لديهم المال. وتحظى الجهود السعودية أيضا بدعم من الولايات المتحدة، التي لا يزال لديها أفراد متمركزون في العراق.
وفي الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على العراق لوقف شراء الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران يريد الرئيس "حسن روحاني" أن يشتري العراق المزيد من إيران للمساعدة في تخفيف العقوبات الأمريكية. وقال "روحاني" خلال زيارة رسمية إلى بغداد استمرت 3 أيام في مارس/آذار: "أشعر في العراق وكأني في بلدي. إنها ليست علاقة يمكن إضعافها، ونحن حريصون دائما على جعلها أقوى".
وبالسنبة للنظام السعودي ، يوفر سعي العراق لإعادة تأهيل صناعته التي دمرتها الحرب ليصبح ثالث أكبر منتج للنفط الخام بحلول عام 2030، يوفر سوقا غير مستغل للمنتجات والشركات السعودية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن هناك استثمارات متوقعة تقدر بنحو 15 مليار دولار في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في العراق بين عامي 2018 و2030.
وختم تقرير وكالة بلومبرغ بالتأكيد أن السعودية غارقة بالكثير من الصراعات المتأججة في المنطقة وهي ترى أن عليها تخفيف الضغط عنها من اخلال اشغال صراعات مباشرة بين الدول العربية وايران ولو على حساب أمن تلك الدول العربية
ارسال التعليق