ابن سلمان انتظر زوال الضغوط لينفذ أحكامه الجائرة
قال رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الكاتب ديفيد هيرست، إن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب هو الشخص الوحيد في العالم القادر على وقف إعدام السعوديين الثلاثة الذين تردد أنهم سيُعدمون بعد رمضان.
وأضاف إن الملك سلمان بن عبد العزيز أو مُستشاريه العشرة الذين يهتمّون بمحافظهم أكثر من مصالح بلادهم لا يمكنهم وقف إعدام العلماء سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العُمري، ولا الشعب السعودي يمكنه فعل أي شيء لحمايتهم، وهو الذي كان حريصاً على مشاهدتهم على شاشات التلفزيون، كما لا يوجد زعيم أوروبي يمكنه إيقاف الإعدام، وحتى وزارة الخارجية الأمريكية التي دانت محاكمة العودة في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان لا تستطيع ذلك.
وأوضح هيرست أن ترامب هو الوحيد الذي يستمع إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي درج على توقيت تنفيذ أحكام الإعدام التي يقرّرها بعناية مع مصائر ترامب السياسية.
وأشار في ذلك إلى أن ابن سلمان انتظر حتى صدور تقرير المحامي الخاص روبرت مولر في مارس الماضي من هذا العام حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية قبل المضي قدماً في الإعدام الجماعي ل 37 ناشطاً.
وقال إنّ حسابات الرياض كانت أنه بمجرد زوال الضغط السياسي ضد الرئيس الأمريكي، فسيكون ترامب أكثر حرية لدعم حلفائه الحقيقيين في الشرق الأوسط. ولتأكيد دعم ترامب القوي لابن سلمان، يلفت هيرست الانتباه إلى أنه عندما كانت الضغوط تشتد على الرئيس الأمريكي، ظل ترامب مؤيداً للموقف السعودي حول خاشقجي.
وكشف هيرست عن أن مصدرين حكوميين سعوديين أبلغاه بأن إعدام 37 ناشطاً كان بحد ذاته بالون اختبار، وقد ثبت مرة أخرى أن ترامب قام بأداء ما كان متوقعاً منه. ونقل الكاتب عن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن قولها إن أي عمليات إعدام أخرى للمعارضين السياسيين في السعودية هي نتيجة مباشرة للبيئة المواتية لإدارة ترامب. ومضى هيرست يقول إنه لا أمريكا الليبرالية ولا أوروبا هي الأماكن الوحيدة التي ستواجه عواقب ولاية ترامب الثانية التي سيكون دفع تكلفتها بالدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وليس أقلّها عمليات إعدام المعارضين السياسيين في السعودية والإمارات ومصر، مضيفاً إنه بغضّ النظر عن السلوك الاستبدادي لقادة هذه الدول، فإن ترامب سيواصل مُساعدتهم على الإفلات من العقاب على أفعالهم.
وتساءل هيرست عما إذا كانت الآمال الملحة للبعض في الحكومة السعودية بأن يتخلّى ابن سلمان عن قراره إعدام الرجال الثلاثة بعد شهر رمضان ستتحقّق وتسود الحكمة، ليقول إنّ المؤشرات المأخوذة من الماضي لا تُشير إلى ذلك.
ارسال التعليق