السعودية تحقق حلم «إسرائيل» بقطار للتطبيع
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس إن وزيرها يسرائيل كاتس، طرح مُبادرة لربط السعودية والخليج مروراً بالأردن بخط السكك الحديدية الإسرائيلية وصولاً إلى حيفا.
وذكر حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على تويتر أن يسرائيل طرح خلال زيارته إلى الإمارات الأسبوع الماضي، مُبادرة تربط بين السعودية ودول الخليج مروراً بالأردن بشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف “تتمخّض المبادرة عن طرق تجارة إقليمية، أقصر وأرخص وأكثر أماناً، من شأنها دعم اقتصادات الدول”.
ونقلت الصفحة على لسان الوزير قوله خلال زيارته: “أنا متحمّس للتواجد هنا في أبو ظبي لتمثيل مصالح دولة إسرائيل مع دول الخليج. هناك تقدّم ملحوظ في العلاقة بين إسرائيل ودول المنطقة”.
وتابع “سأواصل العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو لتعزيز سياسة التعاون بناءً على قدرات إسرائيل في المجالات المدنية، الأمن والمخابرات”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، زار العاصمة الإماراتية، أبوظبي، وشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون البيئة وأجرى عدة لقاءات بينها لقاء مع مسؤول كبير في الإمارات لم يعلن عن اسمه.
وقال بيان صادر عن مكتب كاتس حينها: إن “وزير الخارجية الإسرائيلي التقى مسؤولاً إماراتياً كبيراً لم يكشف مكتبه عن اسمه، وناقش معه الخطر الإيراني على المنطقة عبر برنامج طهران النووي، وصواريخها الباليستية، وتمويلها للإرهاب في المنطقة”.
وحققت دولة الاحتلال مع الإمارات قفزة كبيرة من التطبيع خلال السنوات الأخيرة، وهو ما مهّد لزيارة وزير خارجية الاحتلال الرسمية لأبوظبي، رغم أن الأخيرة لا تعترف رسمياً بدولة “إسرائيل”. كما تسارعت العلاقات الإسرائيلية والسعودية في الآونة الأخيرة، وتصاعدت التصريحات التي تؤكد أهمية العلاقات بين الطرفين في ظل المصالح المشتركة بينهما.
وتورّط الإمارات بعار التطبيع ذهب بعيداً حين دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أبوظبي مؤخراً، إلى مد شبكة مواصلات عبر الأردن والسعودية، وصولاً إلى باقي دول الخليج.
محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي أكدوا، أن السعودية ودولاً عربية أخرى مثل مصر والإمارات قد فتحت فعلياً صفحة علاقات جديدة مع دولة الاحتلال، وخط القطار سيكون بداية لعصر ذهبي جديد بين الطرفين.
وقال محمد مصلح، الخبير في الشأن الإسرائيلي: إن “السعودية قد نجحت في تحقيق حلم دولة الاحتلال بالقطار الذي سيكون عابراً للقارات ويخترق العواصم العربية “المعتدلة”، ليجتاز كل الحدود والعقبات الإقليمية التي كانت تجعل تحقق هذا الحلم صعب الحدوث”. ومنذ توليه منصب ولاية العهد، في يوليو 2017، رسم محمد بن سلمان صورة لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين الرياض وتل أبيب، وقال: إن “إسرائيل تشكّل اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمها، كما أن اقتصادها متنامٍ”.
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن قطار التطبيع قد قطع مسافة كبيرة، ولا يمكن لدولة الاحتلال أن تعلن عن هذا المشروع الضخم والأول من نوعه إلا بعد حصولها على ضمانات عربية ودولية لتشغيله، وكذلك توفير مصادر تمويله من نفس الدول العربية التي وافقت عليه.
وأشار إلى أن إسرائيل لم تبق عدواً للكثير من الدول العربية وعلى رأسها السعودية، بل باتت حليفاً هاماً في المنطقة، وهي ضمن مخطط “الشرق الأوسط الجديد”، الذي تكشّفت ملامحه في “صفقة القرن” التي تعتمد على تهميش القضية الفلسطينية بعيداً عن حل الدولتين واللاجئين، وتوطيد العلاقات العربية والخليجية بإسرائيل.
وذكر أن “السكة الحديدية” التي يتم الحديث عنها هي جسر سياسي واقتصادي بين الدول العربية ودولة الاحتلال، وصورة من التطبيع العلني في المنطقة، متوقعاً أن يكون القطار مجرد بداية لمراحل أقوى في اللقاءات والعلاقات والمشاريع والاقتصادية والأمنية والاستراتيجية أكثر تأثيراً، وقد تغيّر وجه المنطقة بأكملها..
وعن خطورة مشروع “القطار” على أرض الواقع، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: “هذا المشروع طرحته إسرائيل مراراً أثناء محادثات السلام والمفاوضات السريّة والعلنية مع الدول العربية، وقد تزايدت فرص تحقيقه مع وصول ترامب للحكم وطرحه لما يسمّى بصفقة القرن، التي تستند بشكل أساسي على التمكين لـ“إسرائيل” وجعلها الطرف المتحكّم الرئيس في سياسات دول الشرق الأوسط واقتصادها وأمنها”.
وتابع حديثه: “السعودية اتخذت خطوات واضحة لإزالة العقبات أمام تنفيذ مشاريع مشتركة مع دولة الاحتلال، من خلال التقارب بينهما في الخطاب السياسي ضد إيران، والزيارات السريّة المتبادلة، والتخلي عن دعم القضية الفلسطينية، والتلويح بإعادة طرح المبادرة العربية بعد إجراء تعديلات عليها ترضي إسرائيل.
ارسال التعليق