صفر سيارات صفر شوارع وصفر انبعاثات كربونية والأهم صفر سكان أصليين.. ابن سلمان يطلق مشروع "ذا لاين" على دماء الحويطات
التغيير
اطلقت المملكة مساء اليوم الأحد مشروعاً عملاقاً يحمل اسم "ذا لاين".
وكانت شركة "نيوم" قد أعلنت بالأمس عن موعد إطلاق المشروع دون تقديم مزيد عن تفاصيله واكتفت بالتلميح فقط من خلال تغريداتها إلى أن مشروع "ذا لاين" مرتبط بالطاقة النظيفة أو قريب من أهداف "نيوم" التنموية والبيئية.
وقد وضعت الشركة ساعة عد تنازلي لانطلاق المشروع العملاق، مساء اليوم.
ونقلت واس عن محمد بن سلمان قائلاً: بصفتي رئيس مجلس إدارة نيوم أقدم لكم "ذا لاين"؛ مدينة مليونية بطول 170 كم، تحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، وصفر انبعاثات كربونية" ونسي أن يذكر أيضاً انها صفر سكان اصليين حيث عمد ابن سلمان بإجرامه إلى تهجير السكان الأصليين من قبيلة الحويطات لإقامة مشروعه التطبيعي كما ذكر المعارض حمد السديري.ويصف الإعلام المحلي والغربي المطبل لإبن سلمان مشروع "نيوم" بأنه المشروع الأكثر طموحاً في العالم، إذ يتم تطويره على مساحة تتجاوز 26 ألف كيلومتر مربع في شمال غربي المملكة ، وتقدر استثماراته بـ500 مليار دولار.
وفي شهر أكتوبر 2020، بدأت شركة "نيوم" أعمالها في مقرها الجديد بشمال غربي المملكة، حيث يعمل فيه أكثر من 450 موظفاً، ومن المقرر أن تزيد أعدادهم إلى 700 مع نهاية العام الحالي 2021.
وتأسست شركة "نيوم" في يناير 2019، ومن أهم إنجازاتها واقذرها حتى الآن هو تهجير قبيلة الحويطات من موطنهم الأصلي, ففي خلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات في المملكة عددا من أبناء القبيلة التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنين، لرفضهم بيع أرض آبائهم وأجدادهم للحكومة لبناء مشروعها الضخم.
وقالت علياء الحويطي، الناشطة في لندن والمتحدثة باسم القبيلة: "عندما أطلقوا نيوم في بداية عام 2016، وعدهم محمد بن سلمان بأن يكونوا جزءًا منها وأن يشاركوا في تطوير المنطقة وتحسينها"، وأضافت "لكن في عام 2020، أُجبروا على ترك أراضيهم. وفي اللحظة التي تفتح فيها فمك أو تقول شيئًا ما على وسائل التواصل الاجتماعي، تختفي من على وجه الأرض ".
وأشارت إلى أنه تم اعتقال اثنين من أفراد القبيلة، أحدهما انتزع من الجامعة، في محاولة لإسكات وترهيب عائلاتهم ودعا أفراد القبيلة الأمم المتحدة للتحقيق في محنتهم، بحجة أن ما تفعله المملكة يرقى إلى" إبادة شعب أصلي".
وعلى الرغم من تباطؤ إنشاء المشروع بسبب الانهيار الاقتصادي العالمي، تواصل السلطات في المملكة طرد أبناء القبيلة من أراضيهم، التي تضم 13 قرية على طول البحر الأحمر.
وكانت قوات الأمن قتلت أحد أبناء القبيلة يدعى عبد الرحيم الحويطي، بعد رفضه عمليات التهجير القسري من منزله، وقالت السلطات وقتها إنها هو من بادر بإطلاق النار عليها، لكن نشطاء رفضوا هذه الرواية، بسبب الفيديوهات التي نشرها الحويطي قبل قتله، وأعلن فيها رفضه لعميات التهجير.
وقالت الحويطي "في الأصل وُعدت القبيلة بتعويضها عن المشروع، من خلال الوظائف والمزايا. لكن في مرحلة ما، غيرت السلطات رأيها واختارت بدلاً من ذلك مطاردة أبناء القبيلة، مضيفة "نيوم مبنية على عظامنا ودمنا".
ومنذ اغتيال عبد الرحيم الحويطي في 13 نيسان/ أبريل 2020 برصاص قوات الأمن إثر رفضه الترحيل من منزله، لم تتبدّل سياسة السلطة في ممارسة القمع، إذ تعمد إلى اعتقال أبناء الخريبة واحداً تلو آخر في مدّة لا تتعدّى الأسبوعين كمسافة فاصلة بين اعتقال وآخر. كما أنها أجهزت على عائلة عبد الرحيم الحويطي بأكملها، بعد أن انتظرت قرابة سبعة أشهر حتى "يبرد" دم الشهيد، لتعتقل ذويه وتُجبرهم على التنازل عن أرضهم، وخاصة أن عيال أحمد رفيع أبوطقيقة (والشهيد منهم) هم من أكثر الناس الذين لديهم ممتلكات شاسعة وأراض ومزارع، و"قصر أبوطقيقة" معروف في "نيوم". وتعتمد الجهات الأمنية في تعاملها مع أبناء القبيلة أساليب تحاكي ما تقوم به العصابات المسلّحة، إذ لا تواجههم مباشرة، بل تعمد إلى اعتقالهم وخطفهم وإخفائهم قسرياً الواحد تل الآخر، بما لا يستثني الأطفال والنساء.
واعتقلت قوات الأمن أخيراً ثلاثة أفراد هم عبدالله دخيل الله أبوطقيقة، وشادلي أبوطقيقة وهو شقيق الشهيد عبد الرحيم الحويطي، إضافة إلى سيدة تُدعى حليمة وهي زوجة المعتقل عبد الناصر أبوطقيقة، وهو شقيق آخر لعبد الرحيم. ومع هذه الاعتقالات الأخيرة، تتجاوز أعداد معتقلي قبيلة الحويطات العشرات.
ويجهد النظام عبر مختلف أدواته لممارسة مضايقات بحق أبناء الخريبة. فبعد قطع التيار الكهربائي عن المنطقة، فُرض حظر تجوال على السكّان، وانتشرت سيّارات الأمن والجيش بشكل مكثّف، واتّسعت رقعة المضايقات حتى ضَمّت تسيير حملات طيران جوية عبر تحليق مكثّف لطائرات "درونز". كذلك، تستمرّ الاستدعاءات إلى مركز إمارة تبوك بشكل شبه يومي بحق رافضي التهجير والخروج من منازلهم.
أما بالنسبة للتعويضات فهي غير مجدية، ولا يوجد مأوى، وهناك فساد كبير. إذ إن من يعملون في إمارة تبوك، وعلى رغم أنهم ليسوا ضمن أراضي المشروع، إلا أنهم حصلوا على تعويضات كبيرة، بينما أهالي المنطقة التي يقام عليها المشروع لم يحصلوا سوى على ما يقارب 150 ألف ريال، وهي تعويضات لا تكفي لشراء شقة وليس شراء منزل.
ارسال التعليق