ترقب داخل عائلة خاشقجي لتقرير الاستخبارات الأمريكية بشأن اغتياله
التغيير
تترقب عائلة الصحفي جمال خاشقجي، إعلان الرئيس جو بايدن تقرير الاستخبارات الأمريكية حول جريمة قتل والدهم داخل السفارة المملكة بمدينة إسطنبول أكتوبر 2018م.
وعلم “التغيير” من مصادر مقربة من العائلة، إن أبناء خاشقجي “يأملون بإنصاف والدهم وإنزال عقوبات قاسية بحق المجرمين”.
ويتحفظ أبناء الضحية الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” عن ذكر اسم المجرم الرئيسي محمد بن سلمان.
وأضافت المصادر: أبناء خاشقجي لا يمكنهم التحدث في هذه القضية، لكن يحذوهم الأمل بالانتصار لقضيتهم، ومعاقبة قتلة والدهم ورفع حظر السفر المفروض عليهم.
ضغوطات داخلية
وفي مايو/ أيار 2020 قوبل إعلان أبناء الصحفي المغدور جمال خاشقجي العفو عن قتلته الذي يعتقد على نطاق واسع أنه تم بضغط شديد من نظام آل سعود برفض محلي ودولي واسع.
ووصفت أغنيس كالامار، خبيرة الأمم المتحدة التي حققت في قضية اغتيال خاشقجي عفو أبنائه عن القتلة بأنه “صادم ويشل مهزلة”.
وقالت كالامار إن برغم أن الإعلان أمر صادم، فإنه كان مرتقباً باعتبار أن سلطات آل سعود تراهن على ما تأمل أن يكون الفصل الأخير في سياق مهزلتها القضائية أمام مجتمع دولي مستعد أكثر من اللازم لأن ينخدع”.
ودعت كالامار مجدداً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى “التحرك وفتح تحقيق استقصائي يتمحور حول “التسلسل القيادي والمسؤوليات الفردية المتصلة بالجريمة، بما في ذلك في أعلى مستويات الدولة”.
وقال مقربون من خاشقجي، مثل خطيبته خديجة جنكيز، ومعارضون ونشطاء حقوقيون إن القتل الذي حدث لخاشقجي هو قتل “غيلة” وفق القانون في المملكة المستمدّ من الشريعة.
وهو القتل عن طريق الغدر، وهو أمر لا يملك فيه أحد من عائلته حق التنازل عن الدم وفق النصوص القانونية في المملكة ذاتها.
وقالت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي عبر حسابها على موقع “تويتر”: “جمال قُتل في قنصلية بلاده حين وجوده هناك لاستلام أوراق لإتمام زواجه رسمياً!”.
“القتلة قدموا من المملكة بترتيب مسبق، والقتل غيلة، وليس لأحد حق العفو، لن نعفو لا عن القتلة ولا من أمر بقتله”.
وأضافت: “أصبح جمال رمزاً عالمياً أكبر منا جميعاً قريباً كان أم حبيباً. وجريمة قتله المشينة لن تسقط بالتقادم، ولم يعد لأحد حق في العفو عن قاتليه، وسأستمر أنا وكل من يطالب بالعدالة من أجل جمال حتى نحقق مرادنا”.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث إن إستراتيجية محمد بن سلمان هي الضغط على نجل خاشقجي لمسامحة قتلة والده.
وأضاف أنها تهدف إلى أن ينسى العالم هوية الشخص الذي أمر بهذه الجريمة البشعة، على حد تعبيره.
قتل الغيلةةقال رئيس منظمة “القسط” لحقوق الإنسان يحيى عسيري: “قضية قتل جمال خاشقجي ليست قضية عائلية، ليست قتلاً خطأً في إطار طبيعي! لم يقتله أحد بسبب وضع شخصي لنصمت وتتدخل عائلته! هي جريمة سلطات، قتلته السلطات بسبب عمله السياسي، قضيته سياسية، فليصمتوا!”.
وأضاف عسيري “كما أننا نرفض رفضًا قاطعًا استخدام السلطات لأسرة المغدور خاشقجي أو بعضهم، فالقضية ليست عائلية، بل قضية رأي عام، وجمال رحمه الله لم يقتل في شجار جنائي عائلي، بل هو كاتب سياسي قتلته السلطات، والقضية تهمنا كسياسيين أكثر من أسرته”.
بدوره، قال الأكاديمي والناشط الحقوقي عبد الله العودة: إن “تكييف العقوبة وفقاً للنيابة العامة “قصاص” منذ البدء، يوضّح النيّة المبيّتة لتبرئة قتلة خاشقجي أو الذهاب لمسار “العفو” من قِبل العائلة. وللأسف هذا الذي حصل كان هو المتوقّع”.
وأضاف: “جريمة قتل الشهيد خاشقجي هي قتل غيلة لن تسقط بالتقادم وعملية اغتيال واستغلال السلطة.. إضافة لجرائم أخرى”.
وعرض العودة قراراً من المحكمة العليا يقول إن قتل الغيلة لا يجوز فيه العفو.
كما عرض ناشطون آخرون تغريدة لوزارة العدل في المملكة في موقع “تويتر” تعود إلى عام 2015، تقول إن القتل غيلةً لا يُقبل فيه العفو.
وأعلن أبناء خاشقجي “العفو” عن قتلة والدهم، في خطوة من شأنها السماح للمتهمين بالإفلات من عقوبة الإعدام، وهو ما أقرته محكمة لاحقا بالحكم المخفف على المتهمين.
وكان الممغدور خاشقجي قُتل على يد فرقة خاصة من استخبارات آل سعود مكلفة من قبل محمد بن سلمان داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.
ارسال التعليق