من الإعلام
مصالحة الثالوث الخليجي رأس حربة لاختراق الامة العربية واسقاطها
خالد الهواريبما اننا الان نجلس علي مقاعد المتفرجين لنشاهد الفصل الاخير في مسرحية تعددت فيها المشاهد واختلفت حسب السيناريو المكتوب في مكتب الاعلام داخل الموساد ، بالتأكيد من كثرة متابعاتنا اصبحنا نعرف الممثلين وادوارهم في هذه المسرحية التي ربما تكون الاخيرة التي سنشاهدها من جيل المؤامرات القديمة ، والمسرحيات الجديدة سنعيش تفاصيلها ونشارك في احداثها، المشهد الاخير الذي فتحت عليه ستارة خشبة المسرح اشتعلت ايدي المتفرجين بالتصفيق، وحناجرهم بالهتافات ،تميم بن حمد يهبط من سلالم الطائرة ، علي ارض ” العلا ” ، ومحمد بن سلمان يستقبله فاتحا ذراعيه ويهمس في اذنيه بكلمات لم يسمعها احد ، ولم يتوقف امامها احد ، ولكن التاريخ هو الذي سيتوقف امامها ، انتهت المسرحية ولكن لم يسدل الستار ، ولم يتساءل احد عن توقيت المصالحة الذي اعلن فجأة بعد زيارة ” كوشنر ” للمنطقة وهو يلملم اوراقه السياسية ويراجع مع امراء النفط حساباته الشخصية في البنوك كمكافأة لنهاية الخدمة قبل الرحيل ، ولم يفسر احد للملايين من الشعوب الذين تضررت مصالحهم ، وقطعت ارحامهم ،مصير الشروط التي وضعتها الاطراف” مثل مسمار جحا ” لاعادة العلاقات وحل الازمات التي تبخرت فجأة ، وكانت المصالحة التي اظهرت عن حقيقة ان مصير الامة العربية قائم علي الحالة المزاجية للحكام تحتاج استدعاء” حسب الله السادس عشر ” الموسيقي التاريخي احد رموز شارع “محمد علي” الذي يعيش في وجدان الشعب المصري ليقف بالزي الرسمي للفرقة ويهتف دقي يامزيكا .الجو السياسي الذي تمت فيه المصالحة لا يحتاج استدعاء الادلة والبراهين التي تؤكد علي انه وقت صعود وانهيار دول كبري ، تركيا كانت في ليبيا تسعي للخروج من ازماتها الاقتصادية بالوصول الي مناطق الغاز الليبي باتفاقية مع حكومة السراج ، تتصدي لطموحاتها الامارات وتنفق المليارات لدعم الجيش الليبي لافساد تواجدها ،وفي نفس الوقت ينخفض الموقف السياسي القطري مع تركيا الي مستوي يكشف عن التراجع التام والكامل عن مرحلة دعم انقرة اقتصاديا ،فتفهم تركيا بعد ان انطبق عليها المثل ” اخر خدمة الغز علقة ” ان قطع علاقتها بدولة مثل مصر لم تعاديها تعتبر خسارة فادحة، ويفهم اردوغان انه راهن علي حصان خاسر، وليس من المنطق خسارة التحالف مع دولة كبري مثل مصر يربطها بتركيا تاريخ ضارب في الزمن من اجل اللعب مع العيال . اما ايران التي تتفاوض مع امريكا والاتحاد الاوروبي حول عودة الروح الي الاتفاقية التي اعادها الرئيس الامريكي السابق ” دونالد ترامب ” الي نقطة الصفر، رغم التزام ايران بكل بنود المعاهدة ،وضاربا ايضا عرض الحائط بالدول الاوروبية التي وقعت علي ” الاتفاق النووي ” واستحدث بنود اخري للحصار الاقتصادي علي طهران في ظل وجود جائحة كورونا وتداعياتها علي الدول التي تحتاج الي ميزانية ضخمة لشراء اللقاح ، ايران تعلن للعالم موقفها المتوازن ،فتكثف السعودية غاراتها الجوية علي اليمن وتذيد من تدمير معاقل الحوثيين، فيلجئ الحوثيين كرد فعل طبيعي الي الرد بالطائرات المسيرة الايرانية علي مواقع وابار النفط السعودية ،فتكشف السعودية للعالم عن حطام الطائرات ، وتقدم دليل دعم ايران للحوثيين، فتظل ايران لدي صناع القرار السياسي العالمي دولة تدعم الارهاب .مصر التي دعمت السعودية في ازمة مقتل الصحفي السعودي ” خاشقجي ” ، والسودان التي ارسلت جنودها الي اليمن لدعم السعودية ، الدولتان في ازمة معقدة من التفاوض مع اثيوبيا من اجل ماء النيل كل ملامحها الان تكشف عن احتمالية نشوب حرب بعد التهديدات التي اعلنها الرئيس المصري ولا يمكن التراجع عنها في دولة تدعوا فيها كل القوي السياسية، والاعلام الي ضرورة تدمير سد النهضة ، وتراجع السيسي يعني نهاية مستقبلة السياسي ، وهو ما يجعل القول . ان مصر ستدمر سد النهضة امر يعتبر تقرير لحالة الوضع ،تتدخل الامارات التي يبحث اميرها ” محمد بن زايد” الشاب عن الزعامة بالهرولة الي اسرائيل ، وتدعم اثيوبيا بالمليارات تحت غطاء الاستثمارات ،وتدعوا لعقد جلسة مباحثات بين السودان واثيوبيا .الاردن يدخل في ازمة مع نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ،تؤشر علي نهاية الود القديم ، تبدأ خطة اظهار الاردن علي انه فقد الدور المؤثر الذي لعبه في الماضي ، ثم الانباء عن مؤامرة عبر ادوات في القوات المسلحة الاردنية رغم تاريخها المعروف بالولاء للعائلة الهاشمية ، مؤامرة تتم طباختها في مطابخ امريكا لاعتبار الاردن الوطن البديل لفلسطين، وينتهي للابد حق العودة للفلسطينيين الذين اجبرتهم مذابح العصابات الصهيونية علي ترك ديارهم ، ولازالت اجيالهم الجديدة في مشارق الارض ومغاربها تحلم بيوم العودة ،وعندما ترفض الاردن المؤامرة ، تتركز الانظار والاعلام علي ” الملك عبدالله ” وتطفوا علي السطح المتاعب الاقتصادية التي يعاني منها الشعب ، والتجاذبات الاعلامية ،ونسمع عن محاولة انقلاب في الاردن يكشف الاعلام العالمي ان الامارات والسعودية هم محركين تفاصيلها، وداعمين المخططين لها .يمكنا الان ان نمد الخيط علي استقامته . الثالوث السعودي والاماراتي والقطري . رأس حربة الصهيونية العالمية لاختراق الامة العربية واسقاطها . المصالحة كانت تدشين لمرحلة اشعال النار، وصعود دول تعتبر اسرائيل هي الحليف الاستراتيجي، وصاحب الاذن لهؤلاء بالبقاء علي عروشهمعضو الاتحاد السويدي للامم المتحدةعضو منظمة العفو الدولية ” الامنستي “
ارسال التعليق