
أبنا سعود وابناء زايد نقاط الفراق اكبر من العناق
[هادي الاحسائي]
السعودية تعمل على تهميش صديقتها الامارات بهدوء وتدبر انقلاباً على العلاقة معها وفقاً لما تطلبه المرحلة القادمة، فالأمور ليست على ما يرام بين آل سعود وآل زايد، وهناك ملفات عالقة بينهما، ابتداءاً باليمن مروراً بقطر ومؤخراً موضوع العلاقة مع تركيا، وهذا ما يؤكد أن العلاقة بين الرياض وأبو ظبي بدأت تأخذ منحا جديدا ستظهر نتائجه بشكل أوسع في الأيام المقبلة.
خلال العقد الأخير على الأقل كان تحالف الامارات والسعودية هو الأقوى في المنطقة العربية، فهناك مصالح مشتركة وتقسيم لصلاحيات كل دولة وكل دولة تعرف ما لها وما عليها، ولكن بعد بدء الحرب على الجار العربي اليمني بدأت شرارة الخلاف بين أبو ظبي والرياض تظهر للعلن، ويبدو أن هذه الشرارة بدأت تتحول إلى نار ستحرق معها العلاقات بينهما.
الطمع في السيطرة على المناطق الحيوية في اليمن
ساعدت الولايات المتحدة الامريكية دولة الامارات في السيطرة على جزر اليمن، وحاولت بناء قواعد ثابتة لها هناك لكنها أدركت فيما بعد أن هذه القواعد ليست في مأمن من الهجمات اليمنية وما أكد هذا الأمر عجز المملكة والامارات عن حسم الحرب اليمنية، والواضح أنه لن ينتصر احد منهما في هذه الحرب، وعلى هذا الاساس اتجهت الامارات نحو الجنوب علها تسيطر على جزيرة سقطرى وتحافظ عليها كغنيمة لهذه الحرب، ولكن حتى السيطرة على هذه الجزيرة ليس يسيرا فالسعودية ايضا تريد حصة منها.
هناك 5 ملفات تشكل تحدياً للعلاقات الاماراتية_السعودية:
أولاً: الدفاع عن حكومة عبد ربه منصور هادي، وكذلك العلاقة مع "حزب الاصلاح"، في المقابل الامارات لا تدافع عن عبد ربه ولا تقدم له اي حماية بل على العكس تماما، فهي تخالف السعودية في هذا الموضوع، وترجح دعم المجلس الانتقالي بقيادة "عيدروس الزبيدي" محافظ عدن الذي أقاله منصور هادي.
السعودية أيضاً تفاوضت وفتحت حوار مع حزب الاصلاح الاخواني ، بينما تحارب الامارات هذا الحزب.
ثانياً: هناك خلاف واضح بين السعودية والامارات في جبهات القتال، بعد أن كانت الدولتان تشكلان حلفا موحدا. اليوم أصبحتا حلفين منفصلين يحاربان بعضهما البعض عن طريق الأذرع التي يمتلكونها في اليمن، والهدف من ذلك الصراع على قيادة المنطقة العربية.
ثالثاً: العلاقة مع تركيا وسعي السعودية لاصلاح العلاقة مع تركيا بعد أن ألحقت الرياض أضرارا تقدر بـ 20 مليار دولار بالاقتصاد التركي، ولا شك ان علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع السعودية ومحاولة اهانتها أمام العالم ساهمت باتجاه المملكة نحو أنقرة، وهذا ما يفسر اللقاء الودي الذي جمع وزير خارجية السعودي فيصل بن فرحان مع وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو في نهاية العام 2020.
تركيا أيضاً غازلت السعودية، وأدانت دفاع اليمنيين بالهجوم على المصالح السعودية، وكان الهدف من ذلك فتح الباب أمام السعودية لشراء أسلحة تركية بعد ان تم حظر بيع الاسلحة لها من قبل امريكا في الوقت الراهن، وتبين فيما بعد أن اليمنيين أسقطوا طائرات بدون طيار تركية الصنع، وها هي تركيا بدأت بإرسال طائرات بدون طيار من نوع "بيرقدار" للسعودية.
الجميع يعلم أن هناك خلاف شديد جدا بين الامارات وتركيا في عدة ملفات، لاسيما موضوع اليمن،وليبيا فبينما تقدم تركيا دعمها لحزب الوفاق تدعم الامارات قوات خليفة حفتر، وبالتالي فإن اعادة العلاقات بين تركيا والسعودية لمسارها الطبيعي سيدفع العلاقات مع الامارات نحو المزيد من التعقيد.
رابعاً: تحدثنا سابقا ان السعودية بدأت تحارب دبي تجارياً، من خلال اجبار مكاتب الشركات الكبرى في الشرق الاوسط والتي تتركز مجملها في دبي على سحب مكاتبها من هناك وفتح مكاتب جديدة في الرياض مقابل تقديم تسهيلات كبيرة من قبل الحكومة السعودية، وهذا ما تجده الامارات حربا اقتصادية، ومن هنا بدأت الامارات تقدم ايضا المزيد من التسهيلات لابقاء المكاتب على اراضيها.
خامساً: المصالحة الخليجية والتي لم تكن بمباركة اماراتية وانما اضطرت الامارات للذهاب لكي لا تبدو انها سبب الخلاف بين الخليجيين ولكن الجميع يعلم ان الامارات كانت اخر من يريد هذه المصالحة، ومع ذلك اتجهت الرياض نحوها وهذا من دون ادنى شك سيؤثر على العلاقة بينهما في المستقبل.
ارسال التعليق