
كاتب سعودي يصف مجازر عبد العزيز آل سعود بنشر الإسلام
[طلال حايل]
التغيير-طلال حايل
بالفعل إنّ شرَّ البليّةِ ما يضحك؛ وهذا ما بات ينطبق على الكُتّاب السعوديين في غالبيّتهم، فلم يعودوا يرى أبعد من أنفهم، وأصبح شُغلهم الشاغل تغييب العامة بكلامٍ أعتقد أنهم يضحكون عندما يكتبونه؛ فهم قبل غيرهم يعلمون أنّ ما يكتبونه لا يخرج عن كونه قصصًا خياليّة لا تمتُّ للواقع بصلة هدفها الوحيد جني المال من مٌشغليهم، حتى لو كان هذا الأمر على حساب سمعتهم أو على حساب تجهيلم جيلا كاملا من أبناء وطنهم المغلوب على أمرهم.
فهذا مُدعي العلم والثقافة والذي يصف نفسه بالـ "أستاذ الدكتور" صالح بن سبعان خرج إلينا بالأمس ليتحدث عن أخلاق مُشغليه السياسية، وكيف أنّ الاعتدال سمةً من سمات آل سعود! وكيف أنّ هذا الاعتدال المزعوم الذي نسبه لمُشغليه استطاع تحقيق "اللحمة الوطنيّة" كما أنّ هذا الاعتدال رسّخ الثقل السياسي على المستوى الاقليمي والدولي لآل سعود، فداخليًّا وبنظرةٍ سريعة على المجتمع السعودي المُعاصر نجد أن اللُحمة الوطنية التي تحدث عنها السبعان ما هي إلا قصصٌ من نسج خياله؛ فهذي هي القطيف تقف أمامنا شاهدةً على هذه اللحمة، وكيف حوّلها آل سعود كانتون مُغلق ومُحاصر كما ينقل كل من زارها.
وليس بعيدًا عن القطيف؛ نجد اللحمة الوطنيّة في أبها صورها من خلال الأطفال المُنتشرين على أرصفة الشوارع وإشارات السيارات، ناهيك عن آلاف النسوة اللواتي لم يجدن لهنّ مأوى وبقين يتسكعن هنا وهناك بحثا عمّا يسدُّ رمقهنّ أو رمق أبنائهنّ، بالإضافة إلى الضرائب المُبالغ فيها في الدولة النفظية والتي أثقلت كاهل كافة السعوديين فقراء كانوا أم أغنياء.
هذا داخلياً، أما إذا نظرنا إلى سلوك المملكة على المستوى الإقليمي والدولي فيمكننا رؤية العجب العُجاب، فإخفاقات آل سعود تمتدُّ من اليمن جنوبًا إلى ما وراء الأطلسي شمالًا، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ولنا في ذلك أمثلةً كثيرة، فسمعة السعودية ونتيجة التصرفات الخرقاء من ساستها باتت في الحضيض، وباتت جميع الدول تتوجس من التعامل مع المملكة، وذلك نتيجة ما تقوم به من دعمٍ واضح للإرهاب، ناهيك عن حربها المجنونة على اليمنيين، وما جرى قبل عام من احتجازها لكبار رجال الأعمال في المملكة وبعض دول الجوار، وطال ذلك الأمر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
وفي جزئيةٍ أخرى يقول السبعان إنّ الجزيرة العربية لم تعرف التوحد إلا في صدر الإسلام، وهو الأمر الذي لم يستمر طويلًا! ومن ثم في عهد عبد العزيز آل سعود، متناسيًا أنّ حالة التشتت والتشرذم التي تعيشها الجزيرة العربية هذه الأيام لم تشهدها حتى في عصور الجاهلية؛ فهذا هو "اليمن السعيد" يعيش اليوم على حافة المجاعة بعد الحصار الذي يضربه آل سعود على اليمنيين، وتلك هي قطر باتت عدوّةً للمملكة نتيجة سياساتها آل سعود غير المنضبة.
ويعود السبعان وبشكلٍ فج ليشبه مجازر عبد العزيز إبّان سيطرته على مدن ونواحي شبه الجزيرة العربية بأنّه عملٌ يُشبه في معناه التوحيد بالله!! متناسيًّا أن التوحيد الإلهي قائم على السلام والمحبة والأخلاق وأنّ ما فعله عبد العزيز آل سعود لا يشبه لا في قيمه ولا في أفعاله التوحيد الإلهي، فرسول الله (ص) وفي صدر الإسلام لم يحارب من أجل توحيد وإنما كانت رسالته التوحيدية قائمة على الدعوة، بينما ارتكب عبد العزيز عشرات المجازر من أجل تشكيل دولته، كما لم يتوانَ عن الغدر حتى بأقرب مًناصريه في سبيل وصوله إلى هدفه، الذي لم يكن أبدًا توحيد شبه جزيرة العرب، بل كان الوصول إلى السلطة وبغضِّ النظر عن الوسيلة مهما كانت قذرة.
ويخلص السبعان إلى أنّ هدف عبد العزيز آل سعود كان "إعمار الأرض" كما أمر الله! لكنه ربما لم ينظر إلى الأرض التي يعيش عليها، وكيف حوّلها آل سعود على مدى 88 عامًا من أرض التوحيد والسلام، إلى أرضٍ لا تُنب إلّا الإرهاب والإرهابيين، حتى باتت تُسمى في بعض المراجع الغربية أرض الإرهاب وليس أرض الإسلام.
ومما سبق يمكن أن نرى أنّ مُرتزقة آل سعود من الكتاب لا هدف لهم إلّا الترويج لسياسات آل سعود بغض النظر عن مدى صحتها، متناسين أنّ للصحافة والكتابة أخلاق مهنيّة تُحتم على ممتهنها أن يكون إلى جانب الحق أينما كان، وأنّه كما قال الله تعالى في محكم تنزيله: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
ارسال التعليق