
لماذا لا يفضل بايدن التعامل مع ابن سلمان؟
[هادي الاحسائي]
يبدو في ظاهر الأمر أن شكل العلاقة بين الادارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن والسعودية بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يأخذ مسارات مختلفة حتى اللحظة عن طبيعة العلاقة بين ترامب وابن سلمان، فالرئيس الأمريكي الجديد لا يفضل التعامل مع ولي العهد بشكل مباشر، وفي حال تواصل مع السعودية فإنه كما قال سيتواصل مع سلمان بن عبد العزيز على اعتبار انه نظيره، وهذا الكلام من حيث المنطق صحيح، ولكن الجميع يعلم أن ابن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية، فلماذا تتبجح الإدارة الأمريكية بهذا الشكل؟.
يجب أن يفهم العالم اجمع أن خسارة السعودية لحرب اليمن، هي خسارة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، التي شاركت السعودية في هذه الحرب وأرسلت لها خبرائها، وبالنهاية جميع الأسلحة التي تستخدمها السعودية في حرب اليمن هي أسلحة أمريكية، وبالتالي الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن هي بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
اليوم بدأت الولايات المتحدة تتنصل من السعودية وتقول كما جاء على لسان البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تعتزم "إعادة ضبط علاقاتها" مع السعودية، وبالفعل قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحذف الحوثيين من قائمة الارهاب وجمدت صفقات الأسلحة مع السعودية، ولكنها لم تلغها.
تجميد صفقات الأسلحة، هو لعبة سياسية أمريكية قذرة، وتشبه إلى حد كبير اخراج السعودية للناشطة لجين الهذلول من السجن، فكلا الدولتين تستطيعان اعادة الأمور كما كانت، فالسعودية تستطيع اعادة الهذلول متى شاءت، والولايات المتحدة الأمريكية تستطيع اعادة تفعيل صفقات الأسلحة، ولكن ما تريد الولايات المتحدة الأمريكية ايصاله، انها برئية من دماء مئات ألوف اليمنيين، وأن ابن سلمان هو المسؤول عن كل ما جرى، وواشنطن لا علاقة لها بذلك، والسؤال لوانتصر ابن سلمان؟، هل سيكون الأمر كذلك؟.
الولايات المتحدة دولة منافقة، وساستها أكثر نفاقاً، فلمن يذكر، قبل ان يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كان يتوعد ويهدد ال سعود، كما يفعل بايدن اليوم، حيث انتقد ترامب ال سعود، وخرج خلال حملته الدعائية يطالبها بدفع مبالغ مالية للولايات المتحدة، "مقابل الحماية"، والذي تحقق له لاحقاً بعد أن كانت الرياض أول عاصمة يزورها في بداية ولايته.
حصل ترامب على ما يريد من أموال الشعب السعودي، ونشط تجارته واستثمارته على حساب الشعب السعودي، واليوم بايدن يريد أن يحقق مكاسب للولايات المتحدة خاصة وان اقتصادها يعاني الأمرين في ظل انتشار جائحة كورونا، التي شلت الاقتصاد، ولكنه في الوقت نفسه ولطالما كان عدوا لترامب، لايريد أن يتعاطى مع ال سعود بنفس النهج، بل يريد أن يقدم سياسة جديدة يحصل من خلالها على ما يريد، وفي النتيجة والأيام ستكشف ذلك، سيكون بايدن وجه آخر لترامب.
السعودية نفسها تريد الخروج من حرب اليمن، وبالتالي اخراجها منها عبر بايدن هو شيء جيد لحكام ال سعود، لأنهم تورطوا في حرب لن تنتهي قبل استنزاف الاقتصاد السعودي وهذا آخر ما يريده ابن سلمان.
سيخرج ابن سلمان من حرب اليمن عاجلاً أم آجلاً، وستضغط الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من قوة لاخراجه من هناك، لأن أيديهم ملوثة بدماء الشعب هناك، ولن يغفر التاريخ لهم ما يفعلون بالشعب اليمني.
على الأغلب سيكون هناك مقايضة، ستسكت الولايات المتحدة عن جريمة خاشقجي وتوقف تفعيل ملاحقة ابن سلمان، في المقابل تخرج السعودي من حرب اليمن، وتخرج أمريكا لتقول للعالم انها هي من اخرج المملكة وأنهى الحرب، وبذلك يتم غسل ماضيها الأسود في الاعلام، ولكنها لن تتمكن من غسله من ذاكرتنا.
ارسال التعليق