"أنا لست غاندي أو مانديلا"؛ إذاً من هو بن سلمان؟!
[ادارة الموقع]
ذكر محمد بن سلمان في حوار أجراه قبل عدة أشهر مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية :” أنا شخص غني ولست فقيرا. فأنا لست غاندي أو نيلسون مانديلا”.
صدق بن سلمان في توصيف نفسه ولو شبه نفسه بـ"غاندي او مانديلا" لكان من الصعب جداً اسكات الاعلام الغربي عن السخرية التي سيوجهها لولي العهد حتى لو دفع ما دفع من مال، فالمهاتما غاندي قاد حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً، قبل كل شيء، واعتراف بن سلمان بأنه لايشبهه يوضح لنا تماماً بأنه لايريد المضي قدماً في هذا النهج الاصلاحي الذي تبناه نظرياً وطعنه في الظهر عملياً ولم يترك له أي مجال للولادة في بلاد كانت أتوق ما تكون اليه هو القليل من الاصلاح بعد عقود من الاختناق في كل شيء.
أما مانديلا فكان الرجل والزعيم الوطني الجنوب افريقي والذي يبعد عن فلسطين آلاف الكيلومترات يدعم حق الفلسطينيين في الحصول على وطن مستقل وكان يطالب مانديلا على الدوام انسحاب "اسرائيل" من الأراضي المحتلة، ولكن بن سلمان الذي تربطه بالفلسطينيين روابط قومية ولغوية ودولة جارة وصديقة لم يستطع أن يتحدث بشيء مما قاله مانديلا، وعوضا عن ذلك قال ولي العهد السعودي للقادة اليهود إن "القضية الفلسطينية ليست الأولوية القصوى لحكومة المملكة ولا للرأي العام، وهناك قضايا أكثر أهمية، وأكثر إلحاحا للتعامل معها مثل إيران" وفقا لما ذكره تقرير القناة الثانية الاسرائيلية في نيسان/ابريل من هذا العام.
اذاً من هو بن سلمان؟!
أوضح سير الأحداث خلال العام الماضي شخصية الأمير الشاب، التي تبلورت بعد وصوله إلى منصب ولي العهد ليخبر العالم أجمع بمن هو في حوار مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، حيث قال أن أموره المالية شأن خاص، وأنه ليس بحاجة إلى تقديم اعتذار على عيشته المترفة. وأكمل:” أنا أحد أفراد الأسرة المالكة التي تتواجد قبل مئات القرون من تأسيس السعودية”.
واضح من كلام ولي العهد بأنه لايبحث ولا بأي شكل على أن يكون قريباً من الشعب الذي تأمل به خيراً عند وصوله، ولكن على ما يبدو أن الثروة وجمع المال وتكميلها بالسلطة هو أبرز طموحات ولي العهد الذي يبحث أيضا عن قيادة الأمة الاسلامية جمعاء، ولكن وفي سيره في هذا الاتجاه خسر الداخل والخارج، من سقوط سياسي_اقتصادي إلى أخر، لدرجة أنه قاد حملة لمحاربة الفساد والتقشف في الوقت الذي كان يبذخ على نفسه بمليارات الدولارات.
خلال فترة التقشف التي فرضها بن سلمان على البلاد اشترى " أغلى منزل في العالم"، وهو قصر لويس الرابع عشر الذي اشتراه قبل عامين مقابل 300 مليون دولار وتبلغ مساحته 57 فدانا والذي يحتوي على نافورة ذهبية ويمتلئ بالحدائق والتماثيل الرخامية القيمة"، واشترى ايضاً يختاً ثمنه 500 مليون دولار ولوحة قيمة للرسام العالمي ليوناردو دافينشي بقيمة 450 مليون دولار".
ثروة ولي العهد
ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية أنَّ الثروة الشخصية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تتجاوز قيمتها الـ 3 مليارات دولار، ومؤخراً نشرت شبكة “سي إن بي سي” الاقتصادية الأمريكية تقريرا، نقلا عن مؤسسة “براند فينانس” المالية الأمريكية، كشفت فيه مفاجأة بشأن حجم الثروة الحقيقي لأسرة “آل سعود”.
وأكد التقرير، أن “صافي الثروة المملوكة للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية تقدر بـ 1.4 تريليون دولار”. وقال إن أسرة “آل سعود” الحاكمة في السعودية ربما تكون هي الأغنى في العالم، لاسيما عند مقارنتها بصافي ثروة الأسرة المالكة في بريطانيا والتي لا تتجاوز قيمتها 88 مليار دولار.
وأضاف التقرير “أنه ومثل نظرائهم في بريطانيا، ينفق أفراد الأسرة المالكة في السعودية ببذخ على مظاهر الترف الحياتية، مثل شراء الطائرات الخاصة واليخوت الفخمة وكذلك أساطيل مروحيات الهليكوبتر، والقصور الفارهة وكذلك اللوحات الفنية باهظة الثمن”.
وبينما يعيش الملوك حياة البذخ والترف يعاني مواطنوا المملكة من غلاء المعيشة وقلة فرص العمل ناهيك عن الاعتقالات التي يتعرض لها كل من يطالب برفع الظلم عن أبناء البلاد، فقد تضاءلت فرص التوظيف بالقطاع الحكومي – الذي يُعد الوجهة الأولى والمفضّلة للمواطنين الباحثين عن فرصة عمل – وهو ما بثّ الخوف من المستقبل في نفوس الأجيال الشابة التي لا تستطيع الحصول على فرصة عمل.
ارسال التعليق