اتساع هوة الاختلاف بين الكونغرس وترامب بسبب بن سلمان
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيبدون شك أن بن سلمان كان يتوقع أن جريمته المروعة في تصفية الصحافي المخضرم جمال خاشقجي، سوف يطويها النسيان وسوف يفلت من تبعاتها، ما دامت الإدارة الأمريكية إلى جانبه توفر له التغطية اللازمة، وتدافع عنه، وما دامت السيدة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ولوبيها الصهيوني الأمريكي يحميه، ويوظف كل نفوذه وقوته في هذا الاتجاه... ولكن على عكس هذا التوقع جرت الأمور وما زالت، فرغم أن ترامب بين الحين والآخر يجدد دفاعه عن بن سلمان، ويعتبره شريكا استراتيجياً للولايات المتحدة ولكيان الصهيوني، ويعارض التفريط به، وبالتحالف معه، بل وذهب ترامب في هذا الدفاع عن بن سلمان إلى حد كشف المستور بالاعتراف بأن مصير الكيان الصهيوني يتوقف على وجود النظام السعودي... رغم كل هذا الدفاع عن بن سلمان من جانب ترامب، ورغم دفاع اللوبي الصهيوني الأمريكي هو الآخر، ودفاع رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو المتكرر أيضاً الّا ان الجدل، ودعوات بعض الأعضاء في الكونغرس الأمريكي ظلت تتواصل منذ يوم وقوع الجريمة وحتى اللحظة، مقرونة بحملة إعلامية، تقودها صحيفة الواشنطن بوست، تدفع باتجاه معاقبة بن سلمان والتخلي عن حمايته... وفي هذا السياق كل من السناتور ليندس غراهام والسناتور بوب كروكر قد شنّا هجوماً لاذعاً ضد بن سلمان واعتبراه مجرماً وقائلاً: ولا بد من تنحيته والتخلص منه وعدم السماح له بالوصول إلى العرش، ثم اتسعت هذه الحملات من سناتورات آخرين، حتى من بين الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وأعضاء في مجلس النواب، وما زالت هذه الحملة، كما قلنا تتسع لتشمل قاعدة عريضة داخل المؤسسات الأمريكية، خصوصاً الكونغرس الأمريكي، لقد تمحورت هذه الحملة حالياً، حول هذه المحاور:
1ـ استهداف بن سلمان خاصة، والنظام السعودي عامة إنتقاداً وفضحاً وكشفاً للحقائق، ولطبيعة هذا النظام، وإجرامه، وفي جديد هذا الاستهداف، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، انه ليس هناك شك لدى أي سيناتور حضر إحاطة مديرة الاستخبارات جينا هاسبل بتورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحافي جمال خاشقجي، ووصف الإحاطة التي قدمتها مديرة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن قضية خاشقجي بأنها، أكثر إحاطة إلماماً تلقاها خلال فترة وجوده في الكونهرس، وقال إن "الشخص المسؤول عن تنفيذ عملية قتل خاشقجي هو الذراع الأيمن لمحمد بن سلمان". ولفت غراهام إلى أنه " ضد فكرة ضرورة بناء علاقة مع سفاح مثل محمد بن سلمان لحماية أمريكا من إيران"، مضيفاً: "على العكس من ذلك بتعاوننا معه (محمد بن سلمان) فِأننا نضر بقدرتنا على حكم المنطقة". وتابع غراهام قائلاً: "هو وضع رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) تحت الإقامة الجبرية في أكثر مشهد غرابة رأيته منذ عشرين سنة، ويستمر هذا المشهد ويستمر". وشدد غراهام بالقول: "حسناً سنعتبره متواطئاً، سنجري تصويتاً في مجلس الشيوخ، ونقول إن محمد بن سلمان كان متواطئاً في جريمة خاشقجي".
من جهتها السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أكدت يوم 9/12/2018 أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتحمل المسؤولية الفنية عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وان من الواجب على الإدارة الأمريكية حسم هذا الأمر، وقالت إن "بن سلمان يتحمل مسؤولية قتل خاشقجي طالما أن حكومته هي من فعلت ذلك". واستدركت هيلي التي ستغادر منصبها نهاية الشهر الجاري بالقول "لدينا مسؤولون سعوديون قاموا بذلك (مقتل خاشقجي) في القنصلية السعودية في إسطنبول، ولا نستطيع أن نمنحهم جواز مرور بتلك الفعلة، لأن هذا مناف للقيم الأمريكية، ولهذا السبب فرضت إدارة الرئيس ترامب عقوبات على 17 مسؤولاً سعودياً من المتورطين في عملية القتل". وأضافت: "يمكن في الوقت نفسه اعتبار السعودية حليفاً ضد إيران، مع إبلاغها برسالة مفادها أنها لن تبقى شريكاً للولايات المتحدة إذا واصلت استخدام هذا الأسلوب، لأن واشنطن لا يمكنها التغاضي عن قتل خاشقجي، ولا يمكنها دعم أسلوب العصابات".
نيكي هايلي المقربة من الرئيس ترامب جددت هذا الموقف بالهجوم على بن سلمان وعلى السعودية، يوم12/12/2018 وقالت "لدينا علاقات مع الكثير من البلدان، وهدفنا هو جعل تلك العلاقات أفضل، لكن عندما تحدث أشياء لهذه (مقتل خاشقجي) يجب أن نتراجع إلى الوراء، ولا نتنازل أبداً عن مبادئنا" على حد قولها، وشددت هيلي على ضرورة إجراء "حوار جاد وصارم مع السعوديين وأخبارهم أننا لن نتغاضى عن مقتل خاشقجي ".
بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاجم يوم 8/12/2018، سفير الرياض لدى واشنطن، خالد بن سلمان وذلك على خلفية الاشتباه بمسؤوليته وشقيقه ولي العهد عن جريمة قتل خاشقجي، وقال كوركر للصحفيين أن خالد بن سلمان لا يحظى بأي احترام لديه ولا يثق فيه وانه لا مصداقية له" وأضاف "كان يجب على الأمير خالد عدم العودة إلى واشنطن. آخر مرة تحدثت فيها إلى السفير السعودي قال لي ما هو مغاير للحقيقة.. لا مصداقية له عندي، ولو كنت مكانه ما عدت إلى هنا". وكان كوركر قد شن أكثر من مرة هجوماً على بن سلمان ودعا ترامب إلى التخلي عن التحالف معه، بدوره دعا السناتور ديك دوربين عن الحزب الديمقراطي إلى طرد خالد بن سلمان السفير السعودي في واشنطن وقال دوربين "قلتها قبل أشهر، وأقولها مجدداً: ينبغي علينا رسمياً طرد السفير السعودي من الولايات المتحدة نظراً لتورط ولي العهد المباشر في خطف وقتل خاشقجي". وهكذا فهناك العشرات من التصريحات ومن الدعوات من أعضاء في مجلس الشيوخ أو في مجلس النواب الأمريكيين للإدارة الأمريكية بالتخلي عن دعم بن سلمان لدوره الرئيسي في مقتل خاشقجي. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فلقد أثيرت قضية العدوان على اليمن، وما يرتكبه النظام السعودي من مجازر بشعة بحق الشعب اليمني، وبات هذا العدوان يوظف هو الآخر في ممارسة الضغوط على إدارة ترامب بضرورة قطع وإيقاف الدعم العسكري للنظام السعودي، فالسناتور رند بال ندد يوم 8/12/2018 بحرب السعودية على اليمن ووصفه بالعدوان الوحشي على الأبرياء والذي خلف كارثة إنسانية، وقال هذا النائب عن ولاية كنتاكي "يجب علينا (أمريكا) وقف تصدير الأسلحة إلى النظام السعودي فوراً". وكان رندبال قد صرح حول قتل خاشقجي، قائلاً إنه "ما من شك بأن ولي العهد السعودي هو الذي أصدر أوامر بقتله". في السياق ذاته قال السناتور بوب كروكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ان المجلس سيصوت على مشروع قرار لفرض عقوبات على السعودية بسبب حرب اليمن ومقتل الصحافي جمال خاشقجي. وبخصوص هذا القرار قال السناتور بيرني ساندرز والمرشح الرئاسي السابق، إن "مشروع القانون الخاص بحرب اليمن، سيتم تمريره، وسيوجه توبيخاً قوياً إلى السعودية، اعتقد أننا سنستخرج قرار يكون له أسنان فعليه توجع المملكة".
أكثر من ذلك أن الأوساط الأمريكية السياسية والإعلامية المعارضة لدعم ترامب ونتنياهو لابن سلمان، لم تقف عند جريمة خاشقجي والمذابح المروعة في اليمن وحسب بل راحت تثير قمع النظام السعودي للمعارضة في الداخل والخارج، وراحت تستحضر تأريخ الأجرام السعودي بحق هؤلاء المعارضين.
2ـ إستهداف الرئيس الأمريكي ترامب وصهره كوشنر، فقد وجهت شتى التهم والأوصاف ضد ترامب لدعمه وحمايته بن سلمان والتغطية على جرائمه، خصوصاً قتله للصحافي جمال خاشقجي، ففي هذا السياق.. دعا جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، الناخبين الأمريكيين إلى إقصاء الرئيس دونالد ترامب، عن الحكم في انتخابات2020،واعتبر كومي في تصريحات نقلتها شبكة السي أن أن في 10/12/2018 أن يتم إقصاء ترامب، عبر صناديق الاقتراع، دون أن يتم عزله من منصبه. هذا كما فعلت شبكة السي ان ان يوم 29/12/2018 عن النائب آدم شيف قوله "هناك إمكانية حقيقية بأن يعزل ترامب، من منصبه، إذا اتهمته وزارة العدل رسمياً، وسيكون حينها أول رئيس يواجه إمكانية السجن". في إشارة إلى القضايا التي أثيرت مؤخراً ضد ترامب ومنها ما يقوله الديمقراطيون أن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، وأيضاً فضائحه الاخلاقية مع بائعات الهوى قدم لهما أموالاً للسكوت عن تلك الفضائح!! ذلك أن محامي ترامب السابق مايكل كوهين أقر في آب الماضي بالذنب في ثمانية اتهامات جنائية بينها ارتكاب مخالفات مالية أثناء الحملة الانتخابية، ودفع مبالغ لشراء صمت الممثلة الأباحية "ستورمي دانيلز" وعارضة بلاي بوي "كارين ماكدوغال". وتتهم دانيلز وماكدوغال ترامب بإقامة علاقات معهما قبل حملته الانتخابية، وهو ما ينفيه الأخير، إلا أن ترامب اعترف في أيار الماضي بأنه سدد مبلغ130 ألف دولار، دفعها كوهين للمثلة الإباحية ستورمي دانيلزفي 2016. وتأتي كل هذه الاثارات والاتهامات في إطار تكثيف الضغوط النفسية وغير النفسية على ترامب وطاقمه من أجل حمله على التخلي عن حماية بن سلمان، حتى وصلت هذه الضغوط إلى حد التهديد بالعزل من الرئاسة ودخول السجن، فقد أعلن النائب الديمقراطي جيرولد نادلر في 9/12/2018، وبصفته الرئيس الجديد للجنة القضائية في مجلس النواب، أنه سيكون دوره محوريا في حال قرر الكونغرس الجديد، مع وجود غالبية ديمقراطية في مجلس النواب، المضي قدماً في إجراءات العزل. أما السناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ كريس مورفي فقد ذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال " أعتقد إننا تخطينا المرحلة التي أدت إلى إطلاق إجراءات العزل ضد الرئيس (بيل) كلينتون" مضيفاً أن " الرئيس (ترامب) دخل في الوضع الذي أدى لاحقاً لاستقالة الرئيس نيكسون".وكان مجلس النواب قرر عزل كلينتون في عام1998 لكن مجلس الشيوخ أبطل القرار، بينما استقال نيكسون في 1974بعد أن أصبح عزله مطروحاً بقوة. وقال مورفي إن "هذا التحقيق بدأ يضع الرئيس في مأزق قضائي خطير" وتابع:"ينبغي عليه أن يقلق، ينبغي على البلاد برمتها أن تقلق".
الأوساط الأمريكية المعارضة اتهمت ترامب بأنه على علاقات خاصة بالنظام السعودي، كما أن الأخير قدم أموالاً لترامب وعائلته، كما تحدثت هذه الأوساط عن علاقات كوشنر صهر الرئيس ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقالت إنها علاقات خاصة وتلعب فيها الأموال السعودية دوراً كبيراً في صميمية هذه العلاقة، وفي التغطية الأمريكية على جرائم بن سلمان..وفي هذا السياق نشرت صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة الأخبار اللبنانية وثائق مفصلة حول تلك العلاقات المشبوهة بين الطرفين.كما أن أحد عشر عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا في رسالة مشتركة، الرئيس ترامب بالكشف عن العلاقات المالية بين مؤسسة ترامب والسعودية.ومن بين الموقعين على الرسالة، الرجل الثاني في الحزب الديمقراطي في المجلس" ديك ديربن" وكبير الديمقراطيين في لجنة الاعتمادات "باتريك ليهي" وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية "توم أوديل" و"كوري بروكر"و"ايدميركي"و"جيف ميركلي" وأعضاء لجنة القوات المسلحة "إليزابيت وورن" و"مارتن هندريك" و"ريتشارد بلومينشال". وقالت الرسالة أن "التقرير الأخير بشأن صرف الحكومة السعودية مئات الآلاف من الدولارات في فندق لترامب بعد فترة وجيزة من انتخابه وخداع جنود أمريكيين قدامى قد يعطي رؤية عن الأسباب التي أدت لقطع لإدارة مسافة كبيرة لحماية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان". وهكذا استمرت هذه الحملة الضاغطة على ترامب لدرجة أن الأخير وصل به الأمر إلى التلاسن مع وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، وأخيراً وليس آخراً، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بغالبية 56 صوتاً لصالح قرار بوقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف السعودي الإماراتي وإنهاء المشاركة العسكرية الأمريكية في العدوان على اليمن، كما صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على مشروع قانون آخر يحمّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي.
ماذا يعني كل هذا الإصرار من جانب المعارضين في المؤسسات الأمريكية لسياسية ترامب الداعمة لبن سلمان؟ هل يعني كل هذا الضغط الذي تتعرض له كل من السعودية وإدارة ترامب، أن دماء خاشقجي هزت ضمائر هذه الأوساط؟ لا أبداً، أن هناك العشرات من الجرائم التي تفوق بشاعة جريمة خاشقجي بشاعة ودموية ترتكب على أيدي النظام السعودي سواء في داخل السعودية، أو في خارجها في اليمن، إنما يعني ذلك أن جريمة خاشقجي فتحت عيون هذه الأوساط إلى قضية في غاية الخطورة على مستقبل الأمريكيين، ومستقبل بلادهم، وهي إدراك هذه الأوساط رغبة نتنياهو بل ومحاولاته الدءوبة من تولي أوباما الرئاسة وحتى اليوم في دفع الولايات المتحدة لشن حرب ضد إيران، وقد وجد في بن سلمان ضالته في بلورة هذا الأمر ووضعه على سكة التنفيذ من خلال توفير التمويل وتهيئة الظروف اللوجستية والأمنية لإقناع إدارة ترامب بهذا الأمر، وقد وجدت تلك الأوساط في جريمة خاشقجي، أن بن سلمان سيذهب بعيداً مع نتنياهو في إشعال الحرب وتوريط أمريكا فيها مع إيران في المنطقة، وعلى الرغم من الاعضاء في الكونغرس المعارضين لترامب فيما يخص التغطية على جرائم بن سلمان، يحاولون التعتيم على هذه القضية، إلا تعرض عنصر مجلس عن ولاية فلوريدا أو المرشح الجمهوري السابق للرئاسة، ماركو روبيو، تعرض إليها بوضوح وعبر قلقه بالقول " إن التغاضي عن السعودية في مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، يهدد الولايات المتحدة بالتورط في حرب".
وتابع ماركو موضحاً أكثر بالقول "أرى ان (إدارة ترامب)، تحاول حماية العلاقات مع حليف، وأستطيع أن أفهم ذلك، إنه تحالف مهم. لكن كل تحالف له حدود. وإذا استمر ولي العهد بإختيار قوة تحالفنا... واستمر بعدم مسؤوليته، فأنه في يوم ما سيقودنا إلى حرب". فهذا السناتور يشير بوضوح إلى أن حماية بن سلمان من تبعات جريمته في قتل خاشقجي، سوف يشجعه ذلك على المضي قدماً في تحقيق رغبات نتنياهو في شن الحروب في المنطقة، وبالتالي توريط الولايات المتحدة، وإذا تورطت أمريكا فأنها بحسب الخبراء، وبحسب اعتقاد هؤلاء المعارضين في المؤسسات الأمريكية، لا يمكنها الفوز بها مطلقاً وسوف تتعرض وحلفاؤها في المنطقة بما فيهم السيدة اسرائيل والنظام السعودي نفسه إلى الخراب والدمار الهائل، ثم لأن الولايات المتحدة لا يمكنها التحكم بمسارات مثل هذه الحرب ومآلاتها، فأنها يمكن أن تتوسع إلى حرب إقليمية أو حتى إلى حرب عالمية، تدخل فيها روسيا والصين بقوة، وبالتالي تكون الولايات المتحدة حينذاك لا طاقة لها على مواجهة كل هذه القوى، خصوصاً وان حلفائها الغربيين يعانون الآن في الضعف والتراجع العسكري مقارنة بروسيا والصين، ذلك فضلاً عن احتمالات انهيارات هائلة سوف تصيب الاقتصادات الغربية بما فيه الاقتصاد الأمريكي نتيجة ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 300دولار للبرميل الواحد..فهؤلاء المشرعون الأمريكيون وغيرهم يدركون أن نتنياهو وبن سلمان الذي يمتلك الأموال الطائلة، ولذلك إذا لم يقفوا أمام هؤلاء الثلاثة، فأن احتمالات التوريط الأمريكي في حرب طائشة سوف تبقى ماثلة وسيدفع الشعب الأمريكي ثمنها الباهظ والتي يمكن أن تؤدي إلى حتى تمزيق وتفك الولايات المتحدة وتحويلها إلى كانتونات أو ولايات متصارعة فيما بينها سيما وان الروس، وضعوا هذا الهدف نصب أعينهم ليثأروا لتفكك الاتحاد السوفيتي على أن الانقسام الحاد الذي تشهده المؤسسات الأمريكية حول النظام السعودي وحول مصير ولي العهد بن سلمان، يكشف معطيات كثيرة ويؤكدها أيضاً، كنا قد أشرنا إليها، وأشار إليها بعض المحللين والمتابعين منها ما يلي:
1ـ إن النظام السعودي نظام إرهابي ومجرم يمارس أبشع أنواع الجرائم بحق معارضيه، ويستخدم الحديد والنار بحق شعبنا المظلوم، ومع ذلك يلقى الدعم والحماية من قبل الإدارة الأمريكية الأمر الذي يؤكد إرهابية هذه الإدارة، ونفاقها حينما تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان.
2ـ إن هذا النظام نظام عميل يتحالف مع الكيان الصهيوني، ويسخر كل إمكانات المملكة النفطية والمالية في خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية وباعتراف ترامب ونتنياهو وبعض المشرعين والصحفيين والأمريكيين والبريطانيين.
3ـ إن هذا النظام يدعي بالإسلام ويرفع شعار خدمة الحرمين لكنه في الواقع يتآمر مع أمريكا والكيان الصهيوني على الأمة الإسلامية وعلى هويتها وعلى مقدساتها ذلك إلى جانب الكثير من المعطيات الأخرى التي تكشف خطورة هذا النظام وتؤكد اجراميته، وضرورة تحرك أبناء الأمة من أجل كشف المزيد عن جرائمه وعن مؤامراته وتهديده للأمن الإقليمي وحتى الدولي، إذ كان الأولى بالدول الغربية والإسلامية أن تهتم وأيضاً تقلق على مستقبلها، قبل أن يقلق المشروعون الأمريكيون على مصير بلدهم، رغم انه قوة كبرى في العالم.
ارسال التعليق