حدث وتحليل
الحديدة "مقبرة الغزاة".. تسقط رهانات العدوان
[ادارة الموقع]
اعلنت قوى العدوان السعودي الاميركي على اليمن انها أطلقت معركة السيطرة على الساحل الغربي وبالتحديد على محافظة الحديدة، على الرغم ان هذه المعركة بدأت منذ ما يزيد عن السنتين ونصف السنة، بحسب ما أوضح قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الاخيرة حول التطورات في الحديدة يوم الاربعاء 20-6-2018.
وقد رفعت قوى العدوان في سبيل تبرير الاعتداء الجديد على الحديدة الكثير من الحجج والذرائع والتبريرات في محاولة لخداع الرأي العالم الاقليمي والدولي بهذا الاعتداء الجديد على الشعب اليمني وتمهيدا لما قد يرتكب من جرائم اضافية هناك، وتركزت هذه التبريرات الزائفة بين الحفاظ على الوضع الانساني من الانهيار وتقديم الدعم لليمنيين وبين حماية الملاحة البحرية من الصواريخ اليمينة التي تطلق أصلا لردع البوارج الحربية التي تعتدي على السيادة اليمنية، كما زعم العدوان ان الهدف من معركة الحديدة هو إبعاد السيطرة الايرانية عن الساحل اليمني والبحر الاحمر ومنع دخول الصواريخ الايرانية الى اليمن حيث يتم استهداف مملكة آل سعود بها من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية.
معركة قديمة متجددة.. والاهداف مكشوفة
والحقيقة ان المعركة ضد الحديدة اليوم ليست بالامر الجديد وانما ما يجري هو اعادة تحشيد من قبل قوى العدوان وعلى رأسها القوات السعودية والاماراتية بدعم غربي واضح(اميركي، بريطاني وفرنسي) بالاضافة الى فرق من العملاء والمرتزقة اليمنيين او من عدة جنسيات اخرى، يهدف للسيطرة على اليمن كل اليمن باعتباره الهدف الاساسي من فتح الحرب على هذا البلد، وقد أكد الحوثي هذا الامر عندما قال ان "معركة الحديدة تهدف للسيطرة على اليمن كله ارضا وانسانا"، فقوى العدوان تريد السيطرة على خيرات اليمن ووضع اليد على الموانئ والمطارات والجزر الغنية بالتنوع البيولوجي والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن ككل ومن ضمنه محافظة الحديدة.
وبحسب دراسة أعدها مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير "تتمتع محافظة الحديدة بموقع جغرافي استراتيجي على البحر الاحمر حيث عرفت بتهامة اليوم نظرا لاهمية هذا الموقع، وهي وتبعد الحديدة عن العاصمة اليمنية صنعاء مسافة 226 كلم، ومساحتها 13500 كلم مربع موزعة على 26 مديرية، وتحدها 7 محافظات هي: صنعاء، ذمار، اب، تعز، حجة، المحويت وريمة".
ولفتت الدراسة الى انه "يقطن بالحديدة اكثر من 2.5 مليون نسمة وتعتبر هي المحافظة اليمنية الثالثة من حيث عدد السكان، ويعود تاريخ تأسيسها الى القرن الثامن الهجري، وتتعدد الانشطة الاقتصادية التي يمارسها أبناء محافظة الحديدة منها بشكل أساسي: الزراعة، صيد الاسماك والتجارة، ويتم النشاط التجاري بشكل اساسي عبر ميناء الحديدة الذي يعتبر ثاني ميناء رئيسي في اليمن والاهم في منطقة الساحل الغربي اليمني وقد أسس في العام 1961"، واضافت انه "يتم استيراد اكثر من 70 % من المواد الغذائية عبر ميناء الحديدة، وبحسب مصادر مطلعة فقد حقق الميناء لغاية العام 2014 ما مجموعه 40 % من إجمالي الايرادات الجمركية اليمنية".
أهمية استراتيجية.. وخسائر التحالف
وهذه الاهمية الاستراتيجية للحديدة تظهر بوضوح بعض الخلفيات التي تقف خلف قيام التحالف السعودي بإعلان بدء العملية العسكرية للسيطرة على المحافظة، على الرغم من رفع بعض الشعارات والحجج المخادعة لإشغال الناس عن الهدف الحقيقي للعملية.
لكن يبقى السؤال هل العدوان الذي اطلق هذه المعركة المتجددة بتحشيد سياسي واعلامي وعسكري منقطع النظير، هل سيتمكن من تحقيق اهدافه للسيطرة على الحديدة؟ وهل سنرى قوى العدوان تبسط سيطرتها على كل الحديدة ام ان الامر سيتوقف عند حد السيطرة على بعض المواقع هنا او هناك واحداث خروقات معينة دون تحقيق انتصارات حاسمة؟ وهل سيتمكن العدوان من تحقيق غاياته بتغيير شروط وظروف اي حل سياسي قادم بناء على انتصارات يحققها في ميدان تهامة؟ ام ان الحديدة ستسقط كل الرهانات السعودية والاماراتية في تحقيق اي انتصار يعيد ماء الوجه المبذول لقيادات العدوان؟
الاكيد ان الوقائع الواردة من أرض الميدان تظهر ان المعلن من قبل قيادة التحالف لا يتناغم مع مجريات الميدان لان الخسائر تزداد يوما بعد يوما في صفوف الغزاة الذين يتكبدون خسائر كبيرة في الارواح والعتاد على تنوعه، على الرغم من تكثيف ضغط وضربات سلاح الجو المشارك لدعم تقدم القوات البرية، إلا ان هذه القوات لم تستطع تحقيق المطلوب منها ولم يشفع لها كل الحرب الاعلامية التي تنفذها الفضائيات التابعة للسعودية والامارات منذ ايام عن بث الشائعات بالسيطرة التامة على مطار الحديدة الذي يفترض انه من المواقع العسكرية الممكن السيطرة عليها وسط هذا التدخل الجوي الكثيف، لان المطار يقع في منطقة مفتوجة جغرافياً وبالتالي الرهان اليمني كان ليس بمنع سقوطه بقدر ما هو تكبيد التحالف خسائر كبيرة بعد دخوله واستقراره في ارض ومباني المطار، إلا ان المفاجأة ان القوات المحتشدة بكل قوتها لم تستطع التقدم للسيطرة على المطار وبالتالي اثبتت الكثير من الضعف والعجز في ظل الصمود والثبات اليمني المنطقع النظير.
ادعاءات كاذبة.. والمستنقع مكلف
وتم تكذيب الادعاءات السعودية بالسيطرة على المطار عبر خروج القيادي في حركة انصار الله محمد البخيتي بسلاحه الفردي من ارض المطار ليشدد على الثبات في ارض الميدان مهما تعاظمت الضغوط وقست المعارك، كما ظهر عضو المكتب السياسي لانصار الله حزام الاسد من أمام مبنى جمارك داخل مطار الحديدة الدولي حيث قال "أبشركم، رجال الله في تهامة الخير والجهاد أذاقوا قوى العدوان ومرتزقته الهوان ونكلوا بأعداء الله وأصبح العدو اليوم في حالة إنهيار وتقهقر..".
وبالسياق، أعلنت العديد من القيادات اليمينة الرسمية والشعبية ان ما أعد لقوى العداون في الحديدة من مفاجآت ستكون كفيلة بتكبيده أفدح الخسائر، وان "الحديدة ستكون مقبرة للغزاة"، وان هذه القوى على الرغم من انها وضعت كل امكاناتها وقدراتها في هذه المعركة إلا انها ستدرك انها تورطت في اكبر ورطة وستتحول تهامة الى مقابر لهم، وان قوى العدوان غرقت في مستنقع سيؤدي الى استنزافها بشكل طويل الامد.
ارسال التعليق