الحُديدة تنزف وبن سلمان ..............
[ادارة الموقع]
يجمع العالم من الناحية النظرية بأن ما يجري في اليمن منذ أكثر من 3 سنوات على أنه إجرام غير مبرر من قبل التحالف الذي يقوده بن سلمان في حربه ضد اليمن، كما يجمع اليوم ومن الناحية النظرية أيضاً بأن ما يجري في مدينة الحُديدة ينبأ بكارثة إنسانية تزيد من حدة العنف والمجاعة في اليمن "الذي كان يطلق عليه يوماً ما (اليمن السعيد)"، ولكن هذا العالم أو بالأحرى "المجتمع الدولي" لا يجتمع عملياً على مساعدة اليمن ومنع مد السعودية بالأسلحة الفتاكة التي دمرت كل مظاهر الحياة في اليمن، واليوم يراقب هذا العالم قطع الشريان الأخير عن الشعب اليمني دون أن يحرك ساكناً.
بن سلمان وحليفه بن زايد ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودخلت مؤخرا على الخط "فرنسا"، يعلمون جيدا بأن الحُديدة لها أهمية استراتيجية كبيرة في اليمن، فهي تمثل اهم المنافذ البحرية في البلاد والتي تأتي منها المساعدات الانسانية لتمد 22 مليون شخص بالماء والغذاء والدواء، في الوقت الذي يواجه فيه 8.4 مليون منهم خطر المجاعة، ومع ذلك قرر بن سلمان وداعموه التصعيد في تلك المدنية وقصفها برا وبحرا وجوا بتغطية دولية وسط تحذيرات خجولة من الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الانسانية هناك واحتمال سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
بدأ الزحف نحو الحديدة من بوابة المطار الجنوبية التي لا تزال تتضارب الأنباء حول ما إذا كانت قد سيطرت عليها قوات التحالف أم لا، في مقابل ذلك تبدي قوات جماعة "أنصار الله" مقاومة شرسة في تلك المدينة وتعمل على استنزاف القوات السعودية_الإماراتية وتوجه إليها ضربات قاسية لمنعها من التقدم والسيطرة على المطار الذي يبعد حوالي 10 كيلومتر عن الميناء الاستراتيجي للمدينة، وحتى اللحظة فقد تمكن الحوثيين من قتل عشرات العناصر من قوات التحالف السعوديّ باستهداف تجمّع لهم بصاروخ توشكا في الساحل الغربي، بحسب القوة الصاروخية اليمنية.
ومن جهة أخرى فإن" اللجان الشعبية نفذوا عملية استدراج نوعية استهدفت قوات التحالف والقوات التابعة للرئيس المقال هادي في الخط الساحلي بجبهة الساحل الغربي".، كما إن "كمائن نفذتها وحدة الدروع في جماعة أنصار الله أسفرت عن إعطاب 20 مدرعة وآلية وناقلة جند وأطقم تموين للتحالف وقوات هادي إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى"، وذلك بحسب معلومات أدلى بها مصدر عسكري لـ"سبوتنيك" الروسية.
وبما أننا ذكرنا روسيا فلابد من أن نتحدث عن سفر بن سلمان إليها لمتابعة مباراة المملكة مع روسيا، والتي انتهت بنتيجة مخجلة للفريق السعودي، فبينما كان بن سلمان يجلس في صالة مغلقة فارهة في ملعب "لوجينكي" في العاصمة موسكو كانت قواته تقصف الحديدة بعشرات الصواريخ.
ولم ترحم صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بن سلمان في تقريرها الأخير حول الأوضاع في اليمن، التقرير أعده كل من مارغريت كوكر وإريك شميدت،ويقول الكاتبان إنه في الوقت الذي قصفوا فيه محيط ميناء الحديدة، فإن الأمير ابن سلمان كان يحضر افتتاحية كأس العالم في موسكو، حيث لعبت السعودية المباراة الأولى ضد الدولة المضيفة، روسيا، وشجع الأمير من مقصورة باذخة مع الرئيس فلاديمير بوتين، مشيرين إلى لقطة اهتمت بها عدسات التلفزة، حيث التفت ابن سلمان بعد الهدف الروسي الثالث لبوتين، وقد لوح يده في الهواء علامة على اليأس، فيما نظر إليه بوتين نظرة عطف.
وأضافت الصحيفة بأن "نتيجة المباراة في ستاد موسكو كانت هزيمة ساحقة للسعودية (5-0)، أما في ساحة المعركة على أطراف الحديدة فإن النتيجة لم تكن حاسمة، ولم تعرف بعد طبيعة التقدم الذي حققته القوات المدعومة من التحالف، ولا حجم الخسائر التي تكبدها الطرفان، فيما رفضت الولايات المتحدة طلبا من الحكومة الإماراتية هذا الأسبوع لتقديم معلومات أمنية وعمليات استطلاع جوي وماسحات الغام بحرية؛ بسبب المعارضة المتزايدة داخل الكونغرس للحملة، بحسب ما قال مسؤولون إماراتيون يوم الخميس".
وحاليا يعمل الإماراتيون على الحصول على دعم الفرنسيين لسد الفراغ الأمريكي، وحاليا لا تزال المعارك ما بين "كر وفر" للطرفين، ولكن ما يسعى إليه بن سلمان هناك هو إجبار الحوثيين على الاستسلام من خلال السيطرة على مدينة الحديدة، وبالتالي إرغامهم على الجلوس على طاولة المفاوضات ولكن لا يزال الوقت مبكرا للوصول إلى هذا الطموح السلماني، ولكي يتحقق هذا الطموح يقوم بن سلمان بجعل المدينة تنزف "من خلال الحصار وتدمير آخر شريان للحياة فيها" ومن ثم يسقيها الماء "يقصفها بالصواريخ" لكي يقضي عليها بأسرع وقت ممكن.
ارسال التعليق