الخبث السلماني يستهدف اليوم قطر والأردن، وغداً الكويت وعمان
[من الصحافة]
بقلم: جمال حسن
تصاعد الدخان الأسود في سماء القصور الملكية في العاصمة الرياض ينبئ عن نوايا مقيتة يبيتها سلمان ونجله ضد حلفاء الأمس في حربهما على اليمن الشقيق أبتدأها بالقطيعة مع قطر لتتحول الى التهديد بالحرب عليها في ذكراها الأولى، وفق تغريدة للكاتب الفرنسي جورج مالبرونوت، كبير مراسلي صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية لشؤون الشرق الأوسط، على حسابه بموقع "تويتر".. إن الملك سلمان بن عبد العزيز، طلب من الرئيس الأمريكي ترامب وكذا الفرنسي ماكرون ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، العمل على إقناع قطر بالعدول عن شراء صواريخ "إس 400" من روسيا، ملوحاً بإمكانية لجوئه الى "تحرك عسكري" ضد الدوحة إن لم تعدل عن مساعيها بهذا الشأن"، وهو ما أكدته صحيفة اللوموند الفرنسية قبل أيام.
خبراء ومحللون أكدوا أن القطيعة الخليجية - المصرية مع الدوحة (في 5 يونيو 2017) هي ضمن إتفاق سري ثلاثي بين الرياض وأبو ظبي وواشنطن تمهيداً لإنشاء شرق أوسط جديد بعد الفشل الذريع الذي منيً به المخطط الصهيوأمريكي عقب حرب تموز 2006 على لبنان، وقد بدأت ملامح الإتفاق تظهر بهجوم إعلامي “شرس” على الحليف القطري، شنته وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية والمصرية على حدّ سواء جنّدت كل ما بوسعها وعلى مدار 24 ساعة لضرب الدوحة.
مصادر سعودية وإماراتية أتفقت أن سلطات الرياض قررت إستبدال موظفي الجمارك في منفذ سلوى الحدودي في المنطقة الشرقية (يبعد عن الدوحة 90 كم) بقوات عسكرية تتكون من الجيش وحرس الحدود في خطوة تصعيدية جديدة ضد الجارة قطر، حيث تم ابلاغ العسكريين السعوديين المعنيين بالأمر الصادر من قيادة قواتهم المسلحة.
فيما يرى بعض المراقبين إن المقصود من الحشود العسكرية السعودية عند حدود البلدين هو ابتزاز القيادة القطرية التي اتبعت أسلوبا هادئا في إدارة الأزمة، ونجاحها في الحد من بث الرعب في نفوس القطريين بعد أن حاولت دول القطيعة التأثير عليهم من خلال مخاطبتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي وصحفهم لإثارة القلائل داخل دولة قطر إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل.
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية وفي مقال بقلم الخبير العسكري "إيغور سوبوتين"، كشفت عن إحتمالية عالية جدا لإندلاع حرب خليجية بعد تصاعد الأزمة بين قطر وقادة الحصار بعد مرور عام دون التوصل لأي حل أو ظهور بارقة أمل للصلح، وذلك على خلفية إصرار موسكو والدوحة على إتمام صفقة صواريخ إس-400 بصرف النظر عن تهديدات الرياض؛ مؤكدة ان النظام السعودي الذي جن جنونه من الصفقة التي فشل في النيل بها خلال زيارة محمد بن سلمان الى موسكو العام الماضي، ورغم حربه الاعلامية على قطر فأنه لايجرؤ على مواجهتها عسكريا.
مراقبون للشأن الخليجي أكدوا أنه اذا ما قرر سلمان ونجله بشن الحرب على قطر واحتلالها وإسقاط نظام حكم آل ثان هناك فان هذا لن يستغرق سوى عدة ساعات اذا ما تركت قطر تجابه ذلك لوحدها, أما إذا حدث واصطفت ايران وأمريكا واحدة من وراء الستار والأخرى من خلف الباب وراء الدوحة فان هذا سيستمر ستون عاما وقد يكون أكثر وستحتاج المملكة لمئات مليارات الدولارات من العتاد والجند والصفقات وما الى ذلك ربما حتى تنهار المملكة ويتم تقسيمها على غرار ما يجري لبعض الدول العربية، وهو المطلوب من مخطط سايكس بيكو الثاني (الشرق الأوسط الجديد) خاصة وأن سلمان ونجله لا يزالان غاطسان في حربهما على اليمن الفقير الأعزل منذ أكثر من ثلاث سنوات والتقارير الاستخباراتية والميدانية تؤكد عجز القوات السعودية والحلفاء في السيطرة على الوضع اليمني بعد أن وعد المخرف والطائش المعتوه الحليف الأمريكي دخول صنعاء في مدة أقصاها 10 أيام - حسب قول وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باوول لقناة فوكس الأمريكية في 2015/05/25، مضيفاً "أن النتيجه كانت كارثية، فبعد شهر ونصف من القصف سمعنا صراخ حلفائنا السعوديين يطلبون النجده، لأن اليمنيين خلقوا مفاجأة لم يتصورها أحد بالداخل اليمني وعلى الحدود".
بوصلة الطعن من الخلف للحلفاء والأصدقاء من قبل آل سعود خصيصة معروفة طول تاريخهم الداخلي والاقليمي، حيث اتجهت هذه المرة نحو الشمال الشرقي لإستهداف استقرار الأردن أحد أقدم الأصدقاء والحلفاء المنصاعين لرغبة الرياض في مختلف المراحل خاصة خلال العقد الأخير، وتحولت أراضيه الى معسكر للتدريب وممر آمن للجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة في العراق وسوريا وحتى مصر واليمن، وذلك لن يشفع للملك عبد الله للحؤول دون أن يصب سلمان ونجله الطائش جام غضبه من الفشل السياسي والاقتصادي والعسكري المتتالي لسياستهما في الساحة اليمنية والإقليمية والداخلية والاتجاه نحو زعزعة استقرار عرش عمان لأهداف تخدم طرف ثالث سنستعرضها في مقال آخر.
قبل ذلك كشفت صحيفة "سبق" السعودية عن تفاصيل جديدة لمشروع قناة "سلوى" البحرية الذي تدرسه الرياض منذ عامين ليفصل قطر عن شبه الجزيرة العربية ويحول البلاد لجزيرة. على أن يتم تمويل مشروع القناة من جهات سعودية وإماراتية استثمارية، فيما تتولى شركات مصرية مهام شق القناة المائية، وينص المشروع على إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء الفاصل بين الحدود القطرية وقناة سلوى البحرية، وتحويله الى مدافن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي تخططه الرياض بالتعاون مع تل أبيب - حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، يقول: أن الخسائر التي ستتكبدها قطر حال تنفيذ السعودية مشروع قناة بحرية بين البلدين، ستكون أكبر مما نجم عن الأزمة الخليجية. كما سيكون محيط المفاعل النووي الإماراتي ومدفنه في أقصى نقطة على الحدود الإماراتية القريبة من قطر.
مراقبون إقليميون ودوليون يؤكدون وجود نوايا سلمانية خبيثة خلف الستار وتحركات مشبوهة ومخططات شيطانية بدافع إماراتي تحاك في الكواليس ضد الكويت وسلطنة عمان منذ بلوغ محمد بن سلمان ولاية العهد تبعاً لرغبة مرشده محمد بن زايد، حيث أكدت مصادر محلية في محافظة المهرة شرق اليمن والحدودية مع سلطنة عمان، أن السعودية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة الى المحافظة تضم مدرعات وعربات مصفحة وسيارات شرطة وعربات نقل وأطقم ودبابات وحاويات ممتلئة بصناديق الذخيرة وقذائف متنوعة الأحجام، وأن 200 شاحنة نقل عسكرية عملاقة تحمل معدات عسكرية سعودية وصلت الى الغيظة عاصمة محافظة المهرة قبل أيام في دفعة ثالثة وتوزعت في بعض سواحلها ومديرياتها ، وتحمل على متنها عتاداً عسكرياً متنوعاً.
يقول البعض، أنه من السطحية والتبسيط المفرط اعتبار حالة الاضطراب القائمة في الأردن، حالة أردنية محضة منفصلة عما يخططه الجوار الجنوبي اللصيق، كيف يمكن لأربعة أيام فقط من الإحتجاجات الشعبية إعتراضاً على مشروع قانون القيمة المُضافة أن تكون كفيلة بإسقاط الحكومة الأردنية؟!.
ارسال التعليق