حدث وتحليل
عام على ولاية العهد.. ابن سلمان اكثر فأكثر بالحضن الاميركي الاسرائيلي
[ادارة الموقع]
مرّ عام كامل على تولي محمد بن سلمان مهامه كولي للعهد في مملكة آل سعود، خطوة تم التمهيد لها بشكل كبير من قبل الملك سلمان لتكريس واقع جديد يراد له ان يكون مفصليا في تاريخ آل سعود وسلطتهم ولفتح آفاق واسعة لاطلاق يد الحالم بالسلطة وللجلوس على كرسي الملك في السعودية لعشرات السنوات القادمة، كما تخلل فترة السنة التي تولى بها ابن سلمان ولاية العهد الكثير من الاحداث المتسارعة التي تعبر عن طريقة عمل وتفكير الرجل في إدارة شؤون البلاد والعباد وفي علاقات المملكة مع الجوار والعالم.
وقيام الملك سلمان بتعيين نجله محمد وليا للعهد اطاح بأسماء كبيرة كانت مرشحة بقوة ليكون لها شأنها في حكم آل سعود لما لها من وزن داخلي وخارجي لا سيما عبر العلاقات المتينة التي نسجتها مع بعض الاجهزة والادارات العالمية وبشكل خاص في الولايات المتحدة الاميركية، وفي طليعة هذه الاسماء ولي العهد السابق محمد بن نايف الذي اخترعت له الحجج للاطاحة به بشكل سريع وخاطف بعد اتخاذ تدابير عديدة لمنع حصول ردات فعل ضد الملك ونجله.
ضرب الاعراف.. وتكريس توجهات جديدة
والاهم في خطوة تعيين ابن سلمان هو الاطاحة بكل الاعراف والانظمة المعتمدة في نقل الحكم داخل افراد العائلة السعودية، فقد نقل الحكم بشكل مباشر الى احفاد الملك عبد العزيز من دون مراعاة التسلسل الهرمي الذي كان معمولا به قبل وصول الملك سلمان، وبالتالي تم تجاوز من بقي على قيد الحياة من أبناء عبد العزيز واختير الطفل المدلل لسلمان لتعيينه وليا للعهد بعد ان كان قد عُين في وقت سابق كولي لولي العهد، ما اعتبر انه تمهيد مباشر لايصاله لولاية العهد كخطوة ضرورية لتنصيبه مستقبلا ملكا في السعودية وتسليطه على رقاب العباد للتحكم بشؤونهم وبمقدرات البلاد وكأنها تركة مملوكة ملكية خاصة يتم نقلها من شخص لشخص دون اي اعتبار لقيمة الانسان كمواطن وحقه في الوصول الى المناصب وتداول السلطة في البلاد التي له فيها كما لاي فرد آخر من آل سعود او غيرهم، وهذا كله يبرر النقمة العارمة على الملك ونجله من قبل افراد العائلة السعودية الذين يحلمون بالجلوس مكانه ويعتبرونه سرق منهم ما لا يستحقه، بالاضافة الى نقمة الناس عليه وعلى آل سعود سواء أعلن عن ذلك ام لا نتيجة خوف او مصلحة ما.
وبوصول ابن سلمان الى ولاية العهد تكرست توجهات معينة في الحكم داخل السعودية وبالعلاقات مع الخارج، انطلاقا مما سبق ان اعلنه عن مشاريع وحروب قبل تعيينه في منصبه كمطية للوصول الى كرسي الملك، عبر إطلاقه مشروعه الحالم "رؤية 2030" مع ما يحمله من افكار لا ترتبط بالواقع لنقل البلاد من حال الى حال، بالاضافة الى اعلانه عن تشكيل حلف واسع للعدوان على اليمن تكون السعودية هي رأس الحربة فيه، وهنا لا مجال للخوض فيما حققه الرجل في هاتين الخطوتين لان النتائج الاولية والمعلنة كافية لاعلان فشلهما وفشل من يقف خلفهما ومن اعلن عنهما اي ابن سلمان نفسه، وهذه النتائج ليست فقط كافية للاطاحة به بل هي مبرر لجلبه وتقديمه للعدالة ومحاكمته عن التقصير والرعونة وسوء التقدير وتضييع خيرات البلاد والاضرار بمصالحها ومصالح الشعب خدمة لمشاريعه السياسية.
ولكن ابن سلمان لم يتوقف عند هذا الفشل بل توغل اكثر فاكثر في اتخاذ القرارات التي يثار عليها الكثير من البلبة والتي تؤدي حتما الى تشويه صورة البلاد وتضر بها بشكل مباشر وتضرب قيمها ومبادئها، فالرجل يصر على نقل البلاد من حال الانضباط الاخلاقي والالتزام بالاعراف والقيم الاجتماعية والاخلاقية الى حال الانفلات الاخلاقي والقيمي والتمسك بالثقافات الغربية واقامة الحفلات الغنائية الراقصة بما لا يألفه المجتمع السعودي وترفضه العقول والانفس لانه سيؤدي الى انحلال الشباب وتضييع اخلاقهم.
فتح جبهات بكل الاتجاهات.. والاعتماد على الاميركي والاسرائيلي
كما ركز ابن سلمان على فتح جبهات عديدة داخلية وخارجية، ففي الداخل رفع راية محاربة الفساد والتطرف، ولذلك عمد الى اعتقال العشرات من رجال الدين ورجال الاعمال وافراد من آل سعود وحاشيتهم، مدعيا انه يريد مكافحة الفساد والارهاب متناسيا انه وعائلته في صلب هذا الفساد وفي صناعة التطرف منذ عشرات السنين وحتى اليوم عبر دعم الفكر الوهابي واستخدامه بحسب المصالح السياسية، ومن ابرز الامور الداخلية انه واصل سياسة القمع التي كانت متبعة من قبل اسلافه السعوديين في اضطهاد الناس وكم الافواه وتنفيذ الاعتقالات بحق كل من يرفع صوته وينتقد السلطة او يطالب بحقوقه الطبيعة.
ولعل أبرز ما حققه ابن سلمان هو الارتماء بالكامل بالحضن الاميركي الاسرائيلي، ففي كل يوم تظهر الاشارات التي تؤكد هذا الامر الذي تكرس بشكل لا لبس فيه في زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية حيث اعطى الصهاينة الحق بفلسطين وبرر للقضاء على حقوق الشعب الفلسطيني بما يؤكد تورطه بشكل كبير في "صفقة القرن" التي يقودها الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، بالاضافة الى ان ابن سلمان كرس السياسة السعودية في معاداة دول والتدخل بشؤون دول اخرى لا سيما في المنطقة، فهو على الرغم من تقاربه مع العدو الاسرائيلي ومحاولة نسج افضل العلاقات معه إلا انه يواصل العداء لايران وقطر ويعمل على الاضرار بهما بكل ما لديه من أوراق ممكنة.
بالاضافة الى ذلك واظب ابن سلمان على التدخل بشؤون دول كلبنان الذي أجبر رئيس حكومته سعد الحريري على الاستقالة بعد استدعائه الى الرياض، وبالضغط على السلطة الفلسطينية للقبول بالعروض الاسرائيلية الاميركية ضمن "صفقة القرن"، وبالعمل لتحريك الشارع الاردني ضد النظام القائم هناك وغيرها من الامثلة، واعتمدت في ذلك الاساليب الماكرة التي يتقنها الملك سلمان وابنه لبث الفتن واشاعة الفوضى خدمة لمصالح شخصية ضيقة لصالح ولي العهد الذي يعتقد انه بذلك يحقق مصالح اسياده في واشنطن وتل ابيب بما يمكّنه من نيل رضاهم حتى يدعموه للوصول الى كرسي الملك.
من كل ذلك نرى ان جهود ابن سلمان منصبة بشكل اساسي لتحقيق مصالح اعداء الامة والاضرار بها وبشعوبها وقضاياهم وإحداث النزاعات فيما بينهم لايجاد وزيادة الشرخ بينهم بما يضرب الوحدة والتقارب والحوار المشترك، مستخدما كل الاساليب الممكنة وبعد ذلك يريد البعض الترويج له على انه حامل لواء وهموم الامتين العربية والاسلام
ارسال التعليق