تتوالى الإفادات حول الانتهاكات الجسيمة المُرتكبة في السجون السعودية على يد أفراد الأمن السعودي ضد نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان ومعتقلي رأي من الجنسين من تعذيب وحبس انفرادي وحرمان من أبسط حقوق المعتقلين من تمثيل قانوني وحق الدفاع عن النفس والرعاية الطبية والاحتجاز في ظروف مناسبة.

وتشهد السعودية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد حملة اعتقالات مكثفة ضد المعارضين والمعارضات للنظام الحاكم، حتى المدونين على حساباتهم الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي، ويتعرض النشطاء بعد اعتقالهم للتعذيب النفسي والبدني مع حملات تشويه إعلامية. وبحسب إفادات ذوي معتقلين فإن سجون المملكة تفتقر إلى أدنى قواعد معاملة السجناء، بدءاً من جلسات التحقيق غير القانونية التي تتم مع المعتقلين داخل السجون وبغير حضور محام والتي تشهد عمليات تعذيب وحشي، والاحتجاز في زنازين ضيقة مع تقييد اليدين والقدمين، والحرمان من النوم، والتجويع لعدة أيام متواصلة مع الحرمان من الرعاية الطبية والزيارات العائلية، كما جاء في إفادة عائلة المعتقل سلمان العودة والمعتقلة لجين الهذلول والمعتقلة رقية المحارب.

وحصلت جلوبال رايتس ووتش على نسخة من تقرير أعدته هيئة تحقيق تابعة للبرلمان البريطاني صدر مؤخراً وتضمن وصفاً للحال المأساوي للمعتقلات السعوديات في الفترة الأخيرة، حيث يعانين من ظروف احتجاز قاسية ومعاملة غير آدمية ومهينة تعرض حياتهن للخطر، حيث جاء في التقرير أن ظروف الاحتجاز دون مستوى المعايير الخاصة بمعاملة النساء بموجب القانون الدولي، وأنهن يتعرضن لتعذيب وحشي مع رفض تقديم أي مساعدات طبية لهن لمداواة الآثار الناجمة عن التعذيب. كما تضمن التقرير شهادة ابن/‏ابنة أحد المعتقلين داخل سجون المملكة جاء فيها تفاصيل مروعة عن المعاملة القاسية التي يتلقاها المعتقلون بالسجون وظروف الاحتجاز غير الآدمية والتضييق على ذويهم تنكيلاً بهم.

وشددت جلوبال رايتس ووتش على مطالب هيئة التحقيق البريطانية وتطالب بفتح تحقيق دولي حول الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والمعتقلات داخل السجون السعودية ومحاسبة المسؤولين عنها، كما تطالب بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي.

وحذرت المنظمة من خطورة استمرار احتجاز المعتقلين والمعتقلات على حياتهم، خاصة في ظل التعنت في تقديم المساعدة الطبية العاجلة والمطلوبة، محملة السلطات السعودية مسؤولية سلامة وصحة هؤلاء المعتقلين.