آل سعود: لا تقارنوننا مع ″داعش″.. حرام !!
آل سعود: لا تقارنوننا مع ″داعش″.. حرام !!
* جمال حسن
انتفضت سلطات آل سعود غاضبة للمقارنة التي تجريها وسائل الاعلام العالمية من فضائيات وصحف ومواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، حول وحشية التشابه في كيفية تنفيذ عقوبة الإعدام بين المملكة وتنظيم ″داعش″.
وجاء الاعتراض الغاضب على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في مقابلة له مع شبكة ″إن بي سي″ التلفزيونية الأميركية قائلاً: ″ان هناك اختلافا كبيرا بين عقوبه الاعدام التي تنفذها السلطات السعودية، وتلك الانتهاكات التي تتبناها ميليشيات ″داعش″، رغم انهما ربما يستخدمان طريقة قطع الرؤوس عند تطبيق عقوبة الاعدام″. مضيفاً: ″إن قتل الأشخاص من دون نظام عدلي يعد جريمة..المملكة تطبق عقوبة الاعدام بناء على قرار قضائي، وبالتالي فهو ليس قرارا تعسفيا.. بينما يختلف الامر لدى تنظيم داعش الارهابي، الذي لا يملك اي وسيلة مشروعة يستند عليها لازهاق الارواح وقتل الانفس″..
تغاضى اللواء التركي أو تغابى عن قضية مهمة جداً وهو ما أسماه بـ″القرار القضائي″ والذي يستند في كلا الطرفين ″آل سعود″ و″داعش″ على ذات الرؤية ويمارس فيه القضاء نفس المستويات الفقهية البعيدة كل البعد في غالبيتها عن الاسلام الصحيح دين الرحمة والرأفة والمودة والمحبة والتعايش السلمي وقبول الاجتهاد الاخر في النصوص والحوار الانساني والهداية الربانية وعبادة البارئ المتعالي والابتعاد عن تقديس البشر وتأليه السلاطين طمعاً بالريال والدولار والسلطة والمقام، فيتم رواية الروايات وتفسيرها حسب رغبة الملك والأمير والحاكم وتصبح إطاعتهم واجب مفترض حتى لو كانوا حكام وسلاطين ظلم وجور وفساد وفسق وفجور وهو ما يتنافى كل التنافي مع ما جاء به القرآن المجيد .
انتقد ″آدم جوجل″ الباحث المختص بقضايا حقوق الإنسان في السعودية، تصريحات التركي بشدة، قائلاً: ″تصريحات المتحدث الحكومي لا تعكس الحقيقة.. خلال سنين وثقت منظمات حقوق الإنسان عيوب خطيرة في الاجراءات القانونية للقضاء الجنائي بالمملكة″، مشيراً بذلك الى تصاعد حالات الاعدام بقطع الرأس في بلاد الحرمين الشريفين خلال السنوات الأخيرة بذرايع مختلفة حيث وثقت المنظمة الدولية أن المملكة أستهلت العام الميلادي الحالي بقطع رأس أثنين من مواطنيها، مضيفة أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بالسيف في المملكة العربية السعودية بـ87 شخصا خلال العام 2014 مقابل 78 في 2013.
تاريخ اقامة الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة هو الآخر قام على القتل والذبح والنهب والسلب والسبي والحرق والصلب والجلد وهو ما تقوم به ″داعش″ وأخواتها في المناطق التي تجتاحها أو التي تسيطر عليها في العراق وسوريا اليوم وبالجملة كما فعل اسلافهم من قادة وعساكر ″أبن سعود″ آنذاك وحسب كتاب (كيف كان ظهور شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب)، الذي درسه وحقّقه وعلّق عليه عبد الله الصالح العثيمين، وطبع منه ثلاث طبعات، من قبل دارة الملك عبد العزيز والذي يقر فيه: ″أن جيوش ″عبد الوهاب″ و″أبن سعود″ هم المسلمون فقط وغيرهم كفار ومشركون، ما يعني أنه لابد من قتل غير الوهابي دون رحمة أو شفقة أورأفة .
تفاصيل المعارك التي خاضها ″ابن سعود سواء في داخل منطقة نجد أو خارجها لا تختلف عما ورد في كتب ابن بشر وابن غنام والفاخري، بل كرّر مؤلف المخطوطة ما كان يرددوه من استعمال العبارات الافتتاحية (غزا المسلمون..قاتل المسلمون..وقُتِل من المسلمين..).. ففي الفصل الخامس على سبيل المثال يتحدث عن غزوة عبد العزيز اليمامة، في أسفل وادي الدرعية، ثم يصف الغزوة بقوله (فأخذهم ـ أي عبد العزيز ـ وقتل منهم قوماً لا يحصون..وقتل أغلبهم. وذبح رجالهم ولا ترك إلا أولادهم ونساءهم).. وفي غزو العدوة وهي قرية تابعة لامارة منطقة حائل، (غزاها سعود وقد رحل عن البئر أهله فتتبع آثارهم وكبسهم وحاصرهم وأخذهم وقتل من شيوخهم خمسين، ومن العامة نحو مئتي رجل..″ !!.
عبثاً تحاول سلطات آل سعود إبعاد نفسها عن منتجاتها من الجماعات الارهابية الوهابية - السلفية التكفيرية ومنها ″القاعدة″ و″داعش″ و″النصرة″ وغيرها.
″التكفير والقتل الداعشي والقاعدي هو منتج سعودي بامتياز حتى لو أعلنت الرياض براءتها من منتجها ووليدها ، فهو فكر الوهابية في أصوله (الصافية) واعضاء هذه الحركات أكثر أمانة على النص التكفيري من المؤسسة الدينية الوهابية المدجّنة سياسياً ودينياً لتعمل لصالح الأمراء.. ومرجعية كل الأجنحة السلفية المتطرفة والقاعدية والداعشية هي السعودية ومشايخها، والأموال التي تتغذّى عليها هي أموال حكومية سعودية، والعنصر البشري الأكثر فاعلية في تنظيمات قطع الرؤوس هم من السعودية، فكيف تعلن البراءة من هذا المنتج؟!″- والقول للباحثين الاميركيين ″اريك تريجر″ و″جورج فريدمان″ و″ديفيد بولوك″ الاعضاء في ″معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.. فهو منتج سعودي صنيعة المناهج التعليمية لمشايخه والتي تكفر حتى المواطنين في المملكة ولإعلامه ولسياسته الطائفية المضللة .
عميل المخابرات البريطاني (أم أي 6) السابق ″أليستر كروك″ الذي يترأس مركزا لحل النزاعات في العاصمة اللبنانية بيروت كتب بحثا على موقع ″هافينغتون بوست″ الامريكية على حلقتين، جاء فيه.. ″داعش يستخدم لغة محمد بن عبد الوهاب ويركز على منهجه في التوحيد والقتل على فتاوى أبن تيمية وهذا واضح في كلام أبو بكر البغدادي حتى قبل ولادة داعش.. فهو بالضبط النموذج المثالي الطهوري والتبشيري للوهابية «أب» المشروع السعودي بشكل كامل، والذي قمعه العثمانيون بعنف في عام 1818 ولكنه انبعث بقوة في العشرينات من القرن الماضي ليصبح المملكة العربية السعودية التي نعرفها، وحمل المشروع السعودي في داخله «الجين» اي ولادة الدولة السعودية الحديثة والدور الذي لعبه هاري سانت جون فيليبي (والد عميل أم أي - 6 الذي تجسس لصالح موسكو، كيم فيلبي) الذي أسهم في «تجسيد هذا الجين وتحويله الى دولة جديدة»، وكان مرافقا للملك عبدالعزيز بن سعود، وأصبح مستشارا له بعد استقالته من عمله مع الحكومة البريطانية، وظل حتى وفاته رمزا مهما في بلاط الحكام السعوديين. ومثل ″لورنس العرب″ وأصبح يعرف باسم شيخ عبدالله فيلبي″.
ويقول البروفسور في ″المعهد الملكي للشؤون الدولية″ ″معهد تشاثام هاوس″ البريطاني للأبحاث ″بول ستيفينز″: إن ″هناك اتفاقية غير مكتوبة بين آل سعود والقاعدة (المجموعات الارهابية التكفيرية) منذ زمن طويل يتم بموجبها التسامح مع وجود تنظيم القاعدة الإرهابي في السعودية ولكن بشرط أن ينفذ أعماله القذرة خارج المملكة وليس داخلها والسلطات السعودية تتعامى عمداً عن الأموال التي تتدفق لدعم الإرهابيين في سورية″.
الفقه واحد؛ والمعتقدات واحدة؛ والسياسة موحدة؛ والإجرام متناغم؛ والرؤية متسقة؛ وتكفير الآخر ذاته؛ وتجريم كل معتقد غير الوهابية؛ والتجانس في النهج؛ والإفتاء بقتل وصلب ونهب وسبي غير من يعتقد بمعتقداتهم؛ والنهج ذاته في تدمير المساجد والمقدسات الاسلامية وغير الاسلامية وتفجير المقابر والاماكن ذات الصبغة الدينية و..... إذاً لماذا لا تجوز المقارنة بين ″آل سعود″ و″داعش″ ؟؟!!
ارسال التعليق