الإغتيالات العائلية في الكيان السعودي!
في الآونة الأخيرة انتشرت أخبار عن وفاة أحد افراد العائلة المنحوسة من فرع "سعود بن فيصل بن تركي" فأما الأمير الذي تم اغتياله من قبل جهاز القمع السعودي هو "سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل بن تركي" الذي ثأر مع بعض المنتسبين له على ابن سلمان في أيام "الرتز" وقاوموا الاعتقال من بين فروع آل سعود الأخرى.. ولكن الحكاية لم تنته إلى هنا !
لا يخفى على الذين يعرفون هذه العائلة واسلافها بأن التآمر و التصفية ليس ببعيد عنها وبما أن ابن سلمان لديه ولع لـ الوصول إلى الرئاسة فشن هجوما واسعا ضد منافسيه من الأمراء السعوديين خاصة الذين اعتقلهم في "الرتز".
فوفقا لهذا تزايدت التوقعات حول اغتيال ابن سلمان لـ "سعود بن عبد العزيز" فهذه الخطوة تمهد الطريق لاستيلاء ابن سلمان على العرشَ من دون شك
.. ولكن لماذا نرى الحادث اغتيالاً ؟
كان الصراع على السلطة سمة عامة في الكيان السعودي عبر أطوارها الثلاثة وفي أغلب الصراعات التي كانت تندلع بين أجنحة هذا الكيان، كان العنف الأداة الراجحة لـ الحسم ..
من الناحية التاريخية نشب خلاف بين "محمد بن سعود" مؤسس الكيان السعودي الأول وإخوته من أبيه "ثنيان" و"مشاري" و"فرحان" على تقاسم السلطة ولكن نجح "محمد بن سعود" في تركيز السلطة في بيته بعد تحالفه مع "محمد بن عبد الوهاب"..
بعد موت "محمد بن سعود" تفجّر النزاع المسلّح بين أبنائه وأحفاده وكان له إبنان:
"عبد العزيز" وقد تولى الحكم بعد وفاة أبيه ومات عام 1218هـ وخلفه إبنه "سعود" المعروف بـ(الكبير) حتى وفاته عام 1229هـ وانقطع نسل هذا الفرع في الحكم
.. "عبدالله" والذي ورث الحكم من ابن أخيه "سعود" حتى سقط الكيان السعودي الأول في عام 1234هـ، ونقل إلى تركيا عن طريق مصر بعد سقوط "الدرعية" وتمّ إعدامه في الآستانة..
بعد هلاك "عبدالله" أسس إبنه "تركي" الكيان السعودي الثاني وذلك بعد أن قتل "مشاري بن معمر" سنة 1236هـ وقد فرض نفسه حاكماً على نجد حتى عام 1246هـ حيث قتله ابن اخته "مشاري بن عبد الرحمن"..!
تولى "فيصل بن تركي" الحكم بعد أبيه وإليه ينتسب آل سعود من جيل "عبدالعزيز" مؤسس الكيان السعودي الثالث.
أما عائلة "جلوي" (التي شاركت في فتح "الرياض" سنة 1902، وتسلّمت إمارتي المنطقة "الشرقية" و"المنطقة الشمالية") فقد أقصيت تماماً عقب وصول الجناح "السديري" الى السلطة..
تولى "آل فيصل" الحكم في الفترة ما بين 1246هـ و1282هـ وخلف أربعة أبناء، هم: "عبد الله بن فيصل" وحكم بعد والده لـ مدة أربع سنوات بعد انقلاب أخيه الأصغر "سعود" بمساعدة من أخيه "عبدالرحمن" والد "عبدالعزيز" وقد استلم "سعود" الحكم حتى عام 1291هـ.
في عام 1302 عاد "عبدالله" وانتزع الحكم من أخيه "سعود" ولكنه مات عقيماً فـ حكم "سعود بن فيصل" مرة أخرى في الفترة 1286 إلى 1291 .. وترك أربعة أبناء، هم "عبدالعزيز" و"محمد" و"سعد" و"عبدالله"..
فنشوب الخلاف بين أبناء "سعود بن فيصل" دفعهم إلى اللجوء للإستعانة بـ قوى خارجية للمنافسة وقتل اخوانهم ، وفي النهاية سقوط الكيان السعودي الثاني..
أما "عبدالعزيز آل سعود" فعمد في مرحلة مبكرة إلى تقويض فرص ظهور منافسين من داخل الأجنحة الأخرى من آل سعود ورفض مبدأ تقاسم السلطة مع أبناء عمومته وحين كان يضطر لـ اللجوء إلى قوة أجنبية لقمع أبناء عمومته لا يتردد في فعل ذلك..
نجح "عبدالعزيز" في فرض نفسه بقوة السلاح حاكماً مطلقاً ولم ينافسه أحداً سوى أبناء عمومته المتحدّرين من "عبدالعزيز بن سعود بن فيصل بن تركي" المعروفين بإسم "العرّافة" وهم "سعود الكبير" و"محمد" و"فيصل" و"تركي"..
لجأ "سعود الكبير" و"محمد" إلى "الشريف حسين" في "الحجاز" وجمعا قبائل "العجمان" و"الحساسنة" ضد "عبدالعزيز" في سنة 1908 ولكن "عبدالعزيز" نجح في القضاء عليهم وقطع رؤوس ثمانية عشر قائداً منهم وأبقى التاسع عشر على قيد الحياة ليروي ما رآه من انتقام "ابن سعود" إلى أبناء عمومته..
انقاد "عبدالعزيز سعود الكبير" إليه و زوجه أخته لكي يخمد نار الخلاف بينهما !
ولكن لا يمكن اكتساب الثقة بالسيف وكان هذا الخلاف متجذراً بين العائلة ولم ترض عائلة "عبدالعزيز بن سعود بن فيصل " بحكم أبناء عبدالعزيز ..
وقد عاد أبناء "عبدالعزيز بن سعود بن فيصل" إلى الواجهة في "الرتز" وقد وقفوا في وجه ابن سلمان والنتيجة قد تبينت لـ أبناء وأحفاد "عبدالعزيز بن سعود بن فيصل" باغتيال أحد أفراد عائلتهم
نعم..!
"اغتيل سعود بن عبدالعزيز بن محمد المطوع" ولقي جثمانه في جنظة سيارته لكي يرسل ابن سلمان بهذا الاغتيال رسالة واضحة إلى كل من يخالف حكمه
يا أمة الخير !
كيف تحكمكم عائلة تقتل وتقطع وتغتال نفسها بسبب الوصول إلى الحكم ؟
بل زاد ابن سلمان في طين بلّة ولم يرحم حتى أمه وحبسها والرواية معروفة !!
فما الذي يرتجى من هذا السايكوباثي ؟
بأن يسمح بالانتقاد وحرية الرأي ؟
بأن يرحم الشعب؟
ارسال التعليق