![الرياض تستعين بورقة قبائل لبنان لمواجهة فضيحة أزمة الحريري](http://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/News/Old/142394_0_1.jpg)
الرياض تستعين بورقة قبائل لبنان لمواجهة فضيحة أزمة الحريري
لجأت الرياض إلى ورقة القبائل في إدارة أزمتها الجديدة مع لبنان؛ لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة بعد لغز الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى من الرياض، مما يؤكد أن المملكة تتبع سياسات بالية وقديمة لم تعد ذات تأثير.
وفي هذا الإطار، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بزيارة أجراها وفد من وجهاء العشائر العربية في لبنان، إلى مقر السفارة السعودية في بيروت للتضامن مع المملكة والاستفسار عن سعد الحريري.
وقالت الوكالة اللبنانية إن الوفد المكوّن من الشيخ جاسم العسكر باسم العشائر، وعبد القادر عسكر والسفير علي المولى والشيخ جهاد المانع، التقى القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان، وليد بخاري.
وأوضحت الوكالة أن الشيخ جاسم العسكر أكد باسم العشائر على "الثوابت التي يؤمنون بها والتي هي من صلب الفطرة العربية والعشائرية بعمقها العربي، وهي الالتزام بتوجيهات المملكة العربية السعودية”، مجددا هذا الالتزام للملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان بالوقوف خلف قيادتهما.
وتأتي هذه الخطوة، استمرارا للسياسة الفاشلة التي لجأت إليها المملكة في أزمتها مع قطر، فقد تقلصت أوراق دول الحصار إلى الدرجة التي باتت فيها مضطرة لاتخاذ خطوات قد تؤدي إلى الإخلال الأمني والسكاني بكافة دول الخليج وعلى رأسها السعودية. وتتمثل الخطة السعودية في محاولتها جعل شيوخ القبائل السعوديين يقومون بتجنيد وجذب أبناء قبائلهم الذين يعيشون في دول الخليج وعلى رأسها قطر والكويت والإمارات، لكن هذه الخطوة كان مصيرها الفشل إذ إن القبائل في الكويت تتمتع باستقلالية سياسية كبيرة عن نظيرتها في السعودية نظير وجود برلمان منتخب تستطيع من خلاله انتخاب ممثليها.
كما أن الإمارات تصرّ على اختلاف هويتها الثقافية والدينية عن السعودية حيث تقدّم تراثها على أنه تراث صوفي مالكي بخلاف التراث السعودي الوهابي، أما على الصعيد القطري فقد فشلت محاولات ولي العهد السعودي لاستمالة قبيلة آل مرة إلى جانبه فشلاً ذريعاً.
فى غضون ذلك واصلت صحف إسرائيل أمس تناول الأزمة اللبنانية بعد إعلان سعد الحريري استقالته، معتبرة أن للأزمة انعكاسات تتجاوز لبنان والسعودية إلى المنطقة ككل. وقال المعلق الإسرائيلي للشؤون العربية عوديد غرانوت في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "الضباب الذي يلف مصير الحريري منذ استقالته لم يتلاش"، لافتا إلى حالة الغموض التي تشهدها الأزمة.
واعتبر أن الحريري "شخصية ثانوية ولعبة في حرب النفوذ التي تدور بين السعودية وإيران في المنطقة"، مصيفا أن "الحريري يفهم أنه شخصية ثانوية وأداة لعب فقط، في الحرب المريرة التي تدور في جميع أنحاء الشرق الأوسط بين القوتين الإقليميتين"، متوقعا أن "تظهر الحقيقة في الأيام القادمة"، وأشار إلى أن السعودية كانت "غاضبة من تولي الحريري لرئاسة الوزراء اللبنانية للمرة الثانية، حيث اعتبرت أن ذلك استسلام من الحريري لضغوط حزب الله، وبالتالي استسلام السنة في لبنان أمام الشيعة".
وأكد غرانوت أن "الغضب السعودي تضاعف في الأشهر الأخيرة، عندما أصبح واضحا لولي العهد أن دخول الحريري لمنصب رئيس الوزراء وتحقيق الاستقرار على الجبهة الداخلية في لبنان، حرر فعليا أيدي إيران وحزب الله من أجل إلحاق ضربات شديدة بالمصالح السعودية في سوريا واليمن".
ولفت غرانوت إلى "الهزائم المتلاحقة للجماعات المدعومة من الرياض في سوريا، التي تسببت بها هجمات إيران وحزب الله"، مضيفا أنه "في اليمن تمكنت قوات الحوثي الموالية لإيران من إطلاق صواريخ على الرياض، رغم المليارات التي تنفق على إدارة الحرب ضدهم".
ونتيجة لكل هذه التطورات، فقد "قررت الرياض التهام كل الأوراق، وإدارة المواجهة مع إيران وحزب الله على طول الطريق، وحتى في لبنان"، وفق المعلق الإسرائيلي الذي أوضح أن السعودية "استدعت الحريري للرياض لتقديم استقالته لإثبات أن السنة في لبنان لن يكونوا بمثابة ورقة تين لنصرالله"، ونبه غرانوت، إلى أن "إسرائيل لن تخرج للحرب في سوريا ولبنان من أجل السعوديين، ولكنها قد تنجر إليها إذا كان هناك تهديد حقيقي لأمنها، مثل ترسيخ إيران لنفوذها في كلا البلدين".
وفي السياق ذاته، علقت صحيفة يديعوت أحرونوت على الاستقالة قائلة: "إن الأمر الوحيد المتفق عليه بين المعسكرات، أن الحريري الذي استدعي إلى القصر الملكي في الرياض مرتين خلال أربعة أيام، لم يكن يخطط للاستقالة".
ارسال التعليق