السعودية أقامت سجوناً سرية لتعذيب أهالي المهرة
اتهم وكيل محافظة المهرة اليمنية بدر كلشات المهري القوات السعودية بمداهمة المنازل واختطاف المئات من أبناء المهرة وتعذيبهم في سجون سرية، مشدداً على أن الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن لا تختلف كثيراً عن الجرائم التي ترتكبها الإمارات في عدن. وأضاف المهري خلال مشاركته في حلقة مساء أمس الأول من برنامج “لقاء اليوم” أن السعودية توجد في المهرة (شرق اليمن) بألوية عسكرية كبيرة، في حين لا توجد أي قوات سعودية في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.
وتابع المهري “لقد دخلت القوات السعودية إلى محافظة المهرة بغرض الإغاثة، وأن تكون المهرة قاعدة لإمداد محافظات الجمهورية التي تشهد اشتباكات بين التحالف السعودي وجماعة الحوثي، ومع مرور الوقت لم تصل مواد الإغاثة إلى المهرة، ووصلت بدلاً منها طائرات وألوية عسكرية، حيث قامت السعودية بإنشاء 26 مركزاً ومعسكراً للجيش السعودي، وما زال التوسع مستمراً بالمحافظة”.
وقال كلشات: إن السعودية أنشأت قوات عسكرية غير شرعية يصل قوامها خمسة آلاف فرد بقيادة المحافظ “راجح باكريت”.
وأضاف إن السعودية حاولت من أول يوم دخلت فيه المهرة أن تغري أبناء المهرة بالمرتبات والمناصب والرتب من أجل أن ينجروا نحو معسكراتها لكنها فشلت مما دفعها إلى جلب ميليشيات من محافظات البلاد الأخرى من أجل تمرير مخططاتها.
وحول مساعي السعودية إلى إنشاء أنبوب نفطي في المحافظة، أكد أن الرياض لم تطلب ذلك بشكل رسمي محذراً في الوقت ذاته من إقدامها على الخطوة بعد السيطرة عليها بشكل كامل.
وأضاف “لا نقبل أن يقوم أحد الضباط السعوديين بتوجيه الأوامر لمسؤولين يمنيين وهناك العديد من التجاوزات التي لا يمكن أن نقبلها”. وذكر أن الاستخبارات الإماراتية لا تزال موجودة وتنفذ أجندتها عبر المحافظ، والسعودية تعمل في المهرة بعقلية الإمارات من خلال تشكيل الميليشيات وإنشاء السجون السرية والممارسات غير القانونية.
وأضاف: إنها انسحبت من أماكن التماس مع الحوثي وتم تعزيز قواتها في شبوة وعدن وأوجدت لها أيادي لتنفيذ مخططاتها وتنفيذ مهام خارجة عن توجهات السلطة المحلية والشرعية”.
وللعام الثاني على التوالي تشهد محافظة المهرة احتجاجات واسعة ضد الوجود السعودي وتطالب بإقالة المحافظ “راجح باكريت” المتهم بارتكاب قضايا فساد وإثارة الفوضى في المحافظة. ووفقاً للمهري، فإن السعودية والإمارات تريدان فرض سيطرتهما الكاملة على اليمن من خلال السيطرة على جميع المطارات والموانئ البحرية والمنافذ البرية، وبعد السيطرة على كل منافذ اليمن توجهت السعودية إلى المهرة بهدف السيطرة على منفذي صرفيت وشحن اللذين يربطان اليمن بسلطنة عمان. ومضى قائلاً إن “منفذي صرفيت وشحن هما المنفذان الوحيدان حالياً في اليمن للحالات الإنسانية التي ترغب في مغادرة البلاد بهدف السفر أو العلاج، وفي حال نجحت السعودية في السيطرة على المنفذين سيصبح اليمنيون معرضين للقتل البطيء في سجن كبير”.
وأشار المهري إلى أن الإمارات والسعودية حاولتا تجنيد بعض قبائل المهرة بعيداً عن الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية، ولكن هذه المحاولات لم تنجح، لذلك لجأت السعودية إلى تشكيل ميليشيات من خارج محافظة المهرة يديرها ضباط سعوديون، أما الإمارات فانسحبت من المهرة بعد تعيين محافظ تابع لها وللسعودية، لكن أجهزة الاستخبارات الإماراتية ما زالت تمارس عملها في المهرة وفي كل المحافظات اليمنية.
وأقر وكيل محافظة المهرة بوجود خلاف داخل السلطة المحلية في المحافظة، بين المحافظ الذي اتهم بالارتهان للقرار الإماراتي والسعودية وبين وكلاء المحافظة والمجالس المحلية، مناشداً الرئيس والحكومة بتغيير المحافظ لنزع فتيل الانفجار في المحافظة.
واتهم المهري السعودية بممارسة ضغوط كبيرة على المسؤولين المحليين والمحافظين والوزراء وشيوخ القبائل لإخضاعهم لقراراتها وتوجهاتها.
وعلق قائلا “نحن نريد تصحيح العلاقة، ونطالب السعودية بأن تحترم الحكومة اليمنية، وأن تحترم المسؤولين اليمنيين وألا تتجاوزهم، وأن تعمل عبر الأجهزة الأمنية، وكذلك نتمنى أن تلتزم السعودية بتنفيذ تعهداتها بإعمار وتنمية اليمن”.
وأدانت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة السلمي في اليمن، الانتهاكات التعسفية التي ترتكبها ميليشيات المحافظ راجح باكريت، بحق المواطنين بالمدينة، وتوفيره غطاء لكل الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات المدعومة من السعودية.
جاء ذلك في بيان صادر عن اللجنة، أمس، بينت فيه أن ميليشيات السعودية ما زالت تحتجز الصحفي يحيى السواري وشقيقة بدر في سجن سري داخل مطار الغيظة، لتغطيتهم للأحداث في المحافظة.
ارسال التعليق