خاشقجي دفع ثمن نصيحته للمسؤولين في الرياض
قال الصحفي سيجورد نيوباير في صحيفة بوليتكو السياسية الأمريكية إن العالم أجمع اهتزّ لجريمة مقتل المفكر الحر الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي والذي دفع ثمن تقديمه النصيحة الخالصة للمسؤولين في الرياض، وأكدت الصحيفة أن القتل الوحشي لخاشقجي أثار “تسونامي” جيوسياسي. وعلى عكس ما حدث في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، عندما كانت المؤسسة السياسية الأمريكية موحدة تقريباً في سعيها للحفاظ على الشراكة الأمريكية السعودية، يدور الإجماع في الكونغرس الآن حول أن العمل كالمعتاد، كما جاء على لسان “دونالد ترامب”، لا يمكن أن يستمر. وكان “جمال”، كما يعلم كل من كان له شرف معرفته، وطنياً سعودياً فخوراً؛ كما كان، بشكل عام، داعماً لأجندة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي للأمير “محمد بن سلمان” في البلاد. لكنه انتقد بشدة تكتيكات ولي العهد القمعيّة، ولم يكن لديه أي شك في وحشية الحكومة السعودية. على سبيل المثال، عندما تم اعتقال العديد من السعوديين البارزين، بمن فيهم أفراد من العائلة المالكة، في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، أواخر عام 2017، انتقد “جمال” ذلك، كما انتقد “بشدة احتضان القيادة السعودية للرئيس “ترامب”. وفي المجتمع الصغير من الخبراء في شؤون الخليج في واشنطن، قابلت “جمال” لأول مرة في وقت مبكر من عام 2015، عندما جاء للتحدّث في فعاليّة لمركز بحثي. ولم يكن مسؤولاً تنفيذياً للعلاقات العامة يلعب لعبة “التأثير التاريخية” التي تخوضها المملكة العربية السعودية، أو مروجاً لـ “المجد الشخصي” للأمير “محمد” كشخصية بارزة تعمل على تحويل بلاده من التشدّد إلى دولة حديثة تراعي حقوق المرأة، ويمكن للشباب فيها مشاهدة الأفلام في السينيمات.
ارسال التعليق