عبدربه يغادر الرياض فجأة هرباً من أزمة تشكيل الحكومة الجديدة
ذكر مصدر يمني أن عبدربه منصور هادي، غادر العاصمة السعودية الرياض متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصات طبية دورية، ومن المقرر أن يعود في غضون أسبوعين.
وقال: «غادر عبد ربه منصور هادي إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصاته الطبية الدورية في القلب، المعتاد يقوم بها سنوياً، وسيعود قريباً إن شاء الله حال انتهائه من إجراء هذه الفحوصات»، دون أن يعطي تفاصيل أخرى.
وجاء توقيت مغادرة الرئيس اليمني في وقت كان اليمنيون يتطلعون فيه إلى الانتهاء من تشكيل الحكومة الائتلافية برئاسة معين عبد الملك، الذي تم إعادة تكليفه بتشكيلها نهاية الشهر المنصرم.
وقرأ العديد من المراقبين في اليمن المغادرة المفاجأة لهادي لمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض إلى الولايات المتحدة بأنها هروب من أزمة تشكيل الحكومة التي تعثرت إثر خلاف عميق بينه والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، المدعوم من دولة الإمارات، الذي من المقرر مشاركته في الحكومة الجديدة وفقاً لاتفاق الرياض بين الجانبين الذي رعته السعودية وتم التوقيع عليه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وتعثّر تنفيذه بسبب رفض المجلس الانتقالي تخليه عن الميلشيا المسلحة وإخراج قواته من العاصمة المؤقتة عدن، والذي وصل به الحال إلى إعلانه التمرد على الدولة بشكل كامل من خلال إعلانه الإدارة الذاتية في نيسان/أبريل الماضي.
وبعد مباحثات مستفيضة، تم التوصل الشهر الماضي، إلى اتفاق آخر أطلق عليه (آلية تسريع اتفاق الرياض) برعاية السعودية، الذي بموجبه تم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة يشارك فيه المجلس الانتقالي الجنوبي لأول مرة بأربع حقائب وزارية، ضمن حصة الجنوب المقررة 12 حقيبة وزارية من أصل 24 حقيبة، هي إجمالي الحكومة المرتقبة، حيث إن النصف الآخر من قوام الحكومة سيكون من حصة الشمال.
وقال مصدر سياسي إن «سفر هادي المفاجئ قبل تشكيل الحكومة اليمنية التي تعثر تشكيلها خلال الأسبوعين المنصرمين يؤكد أن الأزمة الحكومية تتجه نحو التعقيد أكثر، وأن مغادرته تعطي انطباعاً بأن عملية تشكيلها قد يطول كثيراً، ولهذا قرر هادي السفر للعلاج».
وأشار إلى أن «هادي على ما يبدو كان على قناعة بأن التشكيل الحكومي بمشاركة المجلس الانتقالي لن يتم بسهولة، ولذا شمل قراره الجمهوري عند تكليف معين عبد الملك بأن تبقى الحكومة الحالية كحكومة تصريف أعمال حتى إتمام التشكيل الحكومي الجديد».
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق