كاتبة إسرائيلية: هذه رسائل قمة نتنياهو السرية مع ابن سلمان
التغيير
قالت كاتبة إسرائيلية إن "رحلة بنيامين نتنياهو السرية إلى المملكة تعتبر محاولة لتشكيل جبهة شرق أوسطية أمام إدارة بايدن الجديدة، بحيث تمر كل عملية سياسية عبر محور تل أبيب-الرياض، ويبدو أن القمة الليلية بين نتنياهو و محمد بن سلمان تسبق زيارة نتنياهو التاريخية المخطط لها إلى البحرين والإمارات، حيث سيلتقي بملك الأولى وولي عهد الثانية، واتخاذ خطوة أخرى بعد الاتفاقات الإبراهيمية".
وأضافت فيزيت رابينا في تقريرها بصحيفة مكور ريشون، ترجمته "التغيير" أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المتوقع أن يزور أبو ظبي منتصف ديسمبر، وجدول أعماله استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، لأنه بات يتماشى مع واقع الشرق الأوسط الجديد، بعد أن تأكد محمد دحلان، مستشار محمد بن زايد المقرب، أنه لن ينجح في الإطاحة به".
وأوضحت أن "لقاء القمة في نيوم يحمل إرسال رسالة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وتفيد بتشكيل تحالف إسرائيلي قوي في الشرق الأوسط، وإذا كانت الإدارة تبحث عن طريقة لإحياء المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن الطريق يمر عبر الرياض وأبو ظبي، وإقناعه بأن العودة للاتفاق النووي مع إيران خطأ".
وأكدت أن "لقاء نتنياهو وابن سلمان يتوقع لها أن ترسم الشكل الذي ستبدو عليه العلاقات الإسرائيلية مع المملكة في المستقبل، رغم أنه بالنظر للمملكة فهي زعيمة العالم العربي، والمسؤولة عن الأماكن الإسلامية المقدسة، ولذلك لا تزال العلاقات مع إسرائيل من المحرمات، ورغم كل الروابط والمقابلات والاجتماعات، إلا أن الانفتاح الرسمي ما زال محدودا، ومشروطا بالتقدم مع الفلسطينيين".
وأشارت إلى أنه "من المنطقي أن تقوم المملكة بترسيخ العلاقات مع بايدن للتقارب مع إسرائيل، فقد يكون التطبيع معها هو الهدية النهائية التي تأمل المملكة بتقديمها لترامب، لكنها أصبحت جزءا من خطوة طويلة الأجل لكبح المحادثات الأمريكية مع المملكة حول حقوق الإنسان وقضية خاشقجي، لأنها تلقي بظلالها على بن سلمان، في حين أن المنافسة مع إيران، ومضايقات أنصار الله المستمرة، تلقي بثقلها على المملكة في اليمن".
وأوضحت أنه "في ظل هذه الظروف، لا يُتوقع من المملكة و بن سلمان اتخاذ الخطوة التالية نحو التطبيع مع إسرائيل، أن مسألة وراثة الملك تشكل عقبة أمام ابن سلمان، لأنه اشترى العديد من الأعداء أثناء سجنهم وتعذيبهم وإذلالهم من أفراد العائلة المالكة، وهو يواجه صراعات صعبة مع خصومه على طريقه الطويل للعرش، لكن مسألة الخلافة لا تسمح لابن سلمان بإعلان أي لفتة رسمية تجاه إسرائيل في الوقت الحالي".
وأشارت إلى أن "قضية أخرى ضيقت خطوات بن سلمان تجاه إسرائيل هي مسألة القدس، وطالما أنها لم يتم إغلاقها حتى آخر التفاصيل، فلن يتمكن الأمير من المناورة كثيرا، آل سعود لا يخافون فقط من مكانة مكة بالنسبة للقدس، بل يخشون من الضغط الهائل على المملكة لإلغاء أي تقارب مع إسرائيل، كلما ظهرت أعمال عنف في الحرم القدسي الشريف".
المستشرق بنحاس عنباري قال إنه "بالنسبة لآل سعود، فقد فشل الأردن في الدفاع عن الحرم القدسي، واليهود يريدون بناء الهيكل، أما الأتراك فيسعون لأن يكونوا الخلفاء في وراثة الوصاية على الأماكن المقدسة، ورسالة المملكة للأردنيين واضحة مفادها أن القدس كبيرة عليكم، لأنه رغم رغبة المملكة بتحمل المسؤولية عن القدس باتفاق مع إسرائيل، فإن ما يمنعها من اتخاذ الخطوة التالية هو القضية الأولى، وهي مسألة ولاية العهد".
ارسال التعليق