من يخرج بن سلمان من عنق الزجاجة
بقلم: رابح بوكريش
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاطر متزايدة بإمكانية عزله قبل انتهاء فترته الرئاسية بعد إدانة مدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت بالاحتيال، واعتراف محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية ومحاولة تستره عن جريمة مقتل جمال خاشقجي… يواصل بعض النواب الأمريكيون بحوثهم وتحقيقاتهم لمعرفة العلاقات المشبوهة بين ترامب ومحمد بن سلمان ، لقد جرت خلال الأيام الماضية اتصالات بين أعضاء من مجلس النواب الحاليين والقدماء للنظر في هذه القضية ، وهكذا فإن المفاوضات بين النواب حول علاقات ترامب ببن سلمان دخلت في الطور الذي يتعين فيه على النواب الكشف عن سر هذه العلاقات .
والجدير بالملاحظة أن الكثير من مجلس النواب ومجلس الشيوخ لم يكونوا ينظرون بعين الرضي الى هذه العلاقات المشبوهة ، وقد جاءت قضية مقتل جمال خشاقجي ، ووقوف ترامب الى جانب بن سلمان لتزيد من الشكوك . بعد هذا كله هل يمكننا أن نتكهن بالتاريخ الذي يعلن فيه مجلس النواب سحب الثقة من ترامب ؟ إننا إذا اعتبرنا الوقت الذي يتطلبه استمرار المحادثات بين مجلس النواب حول القضية سيكون طويلا وإذا افترضنا أن كل شيء سيسير على أحسن وجه فإنه يمكننا أن نقول بأنه من المحتمل أن يغادر ترامب البيت الأبيض قبل نهاية عام 2019 .
إنه مما لاشك فيه أن قضية مقتل خشانقجي ستترك آثارا عميقة وليس من السهل أن تنسى . الحقيقة الواضحة تماما هي أن ترامب تجاوز حدوده فيما يتعلق بمقتل خشانقجي ولا يعرف ما تخبئ له الأيام من التطورات الفاجعة .
على كل حال سيسعى ترامب الى البحث عن حلول التفاوضية لإخراج بن سلمان من عنق الزجاجة . في الواقع أنه كان من الممكن أن يتفاءل ترامب بهذه الحلول لولا ظهور بعض المعطيات الجديدة حول تورط بن سلمان في عملية القتل . بعض الحكام العرب يستعملون الإرهاب والتخويف ، وها هو ترامب يحذو حذوهم إذ صرح قائلا بأن عزلي سيجعل جميع المواطنين يعانون الفقر، وستتراجع البورصة بشكل مخيف، باعثًا برسالة تهديد إلى الكونغرس الأمريكي الذي لديه صلاحية عزل الرئيس في حالات الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم الكبرى والجنح. والسؤال الافتراضي هنا هو: هل ينجح التهديد في ظل الديمقراطية القائمة في أمريكا.
ارسال التعليق