هذا ما قدمه نجل سلمان للطفولة العربية في يومهم العالمي
* حسن العمري
صادف يوم 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2017، الذكرى الـ 63 لليوم العالمي للطفل (1954) والذي تحفتل فيه أغلب دول العالم، وهو اليوم الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة "قانون حقوق الطفل" حيث أنشئ من قبل الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي في نوفمبر من عام 1949 في مؤتمر باريس، وكذا الذكرى السنوية لإعتماد إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في 1959 و1989 على التوالي؛ بهدف تشجيع وتمكين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتعزيز التآزر والتوعية الدولية بين الأطفال، وتحسين شؤون الأطفال .
أنضمت السعودية الى اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1996وتعهدت بحماية حقوق الطفل، بما في ذلك حقهم في حرية التعبير (المادة 13) وحرية تكوين الجمعيات والتجمع (المادة 15)، وعدم إخضاع الأطفال للتعذيب أو غيره من العقاب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (المادة 37)؛ لكنها تجاهلت وبشكل صارخ الالتزامات التعاهدية الدولية حسب توثيق منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان ADHRB إستناداً لتقارير منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة.
الأطفال أثمن كنز وأعظم سعادة في كل المجتمعات، وفكرة اليوم العالمي للطفل جاءت بمثابة تذكير للبالغين بضرورة احترام حقوق الأطفال ومنها حقهم في الحياة وفي حرية الرأي والدين والتعليم والراحة ووقت الفراغ، والحماية من العنف الجسدي والنفسي، وعدم استغلالهم في العمل قبل الاستمتاع ببراءة الطفولة وفترتها الكاملة، ولا قيمة للحياة بدون الأطفال لأنّهم رمز البراءة والعطاء والحياة؛ لكننا نرى أن السعودية تقتل الأطفال والنساء بدم بارد والعالم بأسره شاهد حيّ على فداحة ما تقوم به السلطات السعودية من قتل يومي ممنهج للأطفال في منطقة الشرق الأوسط - وفق فيليب بولوبيون كبير مسؤولي منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان .
يوم الأربعاء الماضي شهد شارع مقر السفارة السعودية في واشنطن تظاهرة حاشدة تنديدا بالممارسات الذي يرتكبها التحالف السعودي في اليمن، حيث ردد المتظاهرون عبارات منددة بقتل الأطفال وفرض الحصار على اليمن، واستخدام كافة الأسلحة المحرمة ضد المدنيين والأطفال، عرضوا خلالها صوراً لمجازر السعودية للطفولة في اليمن؛ ومنظمة اليونيسف أكدت في تقريرها الأخير قبل أيام "إن الحرب في اليمن هي للأسف حرب على الأطفال"، وأن السعودية قتلت 5000 طفل يمني خلال عدوانها على اليمن .
المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "خيرت كابالاري" قال: إن أكثر من أحد عشر مليون طفل يمني بحاجة ماسة للمساعدة الانسانية؛ وإنهم بحاجة ماسة لمساعدة إنسانية عاجلة حيث يعاني اليمن من أعلى مستويات سوء التغذية في العالم، ونحو 600 ألف طفل يمني بحاجة فورية للقاحات في مجال مكافحة أمراض الخنّاق والسل والالتهاب السحائي، وأن أكثر من 11 مليون طفل يمني يحتاجون الى مساعدات إنسانية عاجلة بسبب الحرب والحصار من قبل السعودية وحلفائها.
"لقد حولت السعودية وبدعم تسليحي إستخباراتي أمريكي اليمن الى جحيم بإستخدامها أنظمة وأسلحة أميركية وبريطانية وفرنسية والمانية وبرازيلية متطورة ومحرمة دولياً"- وفق فيلم وثائقي عرضته قناة "HBO" التلفزيونية الاميركية، أعدته بلقيس وايل الباحثة الأميركية في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فيما كشفت صحيفة "ديلي ميل" عن الدور البريطاني في الحرب «القذرة التي تخوضها السعودية على اليمن» نقلاً عن وزير التنمية والتعاون الدولي السابق أندرو ميتشل، أنه يشارك (50) ضابط بريطاني في تدريب القوات السعودية للحرب على اليمن والتي خلفت مليونا من اليمنيين على حافة الجوع بينهم أكثر من مليون طفل، وقتلت عشرات الآلاف، واليونيسف تتوقع أن يموت 150 ألف طفل يمني حتى نهاية 2017.
دعم السعودية للارهاب هو الوجه القبيح الآخر لمحمد بن سلمان في قتل الطفولة العربية، فقد قتل أكثر من (1100) طفل في العراق منذ تولي سلمان العرش- حسب ما أعلنته بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، منهم 180 طفلا قتلوا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري؛ وكذا إصابة وتشوه 1200 طفل، منهم 290 طفلا خلال الفترة ذاتها. حيث وقع 145 هجوما على المدارس، و65 هجوما على المستشفيات خلال نفس الفترة، وأن أكثر من خمسة ملايين طفل عراقي بحاجة إلى مساعدات عاجلة. فيما أكدت منظمة اليونيسيف ان أكثر من مليون طفل عراقي واجهوا التعذيب الجسدي والنفسي بسبب الارهاب خلال فترة سيطرة عصابات "داعش" على مناطق عراقية .
الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتل ما لا يقل عن 26 ألفا، و446 طفلاً في سوريا، منذ بدء الأزمة في البلاد قبل نحو سبع سنوات غالبيتهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة مع ظهور عصابات "داعش" المدعومة سعودياً واماراتياً وقطرياً - وفق حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، بينهم 186 طفلاً قضوا خنقاً إثرَ هجمات بالأسلحة الكيميائية، و209 أطفال قضوا إثرَ هجمات استخدمت فيها ذخائر عنقودية".
صحيفة "التايمز" البريطانية كشفت أن السعودية وراء إقامة سوق لبيع الفتيات السوريات والأيزديات في الأردن والرياض ممن أختطفهن تنظيم "داعش"، لكن مواقع عربيةً كشفت ما هو أخطر من ذلك، حيث تقول إن "داعش" باع أطفال العراق وسوريا الى الكيان الإسرائيلي خاصة الرضع، فضلا عن قيامه ببيع جثث القتلى وأعضاء الجرحى منهم، وقد اقيم سوقان لتجارة البشر من قبل "داعش" واحد في منطقة القدس بالموصل العراقية، والآخر في الرقة السورية حيث بيع في كليهما الأطفال والنساء من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية وغيرهم .
وفي البحرين المحتل سعودياً وتحت عنوان "أطفال البحرين من الملعب الى الحبس"، وثقت منظمات دولية انتهاكات خطيرة بحق اطفال البحرين من قبل قوات ما تسمى «درع الجزيرة» بقيادة السعودية، اشارت بيانات المنظمات الحقوقية الى وجود (300) طفل معتقل في السجون البحرينية بتهمة «التجمهر في مكان عام مؤلف من خمسة اشخاص أو اكثر» ويتعرضون للتعذيب والتحرّش الجنسي ما يعادل حوالي 15% من إجمالي عدد السجناء السياسيين في البحرين- وفق المحامي محسن العلاوي ووثقه تقرير «بسيوني»؛ فيما بلغ عدد الأطفال الذين قتلتهم هذه القوات أكثر من 22 طفلاً، ناهيك عن الرضّع الذين توفّوا نتيجة الغازات السامة والمسيّلة للدموع والذين يفوقون الثلاثين، وإن هناك 45 قضية على الاقل لنساء أجهضن لهذا السبب، إضافة القضايا التي سجّلت عدداً كبيراً من حالات التشوّه لدى الاطفال للسبب ذاته.
هذا وأعلنت وزيرة التضامن المصرية غادة والي، يوم الأربعاء الماضي ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء (شمال شرق) الذي قاده إرهابي سعودي، الى 310 قتلى وعشرات المصابين، بينهم 27 طفلا وإصابة 128 آخرين كانوا برفقة ذويهم، وهو ما أكدته النيابة العامة في مصر ايضاً .
أما في المملكة فقد دعت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات المعنية بحقوق الانسان والطفولة، السعودية مراراً وتكراراً لوقف إعدام الأطفال، حيث دعت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة في 7 أكتوبر الماضي، السعودية لإنهاء التمييز "الشديد" ضد الفتيات وإلغاء القوانين التي تسمح برجم وبتر أطراف وجلد وإعدام الأطفال. كما وعبر خبراء الأمم المتحدة (18 خبيراً مستقلاً) عن قلقهم العميق من أن الرياض "ما زالت تنتهك بشدة حقوق الاطفال خاصة أطفال الأسر الشيعية لمشاركتهم في المسيرات الاحتجاجة، وغيرها من الأقليات الدينية الذين يتعرضون للتمييز بشكل مستمر فيما يتعلق بالتعليم والقضاء.
ويتكرر المشهد يومياً في المنطقة الشرقية من المملكة حيث «يخرجون من بيوتهم أطفالاً.. فيذهبون بلا عودة»، هكذا تصاغ النهايات في نظام آل سعود، لا يُميز سيف إعدامه بين رجل أو قاصر، ولا يميز بين مصطفى أبكر “السني” أو علي آل ربح “الشيعي”… الكل مهدور الدم متى ما رفعت السلطة سيف "الحرابة".. هكذا يطال الإجرام الرسمي الكل في المملكة؛ و14 قاصرا بانتظار الاعدام حالياً وعشرات آخرين يرزحون خلف القضبان لأسباب تافهة، فيما قتل آخرون برصاص قوات الأمن الخاصة منهم سجاد أبو عبدالله صبيا (خمسة اعوام) في العوامية.
ارسال التعليق