هل يوقظ فيديو الخادمة الاسيوية التي تصرخ “بابا.. بابا” الضمير السعودي المغيب تجاه الاجانب؟ ....
بشع ذاك الفيديو الذي هز وسائل التواصل الاجتماعي هذه الايام لخادمة اسيوية وهي في حالة صحية حرجة وتكابد لنطق كلمات باللغة العربية لم نسمع منها غير “بابا ..بابا ” {يا لها من مفارقة } في اشارة منها لما يصطلح عليه في المملكة العربية السعودية “بالكفيل ” .
هذا “الكفيل” {ابغض هذا الاسم الذي يحيلنا على العبودية والذل} نفسه من قام بضربها والتنكيل بها ليتركها في تلك الحالة المزرية في المستشفى،ولولا “يقظة” رواد “السوشال ميديا ” وتحديدا مجموعة من النساء السعوديات اللواتي حاولن بشتى الطرق وضع الاصبع على الجرح وكي لا تمر هذه الحالة مرور الكرام .
مع العلم ان هذه “التصرفات” صارت “ماركة سعودية مسجلة ” ولن يكفينا هذا الحيز “لاستحضار” الامثلة التي لا تعد ولا تحصى في هذا الصدد،حتى انني اخشى ان اقول ما هو “اكبر ” والقي بالمسؤولية على كاهل مجتمع “يجاهر ” بوجهه “الديني المتسامح ” لكنه في الواقع غارق في تصرفات مناقضة “تفضح” هذا الادعاء .
لكن بالمقابل واحقاقا للحق لابد من الاشادة “بالدور الفعال” للاعلام الحديث في كشف هذه “الجرائم” وتسليط الاضواء عليها في ظل “صمت” اعلامي رسمي خائف من تشويه “سمعة” بلاده “العطرة” في مجال حقوق الانسان والحريات،وشغله الشاغل هو التركيز على “اعداء الدين ” من “العملاء ” و الخونة الموالين “للعدو” {هو معروف وليس تلميحا تعجيزيا ..وليس الاحتلال الاسرائيلي بالطبع} .
غير ان نقطة اخرى تبرز في هذا المجال وتهم “الاطمئنان” للتصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على سبيل المثال التي تعيد وتكرر “الاسطوانة المشروخة” اياها عن “فتح تحقيق” في “الحادث” تحت تصنيف “الجرائم الجنائية” وهنا “تنتهي القصة”
ما يدفعنا للتساؤل قطعا عن “المواكبة ” للقضية حتى ينال المعتدي جزاءه،وهو ما لا يتحقق بعد ان تنجح وسائل التواصل الاجتماعي في متابعة تلك الحالات، والدليل ان كل تلك “التفسيرات” الرسمية التي تسعى “للتهدئة” لا تنجح في تحقيق المطلوب وليست سوى در للرماد في العيون، ان الموضوع يتكرر بشكل “خطير” للغاية وبالتالي لو كانت هناك قوانين “رادع ” فالاكيد ان “الجاني” سيكون “عبرة” للاخرين ولن يجرؤ احد على النيل من “الحلقة الاضعف” في ذلك المجتمع “الانساني”
نتمنى صادقين ان “تهز″ قضية تلك الخادمة الاسيوية المعنفة المجتمع السعودي وتحرك ذك “الضمير” المغيب بشكل مخزي،لان “كرامة ” الاجانب اضحت فوق فوهة بركان والامثلة القادمة من هناك لا تسر الفؤاد،رغم كل جحافل القنوات الاعلامية “المتخصصة” في “التستر” والسعي لنشر “القيم والحريات ” في بلاد الاخرين ..
كفاكم نفاقا يا من تتدعون التقوى والورع ..رائحة فضائحكم تزكم الانوف..
بقلم : عادل العوفي
ارسال التعليق