ال سعود يضخمون معركة باي المندب في الاعلام واليمنيين يقضمون الارض
بسم الله الرحمن الرحیم
هل فعلاً ستغير معركة باب المندب ..
المعادلات والموازين العسكرية في اليمن والمنطقة!؟
الكاتب عبدالعزيز المكي
لم تمض على تصريحات رئيس أركان الجیش الصهیونی السابق بنی غانتس أوثرمن 48 ساعة،حول باب المندب، والتي قال فيها، إن الكيان الصهيوني قلق من الوضع في باب المندب وباقي الممرات المائية الأخرى، وان هذا القلق اكبر من قلق النووي الإيراني ... لم تمض على هذه التصريحات أكثر من 48 ساعة، حتى تراجعت معركة مأرب في الضجة الإعلامية السعودية والغربية، والانتصارات الوهمية التي تدعيها السعودية وحلفاؤها يومياً في هذه الجبهة ،وتسيدت معركة أو جبهة باب المندب ،ألتي فتحها النظام السعودي، مؤخراً،الهجمة الإعلامية الآنفة !! فراح الإعلام السعودي، والإعلام الذي يدور في فلكه أو ذلك المتماهي معه، يطبل للانتصارات المزعومة التي حققها السعوديون وحلفاؤهم فی باب المندب !! وزعموا أنهم سيطروا على المضيق ورفعوا علم الإمارات هناك .. وإلى الآن يطبل هذا الإعلام لتلك الانتصارات الوهمية، رغم أن القوات الغازية لم تصمد في مواقعها ألتي سيطرت عليها في بداية الهجوم سوى ساعات معدودة، حيث تمكنت القوات الضاربة لأنصار الله والجیش الیمنی، في شن هجوم مضاد وتكبيد تلك القوات أكثر من 50 قتيلاً غير الجرحى، وتدمير عشرات الآليات العسكرية من الدبابات والمدرعات، بالإضافة إلى إسقاط طائرة أباتشي، وفرت القوات الباقية إلى مواقعها البعيدة عن المضيق، ورفع العلم اليمني بعد إنزال العلم الإماراتي، واللافت أن الإعلام السعودي مازال يتحدث عن هذه الانتصارات رغم انكسار هجوم يوم الجمعة، عند ما استجمعت القوات الغازية نفسها وزحفت يوم الجمعة للسيطرة على مضيق باب المندب .. واللافت أيضاً توقيت فتح هذه الجبهة والحديث عن أنها ستغّیر معادلات الحرب السعودية في اليمن لصالح السعوديين، وأنها ستشكل "ضربة لإیران" ، وما إلى ذلك، من أكداس التحليلات والتفسيرات والتغطية الإخبارية في هذا السياق .
هل ثمة خطر يتهدد باب المندب
وان أنصار الله قد أعلنوا، أنهم لا يهددون الملاحة في باب المندب، ثم إن أنصار الله صحيح أنهم يتواجدون في سواحل المضيق، لكنهم لا يشكلون خطراً عليه وعلى الملاحة، فضلاً عن ذلك، أن المضيق تحت سيطرة حلفاء السعودية، فهناك بوارج حربية أمريكية تابعة للأسطولين السادس والخامس تتواجد في المضيق، وتتواجد أربع بوارج حربية مصرية وغواصتين صهيونتين، فضلاً عن القوات البحرية السعودية، وقوات دول غربية أخرى، فما الذي دفع السعوديون إلى فتح هذه الجبهة، والحديث عن أهميتها الاستراتيجية، ثم ادعائهم احداث " اختراق كبير ومهم في حربهم وعدوانهم على اليمن"!؟
الأبعاد السعودية في معركة باب المندب
للإجابة على التساؤل المذكور ،نضع فتح السعودية لهذه الجبهة الجديدة مع أنصار الله والجيش اليمني، في إطار الاحتمالات التالية:
·حاجة النظام السعودي إلى تحقيق انتصار ولو إعلامي للتغطية على هزائمه في مأرب وتعز وفي عمق الأراضي السعودية في جيزان وعسير ونجران، فالنظام رغم تطبيله أن معركة مأرب لم تستمر أكثر من يومين، إلا أن أكثر من أسبوعين مرت على هذه المعركة المتواصلة ، ولم تحقق أي تقدم يذكر للقوات الغازية، بل تحولت محاور القتال في جبهة مأرب إلى مقابر للغزاة ولآلياتهم العسكرية من دبابات ومصفحات وما إليها، فالتقارير تشير إلى فشل أكثر من 30زحفاً للقوات الغازية وتكبدها عشرات القتلى وتدمير أكثر من 100دبابة ومصفحة، ذلك فضلاً عن التقدم الكبير لأنصار الله والجيش اليمني في تعز، وفي الداخل السعودي، حيث يحقق أنصار الله وحلفاؤهم انتصارات بشكل مستمر في تلك الجبهات ... ولأن هذه الإخفاقات والاندحارات أمام أنصار الله والجيش اليمني تسبب إحراجاً وتداعيات نفسية ومعنوية على المرتزقة الذين يقاتلون في اليمن من القاعدة وأنصار هادي ومن قوات الخليجيين وأيضاً على الجيش السعودي في الداخل، فالنظام السعودي يريد تسجيل انتصار ولو وهمي يرفع من المعنويات المنهارة.
·مع استمرار هذا العدوان لأكثر من نصف السنة، ومع الاستمرار في اقتراف النظام السعودي الجرائم المروعة والبشعة، وكذلك المجازر الدموية التي يقترفها طيرانه الآثم بحق أبناء الشعب اليمني، بدأت ما يسمیه النظام السعودي شرعية العدوان تتآكل وبات النظام معرّى أمام الشعب اليمني أولاً وأمام الرأي العام ثانياً،فكل المبررات التي ساقها آل سعود لشن العدوان تآكلت وأصبح تحت ضغط الإحراج وضغط المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، صحيح انه يحاول بأمواله الطائلة تخفيف هذه الضغوط، وسد الطرق أمام تحقيق جدي لهذه المنظمات، يمكن أن يشكل هذا التحقيق إدانة له، ويمكن أن يكون سنداً لاتهامه بارتكاب جرائم حرب أمام المحاكم الدولية ..صحيح انه مازال يحاول إسكات الأصوات ويمنع فرق التحقيق لكن ذلك لن يستمر طويلاً، لذلك يحاول خلق مبررات من خلال فتح هذه الجبهة وإثارة الضجيج حولها، لمواصلة العدوان على الشعب اليمني والإدعاء أن أنصار الله والجيش اليمني يهددون الملاحة في هذا المضيق الذي تمر منه قوافل ثلث تجارة العالم ،وبالتالي هم يشكلون تهديداً للعالم!!
· بعض المحللين اليمنيين يقولون إن هذه الجبهة الجديدة، هي محاولة لوقف التدهور في جبهة العدوان في مدينة تعز، فهم يقولون إن تقدم أنصار الله والجيش اليمني في تعز أوشك أن يحرر كامل المدينة من القاعدة وأنصار هادي وباقي مرتزقة السعودية، ما دفع قيادات خليجية، وقائد ميليشيا الإصلاح في المحافظة حمود المخلافي إلى توجيه نداءات استغاثة والتحذير من سقوط ما تبقى من تعز، لذلك ذهب السعوديون إلى تلك المنطقة التابعة لمحافظة تعز، لأنها بنظرهم تشكل منطقة رخوة يمكن أن يحققوا فيها انتصاراً هم بحاجة إليه، وأن ينفذ ما منها لمواجهة أنصار الله في تعز أو على الأقل عرقلة تقدمهم نحو تطهير ما تبقى من المحافظة .
الأبعاد الدولية لمعركة باب المندب
لعل القلق الذي عبر عنه بني غانتس رئيس الأركان الصهيوني السابق حول مضيق باب المندب ،يشكل مؤشراً قوياً على الأبعاد الدولية لمعركة باب المندب، فمن غير المستعبد أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وقوى غربية حليفة لهما، هي التي أشارت على آل سعود بفتح هذه الجبهة في باب المندب، سيما وأن اليمنيين من أنصار الله والجيش اليمني وغيرهم أكدوا أن القوات البحرية الإسرائيلية تحديداً بالإضافة إلى القوات البحرية الأمريكية والمصرية فضلاً عن السعودية ساهمت في هذه المعركة ضد أنصار الله وحلفائهم، ولكن رغم كل هذا الدعم الحربي البحري انتصر أنصار الله وحلفاؤهم واندحر الغزاة ..أما لماذا أشار الاميركان والصهاينة للسعوديين لتفعيل هذه الجبهة وفي هذا التوقيت بالذات؟ فثمة احتمالات لدوافع هؤلاء نذكر منها ما يلي:
· الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومعهما الدول الغربية تعيش حالة إرباك وذهول وتخبط بعد اقتحام روسيا بوتين المشهد السوري وفرض واقع جديد بمشاركة القوات الروسية الجوية في ضرب وتدمير المعارضين السوريين من التكفيريين والدواعش ومن لف لفهم، حيث نجح الرئيس الروسي في فرض هذا الواقع الجديد الذي قلب المعادلات هناك وأفشل خطط الامريكان والصهاينة والغربيين التي كانت معدة لضبط الإيقاع السوري في إطارها، فلا يستبعد المراقبون أن يكون الوضع في باب المندب محاولة ضغط على الروس وعلى الإيرانيين وبالإضافة إلى الصينيين وتوجيه رسائل في هذا الاتجاه، أي أن باب المندب أصبح بيدنا.
· البعض يقول إن ذلك محاولة أمريكية صهيونية للسيطرة على المضيق، وبالتالي ضمان مرور الشحنات التجارية، سيما شحنات النفط، إذا حصلت حرب إقليمية أو دولية نتيجة التوتر المتصاعد في سوريا وفي العراق، سيما بعد دخول الروس على خط المواجهة الجوية مع الجيش السوري ضد الإرهابيين . لأن إيران تسيطر على مضيق هرمز، وبقاء أنصار الله في سواحل مضيق باب المندب يمكن أن يشكل خطورة على الملاحة في المضيق وبالتالي يتسبب ذلك في تداعيات كارثية على أمريكا وعلى الغرب، في مثل ظروف الحرب إذا نشبت في المنطقة أو في العالم.
· محللون آخرون يقولون، إن إشعال هذه الجبهة، هي محاولة لشد انتباه الرأي العام إلى تلك الجبهة، والتغطية على ما تقوم به أمريكا هناك، حيث تسعى هذه الأخيرة للسيطرة على الجزر اليمنية في المضيق وفي قربة وإقامة قواعد عسكرية فيها مثل جزر ميون وبرعين وسقطري وحنيش وغيرها، وذلك لتحسين موقع أمريكا وحلفائها قبال روسيا وحلفائها بعد ما دخل الروسي بقوة على خط مواجهة القوى التكفيرية في سوريا مؤخراً.
على أن فشل هجوم القوات السعودية الإماراتية على منطقة باب المندب، واندحار هذه القوات أمام أنصار الله والجيش اليمني، ثم إخراجها وطردها من جزيرة ميون وباقي المواقع التي احتلتها في بداية هجومها، كل ذلك يعني تبخر هذه الآمال والطموحات الأمريكية الصهيونية السعودية.
ارسال التعليق