رؤية 2030 تسير نحو التلاشي والشفافية تسبّبت بإلغاء بيع أرامكو
تناولت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس، الجدل المُثار حول قضية بيع أسهم في شركة أرامكو السعوديّة، وجهود ولي العهد في طرح الشركة المملوكة للدولة في الاكتتاب العام.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتب جاكي خوجي إن "ما حصل هذا الأسبوع مع الأسرة السعودية المالكة، يظهر أنه ليس كل شيء يبقى في العائلة، فأحياناً يتسرّب شيء إلى الخارج"، في إشارة إلى الأنباء التي تحدثت عن إلغاء الملك في اللحظة الأخيرة لمبادرة ابنه في طرح "أرامكو" للاكتتاب العام.
وأشارت إلى أن "ولي العهد سعى إلى اكتتاب 50 بالمئة من أسهم شركة النفط الوطنية أرامكو، وكان يفترض بالاكتتاب أن يتم وفقاً لقيمة الشركة 2 تريليون دولار"، موضحة أنه "حسب هذا التقدير، سيعطي الاكتتاب 100 مليار دولار، وسيدفع هذا المبلغ بدم جديد إلى الاقتصاد السعودي".
ورأت أن "هذا المبلغ سيعوض أيضاً المالية السعودية عن ثلاث سنوات من حربها في اليمن وسبع سنوات من الحرب في سوريا، التي أخذت مبالغ طائلة من أجل إعادة تصميم السياسة في هاتين الدولتين، وبالطبع دون نجاح"، بحسب تقدير الصحيفة.
وأكّدت "معاريف" أن "رؤية 2030 لتنمية السعودية تسير في اتجاه التلاشي، وبيضة الذهب في جهة أخرى"، مبينة أن "الملك حينما سمع عن مبادرة ابنه حول شركة أرامكو، أصابه القلق، واستشار أبناء العائلة وخبراء السوق والبنوك وقرّر الاعتراض بشكل قاطع".
وأضافت إن "رفض الملك جاء لأسباب عدة منها، أن اكتتاب أجزاء من قيمة الشركة سيتطلب الرقابة عليها"، مشدّدة على أن "الشفافية والرقابة ليستا من قيم النظام السعودي التي لم يعْتدْ عليها".
وذكرت أن "الشفافية في شركة أرامكو تتمثل في نشر أجر المسؤولين الكبار، والرقابة على التقارير المالية وإصدار البيانات عن كل تغيير مهم في إجراءات الشركة"، معتبرة أن "ذلك دفع الملك للاعتراض على الاكتتاب العام، خوفاً من الرقابة على المصدر الأول في مداخيل المملكة".
واستكملت الصحيفة الإسرائيلية بقولها إن "هناك أمراً مهماً جداً للملك، وهو كيف سيحكم عليه التاريخ؟" مشيرة إلى أن "الملك السعودي يخشى أن يكون الملك الذي باع أرامكو ".
وكانت شبكة بلومبيرج نشرت تقريراً، بقلم نيتي إيدايو إسماعيل وفيليبي باتشيكو، أشارت فيه إلى أن "النشوة الابتدائية" المحيطة بولي العهد قد أفقدت أكبر بورصة عربية جاذبيتها في عيون الأجانب، بعد شهرين فقط من إدراجها على مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، خاصة بعدما أفسحت سياسة ولي العهد المجال أمام الشكوك برؤيته الاقتصادية عقب تعليق طرح الاكتتاب الأولي لشركة "أرامكو".
كما أن الخلاف الذي أشعله انتقاد كندا لسجن السعودية ناشطين حقوقيين سعوديين، قد أجّج مباعث القلق حيال سياسة الرياض المتصاعدة وتأثيرها على تدفقات رؤوس الأموال.
الشبكة الأمريكية أوضحت أن المستثمرين الأجانب سحبوا حتى الآن مبلغاً صافياً قدره 660.6 مليون ريال سعودي تعادل 176 مليون دولار أمريكي من سوق الأسهم السعودية خلال الأسابيع الثمانية المنتهية في 16 أغسطس، بعدما كانوا ضخّوا 153 مليون دولار في الأسابيع الثمانية التي سبقت إعلان إدراجها على مؤشر MSCI. وتنقل الشبكة عن مدير الأموال في شركة "فيدورام آي.إس.بي"، مقرها دبلن، جون ديلاني، قوله إن "على المستثمرين أن يتبنّوا نظرة بعيدة المدى تتجاوز 10 سنوات بشأن السعودية".
كما تنقل عن رئيس دائرة الأبحاث في "المركز المالي الكويتي"، إم.آر. راجو، قوله إن "قرار تأجيل طرح أسهم أرامكو للاكتتاب له جوانب سلبية عديدة، كما أنّه يلقي بظلال الشكّ حول قدرة السعودية على تمويل تلك الصفقة الطموحة التي كان يسعى ولي العهد لإطلاقها".
ارسال التعليق