ترى لماذا لم يشمل ترامب في قائمة الدول التي يمنع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة الامريكية , السعودية بالذات؟

في مقابلة مع ال (ن ب سي) اشار جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الامريكي الى ان ترامب مستعد للتعامل مع الشيطان اذا كان ذلك يمكنه من الربح وجمع المزيد من الارباح الشخصية .

أشار عدد كبير من الخبراء والمحللين الاقتصاديين الى أنه لدى ترامب مصالح اقتصادية كبيرة في كل من السعودية و قطر والامارات العربية , وهذا ماجعله لايضم هذه الدول الى الدول السبعة ( سورية والعراق ايران ليبيا الصومال السودان واليمن)   التي يتهمها ترامب بالتعامل مع الارهابيين بشكل أو باّخر .

علماَ بأنه منذ بداية الحرب الاهلية في سورية فان شيوخ السعودية وقطر والامارات كانت ولاتزال هي الداعمة الرئيسية لجميع الفصائل الارهابية من داعش والنصرة وغيرهما في سورية والعراق .

 عدد كبير من الدراسات في مراكز البحث الشرق اوسطية في المانيا ولاسيما في برلين , فرايبورج , هامبورج , وبيليفلد أكدت على ان السعودية بالذات ساهمت بتمويل العديد من المنظمات والمدارس الاسلامية والمساجد في المانيا التي تنشر الكراهية والحقد ورفض كل الاديان ولاسيما المسيحية واليهودية وتحث المصلين على رفض كل شيئ غير اسلامي والانضمام لاي نوع من أنواع الجهاد الاسلامي وعلى رأسها الجهاد ضد الكفار في اي مكان في العالم!

الغريب في الامر أن كل هذه الدراسات الميدانية ارسلت الى كافة الجهات المعنية من وزارات وبرلمان ووسائل الاعلام بكل أشكالها. أما ردة الفعل فكانت وحيدة اللون : ألمانيا تتمتع بالحرية التفكيرية والدينية . أي انه يحق لكل هذه المنظمات والجوامع والمدارس الدينية ان تنادي بما تشاء !

  منذ سنتين تقريباّ أصدرت محكمة في فوبيرتال , احدى المدن الالمانية , حكما بالسماح للسلفيين بتشكيل مجموعات من شرطة الشريعة اي المطوعين كما يسمون في السعودية  لحث النساء على ارتداء الحجاب . ولكن بعد أن سائت الاحوال الامنية في المانيا وتعرضها للارهاب , أعادت المحكمة النظر في ذلك الحكم ومنعت السلفيين من العمل كشرطة باسم الشريعة !

من خلال زياراتي الشخصية لبعض المساجد في المانيا التي بلغ عددها حتى الان اكثر من 695 سمعت بعض رجال الدين العاملين كامام يصرخون بأعلى صوتهم باللغة التركية (التي أفهمها) والعربية (علما بأن غالبية المصلين هم من الاتراك) ويقولون على سبيل المثال مايلي :

– يجب علينا كمسلمين محاربة النصارى اينما كانوا .

– اياك كمسلم حقيقي ان تصادق المسيحيين أو اليهود أو أتباع الديانات الاخرى .

– نحن المسلمون في قلب أوربا سنقلب الامور على رؤوس الكفار وسنقيم دولة اسلامية .

تشير الدراسات التي اجريت حول الاتراك المقيمين في المانيا والبالغ عددهم أكثر من سبعة ملايين أن 70% منهم يعيشون على المعونات التي يتلقونها من الحكومة الالمانية . معظمهم لايملك ولا يمارس اية مهنة وهم من ذوي التعليم البسيط الذي لايتجاوز الابتدائية  . 80% من الاطفال الاتراك يتركون المدرسة قبل انهاء المرحلة الابتدائية .

علما بأن المساعدات التي يتلقاها الاتراك وغيرهم لاتشجعهم على تحسين وضعهم المهني والاجتماعي .  مثلا لنأخذ زوج وزوجته وأربعة أطفال . الزوج وزوجته يتلقيان شهريا 800 يورو وعلى كل طفل يتلقى الزوج وزوجته على كل طفل مبلغ 200 يورو شهريا . باختصار تتلقى هذه العائلة شهريا 1600 يورو , أضف الى ذلك أن هذه العائلة تحصل من الدولة الالمانية على  كل المصروفات الشهرية الاخرى من ايجار الشقة التي يقيمون فيها , تدفئة , كهرباء , ماء , تلفون , ووسائل نقل عامة .

كثير من الالمان يتسائلون لماذا يتوجب على هؤلاء الناس السعي لايجاد عمل والعيش من ورائه ؟

27% من الاتراك المقيمين في المانيا يؤيدون الرئيس ايردوغان وسياساته الاسلامية . وحين سألت بعض الاتراك , لماذا يدعمون ايردوغان قالوا لي : لان ايردوغان يعمل لاعادة بناء الامبراطورية العثمانية ونحن هنا في وسط أوربا  سنعمل على

بناء الاساس الغربي لهذه الامبراطورية !

أكد عدد كبير من الباحثين في الشؤون السعودية ان المملكة صرفت على أتباعها في الاتجاه الوهابي منذ عام 2000  مايزيد على 100 مليار يورو .

معظم الباحثون في أوربا وأمريكا يتسائلون لماذا لم تحرك كل الادارات الامريكية التي دخلت البيت الابيض في واشنطون منذ الحادي عشر من ايلول اي ساكن تجاه التمويل السعودي للارهاب سواء كان ذلك في افغانستان والصومال ونيجيريا ليبيا  والعراق وسورية و غيرها ؟

بعضهم يجد الجواب في المبالغ الكبيرة  التي وزعها بندر بن سلطان على بعض السياسيين الامريكيين في الادارات الامريكية المختلفة وعلى بعض الصحفيين .

يقال مثلا بأن أوباما حصل من السعوديين عل ملايين الدولارات لقاء الكف عن توجيه النقد للسعوديين بخصوص تمويل الارهاب ودعمه.

اذ حين طالب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي بنشر التقارير السرية الخاصة بالهجوم الارهابي في الحادي عشر من أيلول , رفض الرئيس الامريكي أوباما ذلك ولاسيما ال  28  صفحة الخاصة بالدور السعودي في ذلك الهجوم الارهابي !

أضف الى ذالك ان معظم الذين تعاملوا مع السعوديين يدركون تماما بأن هذا النوع من العرب والمسلمين يعتقدون بأنه بامكانهم الحصول على كل مايريدون عن طريق الفلوس .

معظم السعوديون يستوردون ايادي عاملة رخيصة من اسيا والدول العربية وفي كثير من الاحيان لايدفعون الاجور المترتبة على ذلك حتى لو كانت 30 دولار في الشهر لقاء عمل شاق ليلا ونهارا ! هذا بالاضافة الى التعذيب والقتل والاغتصاب الذي يتعرض له عمال وعاملات اسيا وغيرها.

في كثير من الاحيان يرسل السعوديون ابنائهم للدراسة في جامعات أمريكية خاصة تتقاضى الاف الدولارات لقاء لاجهد يذكر في الدرراسة . النتيجة هي شهادة مشتراة !!

حين كنت أعمل مدرسا في جامعة الملك سعود في التسعينيات اكتشفت مايلي : معظم السعوديين الذين يقومون بدراسة الماجستير والدكتوراة  في مصر يحصلون على شهاداتهم بهذه الطريقة , اي يشترونها . هؤلاء الطلاب يعدون الاساتذة المصريين بايجاد عمل لهم في الجامعات السعودية حيث يتقاضون رواتب شهرية أفضل!

أحد زملائي الكنديين طرد من عمله في جامعة الملك سعود لانه رفض الاذعان لامير سعودي كان قد طلب منه تنجيح أحد اقاربه !!

باختصار شديد : السعودية تمول الارهاب بدولارات البترول وتنشر الوهابية ذلك الاسلام الارهابي الخالي من الانسانية , و تركيا بقيادة السلطان ايردوغان تحشي بعض الرؤوس التركية بأبشع نفايات التخلف .

ترى هل يدرك ترامب كل هذا ؟ أنا لاأعتقد ذلك . يبدو أن ترامب يدرك شيئا واحدا في الحياة : ا لا وهو شراء وبيع هذا أو ذلك المبنى !

بقلم : د. سامي الرباع