فتيحي والهذلول يفضحان ممارسات السعودية أمام الكونجرس
كشف أحمد فتيحي، نجل الطبيب السعودي الأمريكي المعتقل في السعودية وليد فتيحي، تعرض والده للتعذيب. وقال أحمد فتيحي، خلال جلسة في الكونجرس الأمريكي حول ممارسات التعذيب في السجون السعودية: أبي تعرض للتعذيب، وجرى اعتقاله في زنزانة دون ورقة أو قلم. وتابع: أبي تفانى في حياته ليحسن حياة الناس، واعتقاله غير منطقي. وطالب السلطات السعودية بإطلاق سراح والده، وإنهاء هذا الكابوس الذي يعيشونه. وكان أحمد قد تحث لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن إنه انتظر أكثر من عام كي تُطلق السعودية سراح والده، الطبيب الذي تلقّى تدريبه في جامعة هارفارد. وقال إن الحكومة السعودية جردت والدته و6 من أشقائه من جوازات سفرهم الأمريكية، ومنعتهم من مغادرة المملكة، وجمَّدت أصولهم.
كما قدّم أيضا شقيق الناشطة السعودية المعتقلة، لجين الهذلول، شهادته أيضا أمام الكونجرس الأمريكي، وطالب بالإفراج الفوري عن شقيقته. وأكد وليد الهذلول، تعرّضها للتعذيب على مرأى من سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي، وتهديدها بـ”الاغتصاب”. وقال الهذلول في شهادته إن سعود القحطاني هدد شقيقته بـ”الاغتصاب وتقطيع جسدها”، متهماً الأخير بالإشراف المباشر على تعذيب شقيقته. وقد بدأت السلطات السعودية، الأربعاء الماضي محاكمة مجموعة من الناشطات السعوديات المدافعات عن حقوق المرأة، لأول مرة منذ اعتقالهن العام الماضي، ومن بينهن الناشطة الهذلول. وقال شقيقها في شهادته بالكونجرس: إن عائلته ولجين “لم يعرفا بالتهم الزائفة الموجّهة لها إلا خلال جلسة المحاكمة فقط”، مضيفاً: تخيلوا أن سبب إحدى تلك التهم أنها تقدمت بطلب لحضور دورة تدريبية في الأمم المتحدة، فاعتبرت السلطات هذا تواصلاً مع جهات خارجية. وأشار إلى أن النيابة العامة في السعودية اتهمت شقيقته بـ”السعي لتغيير النظام الأساسي للحكم في السعودية”، و”التواطؤ مع 15 صحفياً أجنبياً لزعزعة أمن المملكة”. كما اتهم السلطات السعودية بمحاولتها استخدام شقيقته كطعم لإقناع ناشطات يعشن خارج البلاد من أجل العودة وتسليم أنفسهنّ مقابل الإفراج عنها، مضيفاً أن شقيقته رفضت ذلك العرض. والهذلول اعتقلت في مايو الماضي، وهي واحدة من عدة ناشطات سعوديات كنّ يطالبن بمزيد من الحقوق للمرأة السعودية، ومنها قيادة السيارة، التي أقرّتها المملكة العام الماضي.
وأكد أحمد، أن والده تعرض للتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء بعدما تحولت ساعتي التحقيق معه إلى 16 شهرا كاملة. وقال نجل فتيحي، أمام جلسة نقاش عامة بالكونجرس الأمريكي، حضرها السيناتور “باتريك ليهي”، أمس الأول: عندما اقتحمت قوة أمنية مسلحة مكتب والدي لاعتقاله قالوا إنه سيتم التحقيق معه لساعتين فقط، ثم أخذوه، وهو الآن لا يزال معتقلاً منذ ذلك اليوم، في نوفمبر 2017 أي لحوالي سنة ونصف. ودافع أحمد فتيحي عن موقف والده، قائلاً: والدي عاش دائماً ملتزماً بقوانين البلد، حتى إنه لم يحصل على مخالفة سير واحدة، فلماذا يتم اعتقاله بهذا الشكل؟. وأضاف أن ما جرى لوالده لا معنى له على الإطلاق (..) لأنه كرس حياته كلها كي يجعل حياة الناس أفضل. وتابع: أطالب السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن والدي وإنهاء معاناته وكابوسنا بفقدانه.. ألا يكفيه أنه تم وضعه شهوراً طويلة في زنزانة انفرادية؟!. وأكد نجل فتيحي أنه لن يكف عن مواصلة الجهد لإطلاق سراح أبيه، ومعاودة مشاركته صيد السمك في عطلة نهاية الأسبوع، كما اعتادا من قبل.
وغادر أحمد جدة إلى واشنطن، الشهر الماضي، لتضيف جهوده للضغط على الكونجرس بشأن قضية والده مقاومة جديدة لجهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة العلاقات مع الرياض، التي تبذل جهودا حثيثة لتجاوز ردود الأفعال التالية لجريمة اغتيال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الماضي. واعتقلت السلطات السعودية وليد فتيحي في نوفمبر 2017، وأودعته سجن الحائر السياسي بالرياض دون محاكمة، خلال حملة الاعتقالات التي شملت رجال أعمال وعلماء ومفكرين ورموزا ثقافية. وتخرج فتيحي في جامعة هارفارد الأمريكية، ويعد من أشهر الأطباء والأكاديميين السعوديين المعروفين على المستوى الدولي. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، أن وفدا أمريكيا زار فتيحي، الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل مناقشة قضيته مع المسؤولين السعوديين. وبحسب ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان، فإن السبب الحقيقي لاعتقال فتيحي يكمن في كونه إصلاحيا ناشطا مهموما بقضايا الإنسان السعودي ونهضته ورفاهيته، وفق منظومة تختلف عن تلك التي يتبناها ولي عهد المملكة محمد بن سلمان.
ويذكر بأنه قبل حوالي أسبوعين، فوجئت العائلة بالدكتور فتيحي بدق باب منزلها، وقد جره جنود مدججين بالبنادق الآلية وهو مقيد بالأصفاد برجليه، وطلبوا منه أن يدلهم على كل جهاز كمبيوتر داخل البيت.
ويقول الابن: قال لهم: لا أتذكر شيئاً، فأنا لم آت إلى هنا منذ ما يزيد على السنة. وفي تلك الأثناء كانت زوجة الدكتور فتيحي وأطفالها يراقبون المشهد وأعينهم تفيض من الدمع. وكان البحث غاية في الغرابة، حيث جاء بعد أكثر من عام من اعتقاله، وكان بإمكان الجنود تفتيش المكان بدقة متناهية دون الحاجة لوجود الدكتور فتيحي برفقتهم. ويقول ابنه إن المقصود من ذلك كان ترهيب العائلة وحملها على التخلي عن جهودها للضغط على السياسيين في واشنطن.
ارسال التعليق