![” فطيرة الدم ” الوهابية](http://hourriya-tagheer.org/pics/p_df.jpg)
” فطيرة الدم ” الوهابية
لا أحد شعر بأثر السكين على رقبته سواه. عبد الله عيسى، قطعوا رأس طفولته الطرية في حلب، ذبحوه من الوريد الى الوريد وحملوا الرأس إبتهاجًا بهذا “الفتح” العظيم.
إنهم عناصر ما يسمى “حركة نور الدين زنكي” المسلحة. التنظيم الارهابي المجرم، الذي تصنفه الولايات المتحدة “تنظيمًا معتدلًا” وتراهن على إشراكه وغيره من هذه التنظيمات في “عملية سياسية” لحل الأزمة السورية.
عبدالله ليس أول ضحية من ضحايا الاجرام التكفيري الوهابي. عادة قطع الرأس والتنكيل بالجثث والتشنيع بها، عادة تكفيرية متوارثة قديمة عند هذه التنظيمات. وسلوك “مشكور محمود” بحسب أدبياتهم من أجل “دب الرعب في نفوس الاعداء، وانزال الفرح والسرور في نفوس المؤمنين المجاهدين”.
فتاوى “الذبح والشنق والتعزير والتقطيع والرمي من شاهق”، موجودة في كتب وفتاوى واصدارات مشائخ ومفتي هذا الدين الشيطاني المعادي للإنسانية. كل إدانة للجريمة لا تؤشر الى المنابع الاصلية لهذا السلوك المتوحش تقع في باب الكذب والنفاق.
القتلة كانوا يسارعون الى جريمتهم بكل يقين وفرح واستعجال. من أين جاؤوا بهذه القسوة؟ كيف طاوعتهم ايديهم الآثمة الملوثة؟ وبماذا حدثتهم عقولهم الساقطة المخدرة؟ ذبحوا طفلًا عليلًا مسكينًا مريضًا، تكاد صورته تنطق بالضعف والهوان والتسليم.
ألم ينظروا في وجهه؟ ألم تقع عيونهم على عينيه الغائرتين كموت دائم ومقيم؟ بماذا كانوا يفكرون؟ وهل يفكر هذا الصنف من البشر؟
أسئلة لا يستحيل عليها الجواب. إقرأوا كتب إبن تيمية ستعرفون مصدر الشر وكل الشرور. إقرأوا سيد قطب والمودودي وابن باز وابن عثيمين، استمعوا الى فتاوى ومحاضرات شيوخ الوهابية حول “الجهاد”. وحول فهمهم القاصر المغلوط التافه للحاكمية الالهية، ستعرفون أي مخدر ثقيل مدمر قد تناوله القتلة المجرمون. كي يذبحوا ويذبحوا ويذبحوا. من نضال جنود في طرطوس عام 2011 الى عبدالله عيسى في حلب عام 2016. وما بينهما مئات والاف الضحايا الذين قُتلوا بأبشع السبل والطرق تحت عنوان “الثورة” والحرية والجهاد في سبيل الله!!.
الاشارة الى المنابع “الفكرية” والثقافية للجماعات الارهابية، لا يعني التماس العذر للدول التي تقف خلف هذه الجماعات. الاميركيون يعرفون ان الوهابية مذهب معادٍ للانسانية. والبريطانيون يدركون ماذا تركوا عندنا أكثر من غيرهم، وكذلك الفرنسيون. الغرب عمومًا يعرف هؤلاء أكثر منا. إستعملهم في افغانستان والجزائر والعراق ومالي وباكستان والشيشان والصين والفيلبين وسوريا واليمن. استعملهم في حروبه لتفتيت الدول وتدميرها من الداخل ولا يزال. يعرفهم ويعرف الوحش الذي إرتد عليه وحوّل عواصمه الى ثكنات وشعوبه الساكنة الى رهائن. إستنكار الجريمة لا يعني شيئًا سوى المزيد من الكذب والنفاق. بعض السفلة ذبحوا عبد الله عيسى وقطعوا رأسه بالنيابة عن معظم هذا العالم.
من نفذوا حفنةٌ من الاجلاف القساة القتلة. المجرمون الفعليون هم أصحاب “فطيرة الدم” الوهابية، أباطرة هذا الكوكب. الذين أفلتوا الوحش في بلادنا وأمعنوا في تقديمنا قرابين بشرية على مذابح “ثوراتهم” الفاسدة المجرمة.
الغرب متورط، لكنّ ورطتنا في الشرق أشد وأدهى. منظومة قتل متكاملة تنفجر في وجوهنا، ونحن لا نزال نكتب على السطح، ونداري ولا نقدر على قول الحقيقة كاملة.. يا الهي.. ما هذا الوجع.
ارسال التعليق