فلسطين ليست قضيتي
بقلم: محمود هنية...لم يك يوما بوسعي أن أقنعك بقضيتي لتكون قضيتك، كما لم يجل يوما في خاطري أن أقنعك بأن سورة الإسراء لم تتنزل علي لجنسيتي كفلسطيني دونك أنت وجنسيتك، كما ليس بموسوعي أن أقنعك أن سورة البقرة التي يستوجب علي قراءتها لطرد الشياطين الذين يوسوسون لك ضدي قد أخبرتك منذ 1400 عام ويزيد عن جوهر الصراع السياسي مع اليهود وآلية التفاوض المقيت معهم، وقد فاوضوا الله على بقرة لم تكنّ أساسا محور النقاش والصراع والإثبات والأدلة!
أدرك أن سوغ هذه القيم لن يغيرّ من أفكارك شيئا وأنت تنقلب عليها فكرا وروحا وجسدا، وتستجلب شياطين الجن والإنس لينقضوا على قيمك التي أصبحت تغتال معنويا وجسديا روح المدينة ومكة وتوشك أن تصيب محمدا في قبره!
بمعزل عن ذلك كله أنا مقتنع أن فلسطين فعلا ليست قضيتك، واتقبل هذا الرأي على مضاضته بكل ما فيه وعليه، واتنازل عن كل قناعاتي لقاء أن أدعوك فقط لتكون السعودية هي قضيتك ولا نريد أكثر!
السعودية التي يراد أن يستقطع منها خيبر والقينقاع ويتحدثون عن التعويض التاريخي لما يصفونها زورا وبهتانا بالمجازر التي ارتكبت بحق أجدادهم المخادعين والخائنين، يريدونك أن تدفع الجزية عن يد وأنت صاغر، تحت مسميات وأغلفة وهمية.
يريدونك أن تعتذر عن تاريخك وقيمك ودينك، حتى تحين اللحظة التي تعتذر فيها عن نبوة الحبيب عليه السلام، وأن ترى بعينك اليهود بمختلف النحل والأجناس يجولون ويصولون في السعودية، وليس ثمة غريب أن يزوروا مكة والمدينة يوما تحت عنوان زيارة المناطق الأثرية!
يريدونك أنّ تتنازل طوعا عن قيمك التاريخية وتتعرى عنها كما الحفلات التي تنظمونها في الرياض وجدّة، وتتمسك تحت مسمى الديانة الإبراهيمية بحق عودة بعض اليهود للسعودية وإقامة كنس لهم، كما يجري الحال في هذه الأوقات في البحرين.
يريدون الباسك ثوب الألمان وتندب طيلة الزمن على تاريخ مزعوم مشوه، وتبدأ تنسج الروايات التي تبين لك كم كنت ظالما مضطهدا لليهود، حتى يحين الوقت لتقدم الاعتذار التاريخي!
إن كنت ترى نفسك سعوديا محضا فهذه قضيتك الا تحيل بلادك لإسرائيل ثانية، ودون ذلك لا نريد منك شيئا، وكما قال ابن البرغوثي تميم، “إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ.
فقط كن صادقا واجعل السعودية فقط قضيتك ثم بعد ذلك لا نريد شيئا دونها منك!
ارسال التعليق