نتفهم غيرة الحجرف على السعودية.. ولكن!
التغيير
في هجوم منسق ومنظم ومبرمج، قامت به المملكة والامارات والأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج نايف الحجرف، على وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة، بعد ان القى بالمسؤولية على دول وصفها بدول "المحبة والصداقة والاخوة"، في ظهور "داعش"، في العراق وسوريا، مطالبين اياه بإصدار اعتذار رسمي، "نظير ما بدر منه من إساءات غير مقبولة على الإطلاق"!!.
وهبة في مقابلته مع قناة "الحرة" الامريكية قال ما نصه: "دول المحبة والصداقة والأخوة، أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر"، ولدى سؤاله عما إذا كان يقصد "بتلك الدول" دول الخليج ، قال وهبة إنه لا يريد ذكر أسماء. وأضاف، ردا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج قد مولت داعش قال:"من الذي مولهم إذا، أنا؟.
القائمون على قناة "الحرة" الامريكية، الممولة من وزارة الخارجية الامريكية، والمعادية لمحور المقاومة، والمروجة للسياسة الاسرائيلية، والعربية الانبطاحية التطبيعية، حاولوا اثارة فتنة، كعادتهم دائما، عندما رتبوا وبشكل بعيد جدا عن الامور المهنية او القيم الاخلاقية، مداخلة لبوق من المملكة، اثناء المقابلة مع وزير خارجية لبنان، حيث وجه اتهامات واهانات للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وهو ما لم يتحمله الوزير وهبة، الذي قال قبل ان يترك الاستوديو ، معترضا على مهاجمة الأنصاري، للرئيس اللبناني:"أنا بلبنان ويهينني واحد بدوي".
على الفور استدعت المملكة سفير لبنان وابلغته رفضها لإساءات صدرت من وزير الخارجية اللبناني، ومثلها فعلت الامارات، التي انتصرت للمملكة، ووصفت تصريحات وهبة بأنها "مشينة وعنصرية"، كما اعلن نايف الحجرف، رفض دول مجلس التعاون واستنكارها لما ورد على لسان وهبة، من إساءات بحق دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبها وكذلك الإساءة بحق المملكة.
بإستثناء هفوة الوزير وهبة في اخر اللقاء، كل ما قاله عن دعم الانظمة العربية الرجعية وفي قدمتها المملكة والامارات، للجماعات التكفيرية ومن ضمنها "دعش" هو صحيح مائة بالمائة، وهذه الحقيقة باتت مسلمة لدى حتى المواطنين في المملكة انفسهم، ويمكن لمن مازال يشكك فيها، ان يسأل الاعلامي الشهير المقرب من ال سعود دواد الشريان.
من الواضح ان السلاح الوحيد الذي يمكن ان يرفعه الحجرف ومن ورائه المملكة والامارات ضد لبنان، هو سلاح المال، الذين يحاولون من خلاله الضغط على الشعب اللبناني على خلفية تمسكه بالمقاومة وسلاحها، في خدمة واضحة فاضحة لعدو لبنان والعرب والمسلمين.
جيد ان تتفجر عروق الحجرف غيرة على المملكة ، ورفض الاساءة اليها، فهذا ان دل على شيء فانه يدل على مدى حبه للمملكة والتفاني في خدمتها، ولكن، كنا نتمنى ان تكون هذه الغيرة، لدى الحجرف، بنفس الاندفاع والقوة، ضد كل من يجرؤ على التهجم على المملكة ، ولا تكون هذه الغيرة محصورة باللبنانيين حصرا.
قد يكون الحجرف وبسبب مهمامه الجسام وانشغاله بقضايا خطيرة، لم يرصد الاهانات التي وجهها غير اللبنانيين للمملكة، لذلك لم يسجل له موقف صارم وحازم وقاطع، ازاء تلك الجهات، لذلك سنحاول ان نذكره بواحدة من تلك الاهانات التي وجهت الى المملكة، ودخلت على ما يبدو التاريخ، الا انه كما يبدو ان الحجرف، لم يسمعها، وإلا لكان اتخذ ازاءها ذات الموقف الذي اتخذه ضد شربل وهبة ولبنان، لهذا سننقل له نص الاهانة كما جاءت على لسان رئيس اكبر دول "حليفة" للمملكة، وهو الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب.
ترامب وفي خطاب له امام انصاره ، في نيسان من عام 2019، نقل مقتطفات من مكالمة هاتفية اجراها مع الملك سلمان من اجل الحصول منه على اموال، حيث قال ترامب ما نصه:" ليس لديهم سوى النقود. اتصلت بالملك.. يعجبني الملك. قلت له: أيها الملك.. نحن نعاني كثيرا دفاعا عنك.. وأنت تملك الكثير من المال.. صحيح. فقال ولكن…لماذا تتصل بي؟ لم يجر أحد اتصالا كهذا في السابق؟. قلت: ذلك لانهم كانوا أغبياء. لذلك دفعوا لنا 500 مليون دولار بمكالمة واحدة. تطلب مني الأمر مكالمة واحدة.. أنا لا اتفاخر، بل أكره الأمر. مكالمة هاتفية واحدة.. الأمر أسهل من جمع 113.57 دولار، من مستأجر في موقع سيئ في مدينة نيويورك وهو أكثر أمانا أيضا. صدقوني"!!.
نحن هنا بدورنا قد ذكرنا الحجرف بما قاله ترامب ضد المملكة ، وننتظر منه ان يتخذ موقفا من امريكا، كما اتخذ موقفا "قويا" من لبنان. ومن اجل ان نحرك اكثر غيرة الحجرف ضد امريكا، سننقل له اهانة اكبر وجهها ترامب للمملكة، قبل الاهانة السابقة، وهي اهانة يعود تاريخها الى أكتوبر من عام 2018 ، حيث قال ترامب في تجمع انتخابي بولاية مسيسبي الأمريكية: "قلت صراحة إلى الملك سلمان أنه لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي.. نحن نحمي المملكة ستقولون إنهم أغنياء… أنا أحب الملك سلمان لكني قلت له أيها الملك نحن نحميك وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين في الحكم من دون جيشنا لذلك عليك أن تدفع"!!.
اخيرا نقول ليس لنا الا البلاغ، وننتظر من الحجرف، صاحب المواقف الحازمة والحاسمة والقاطعة ضد كل من ينبس ببنت شفة ضد المملكة الشقيقة الكبرى، مملكة الخير والمحبة والاخوة، موقفا من هذه الاهانات، وإن كن قد اتخذها سابقا ونحن لا نعلم، ونرجو منه ان يدلنا على تلك المواقف التي اتخذها ضد ترامب في حينها، ليكون بإمكاننا ان نهضم "غيرته" على المملكة ضد لبنان.
ارسال التعليق