"الخليج أونلاين": فلسطينيون يحذِّرون من الدور السعودي في صفقة القرن
أصبحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعلّق آمالاً كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يومياً مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية عبر أرض المملكة وبحرها وجوها. ياتى ذلك فيما حذر سياسيون فلسطينيون من الدورالسعودي المشبوه في صفقة القرن التي يسعى ترامب لتمريرها على حساب القضية الفلسطينية.
حالة النشوة التي تعيشها "إسرائيل" هذه الأيام ظهرت جلية في تصريحات مسؤوليها وما تتناقله الصحف العبرية عن مخططات يجري الإعداد لها، تكون فيها الرياض رأس الحربة الأساسي لتغيير وجه الشرق الأوسط بأكمله من خلال علاقات سياسية واقتصادية غير مسبوقة مع دولة الاحتلال ودول المنطقة.
التقارير الإعلامية الإسرائيلية تغنّتت طوال الفترة الماضية بالعلاقات بين "تل أبيب" والرياض، وزادت بذلك حين كشفت، الثلاثاء الماضي عن مبادرة جديدة خلال اجتماع نتنياهو مع رئيس الوزراء الهندي في نيودلهي، قبلها بيوم تهدف إلى إنشاء خط جوي مباشر بين "تل أبيب" ونيودلهي مروراً بالأجواء السعودية، وهو ما أكده نتنياهو.
قطار السلام
صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت إن شركة الطيران الهندية ستعمل على تشغيل خط جوي جديد مباشر بين مطار "بن غوريون" ونيودلهي، بحيث يمر في الأجواء السعودية، لافتة إلى أن الخط الجديد سيختصر مدة الرحلة إلى ساعتين، ويخفض تذاكر السفر، ويزيد بشكل ملحوظ من عدد السياح بين "إسرائيل" والهند.
وتمر الرحلات التي تسيّرها شركة "العال" الإسرائيلية إلى الهند، عبر البحر الأحمر إلى الجنوب من اليمن، ومن ثم تتحول شرقاً نحو الهند، وتستغرق الرحلة من تل أبيب إلى نيودلهي 8 ساعات.
وسبق ذلك أن كشفت الصحف العبرية عن تفاصيل مشروع إسرائيلي آخر، يهدف إلى ربط إسرائيل بالسعودية، من خلال إقامة خط سكة حديد أطلق عليه "قطارالسلام". وفي هذا السياق، قال وزير النقل في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن خطّ السكك الحديدية الذي سيمتدّ من "إسرائيل" إلى حدود الأردن وسيصل للعراق والسعودية، "سيستخدم كممرّ إقليمي للنقل بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وسيربطها بالبحر الأبيض المتوسط، وسيكون "جسراً للسلام".
وأكد أن "رؤيته لربط السعودية ودول الخليج والأردن بميناء حيفا والبحر الأبيض المتوسط ستجعل إسرائيل مركزاً للنقل البحري، وستعزّز اقتصاد إسرائيل". وفي أواخر مايو الماضي، انطلقت أول رحلة جوية مباشرة بين العاصمة السعودية الرياض ومدينة تل أبيب، وذلك عندما غادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المملكة على متن الطائرة الرئاسية متوجهاً إلى محطته الثانية إسرائيل في أولى جولاته العالمية رئيساً للولايات المتحدة.
دورعربي مشبوه
المشاريع التي يتم الكشف عنها، والحديث المتكررعن فتح أبواب التطبيع السياسية والاقتصادية على مصراعيها بين الدول العربية وإسرائيل، ودورالسعودية في ذلك، بات يُغضب الفلسطينيين كثيراً، خاصة بعد رفضهم الضغوط التي تعرضوا لها للقبول بـ"صفقة القرن" الأمريكية.
حيث يقول حسن خريشة، النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إن الدول العربية "تتسابق في توطيد وتحسين العلاقات مع تل أبيب، أكثر من حرصها على حماية الفلسطينيين والدفاع عن قضيتهم العادلة". وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أكد خريشة أن أبواب التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل "فُتحت على مصراعيها دون خجل أو احترام للفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال، والذين يُقتلون ويسجنون في الدفاع عن القدس وكرامة الأمة العربية بأكملها".
واعتبرالحديث عن إنشاء سكة حديد تربط "تل أبيب" بالدول العربية، كالأردن والسعودية والعراق، وكذلك استخدام الأجواء السعودية لمرورالطائرات الإسرائيلية، "من أخطر المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية بأكملها، وتضع قدم إسرائيل الخبيثة في كل الدول العربية".
وحذر خريشة من وجود دور عربي "مشبوه وخطير يحاول أن يقرب إسرائيل ويدفع بها داخل عمقنا العربي والإسلامي، ويفتح كل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خدمة للرؤية الأمريكية الجديدة في المنطقة، التي يمثل نمو وتطور دولة الاحتلال العنصر الأهم فيها". وطالب برفض تلك المشاريع الخطيرة وتيقظ الدول العربية لما يحيط بها ومحاولات إدخال "السرطان الإسرائيلي" لعقر دارهم بتواطؤ عربي وأمريكي.
اتصالات سرية
وبدوره، يرى محمد مصلح، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن طرح مثل تلك المشاريع الاقتصادية الكبيرة والمكلفة بين إسرائيل ودول عربية أخرى، يؤكد وجود اتصالات ولقاءات سرية تجري بين الطرفين، للاتفاق عليها وتحديد مواعيد تنفيذها وتكلفتها.
وأضاف لـ"الخليج أونلاين": "إسرائيل أخذت ضوءاً أخضر من الدول العربية للتطبيع العلني، ورصد جميع التقارير والتصريحات التي تصدر عن المسؤولين الإسرائيليين، وخاصة تمجيدهم وترحيبهم بدور الرياض الأخير، يؤكد أنهم يجهزون لمرحلة تطبيع كبيرة والأولى من نوعها في المنطقة". ويوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن دولة الاحتلال أرادت أن تقيم "علاقات دافئة" مع الهند التي قد تكون خيطاً للتقارب والوصل العربي- الإسرائيلي عبر البوابة الاقتصادية، مشيراً إلى أن "تل أبيب" تستغل "الفرصة التاريخية" وموقف الرياض والانفتاح معها بغية تعميق وجودها في المنطقة.
وفي لغة استفزازية، قال المحلل السياسي الإسرائيلي، ميشيل كوهين، في تدوينة له على"تويتر"، إن "إسرائيل" فرضت إرادتها على العرب، وإن اليوم الذي سيهرول فيه العرب للتطبيع مع بلاده بات قريباً.
ارسال التعليق