إملاءات أمريكية على النظام السعودي وفرض مزيد من الوصاية على السياسة الكلية للبلاد
كشف موقع "تاكتيكال ريبورت" ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمارس ضغوطا كبيرة على ولي العهد السعودي على خلفية مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" بطريقة وحشية في قنصلية بلاده في إسطنبول.
واكد الموقع أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل في ممارسة ضغوط بسبب القضية، أعدت قائمة مطالب لولي العهد السعودي تم إبلاغه بها عبر وزير الخارجية "مايك بومبيو" وصهر "ترامب"، مستشاره "جاريد كوشنر".
وتشمل قائمة المطالب الأمريكية، التزام السعودية بإبلاغ الأجهزة الأمنية الأمريكية مقدما حول أي نشاط للدبلوماسيين السعوديين في الولايات المتحدة وإطلاعهم على تطورات هذه الأنشطة أولا بأول.
وتشمل المطالب أيضا قيام السعودية بإصدار عفو عام عن جميع المعارضين السعوديين المقيمين في الخارج، وإقالة جميع المسؤولين الذين تورطوا في أنشطة أمنية ضد المعارضين السعوديين خارج حدود المملكة.
كما طلبت واشنطن من الرياض أيضا منح المزيد من الأدوار لأمراء الجيل الثاني والثالث للمشاركة في حكم والسلطة.
ووفقا للمصادر ذاتها فإن ولي العهد السعودي لا يشعر بالرضا عن موقف "ترامب" تجاهه منذ بدء الأزمة، حيث يشعر أن الرئيس الأمريكي خفض من دعمه له بسبب الواقعة.
واتخذ "ترامب" موقفا متذبذبا من الرياض منذ بدء الأزمة، حيث حاول في البداية حماية ولي العهد السعودي قائلا إنه أكد له أنه لم يكن على علم بواقعة "خاشقجي" لكنه تراجع لاحقا ولمح إلى أنه لا يستبعد أن يكون "بن سلمان متورطا".
ولم يكن رد فعل ولي العهد السعودي تجاه المطالب إيجابيا، وفقا لـ"تاتكتيكال ريبورت" حيث قال ولي العهد إنه لا يستطيع أن يقبل هذه المطالب خوفا من أن يظهر بمظهر الضعيف في عين العائلة المالكة والرأي العام السعودي.
وقال إنه كان على استعداد لمناقشة هذه المطالب لو أنها لم تأت في وقت يتعرض فيه لنيران الانتقادات من مختلف الأحزاب والتيارات في واشنطن على خلفية قضية "خاشقجي"، بمن في ذلك مقربين من الرئيس "ترامب" نفسه.
ويلمح أعضاء نافذون في الكونغرس لإمكانية فرض عقوبات على السعودية إذا تورط ولي العهد السعودي في فضيحة "خاشقجي".
وردا على المطالب الأمريكية، عقد ولي العهد السعودي اجتماعا مع مساعديه لتقييم العلاقة مع إدارة "ترامب" في ضوء قضية "خاشقجي".
وسبق أن هدد الصحفي المقرب من العائلة المالكة "تركي الدخيل" في مقال ادعى نشره على مسؤوليته الشخصية أن الرياض يمكن أن تتجه للتقارب مع الصين وروسيا وإيران حال فرضت واشنطن عقوبات عليها.
ارسال التعليق