إيفادات آل سعود.. خمسة للرياضة وآلاف للارهاب
تشكل الوفد الاولمبي السعودي المشاركة باولمبيات ريو 2016، من 13 لاعباً ومدربين ومرافقين.. في بلد يتجاوز عدد سكانه الـ 22 مليون نسمة!!، ما دعا بعض المراقبين للتعليق على المنتخب السعودي متسائلين: لماذا هذا العدد الضئيل بين الوف الرياضيين؟... ليجيب بعض الظرفاء: ان الباقين ذهبوا لـ"اولمبيات" جبهة النصرة في حلب بسوريا وآخرين مع منتخب داعش في الموصل بالعراق، فيما القسم الثالث منهم يشارك في العدوان السعودي على اليمن والاحتلال السعودي للبحرين.. وآخرين بالمئات منتشرين في ربوع المعمورة لزعزعة إستقرار هذا البلد أو ذاك بإفكارهم الوهابية المتطرفة أو بتفجير أنفسهم أو قنابلهم .
كما أن هناك العديد منهم داخل المملكة يعمل ليل نهار جاهداً على تشديد القبضة الحديدة للمؤسستين السياسية والدينية تحت يافطات ملونة ملبسة بلحية الدين المزيف تقف حائلاً وسنداً منيعاً أمام النشطاء والمطالبين بحرية الرأي والاصلاح والتغيير والعدالة والمساواة والتقدم والتطور ومكافحة الفقر والبطالة والتمييز، رافعين سيوفهم منتظرين غمزة عين قاضي البلاد أو رئيس المحكمة الصورية ليحزوا رؤوس الأحرار من بلاد الحجاز والتي بلغ عددها أكثر من 110 شخصاً منذ مطلع العام الحالي- حسب بيانات وزارة الداخلية وتقارير منظمة العفو الدولية واخريات ناشطات في مجال حقوق الانسان والحريات الفردية مثل هيومن ووتش رايتس وغيرها، حيث قلقها آخذ بالتزايد يوماُ بعد آخر على حالات الاعدام الجماعية المتواصلة في بلاد الحرمين الشريفين والتي تستهدف القاصرين ق وعلماء الدين والمفكرين قبل غيرهم .
السعودية التي يمثلها (13) لاعبا وموفدا فقط الى أولمبياد ريو الجارية في البرازيل، ترسل عشرات آلاف "الجهاديين" الوهابيين للقتال في بلدان مختلفة آسيوية وافريقية واوروبية، حيث تشير الإحصاءات الرسمية للاستخبارات الاوروبية والعراقية إن اكثر من 700 ارهابي سعودي فجر نفسه منذ 2003 حتى نهاية العام 2015.. فيما أكدت صحيفة "الحياة" السعودية أن "السعوديين نفذوا 60 ٪ من العمليات الانتحارية لـ «داعش» في العراق" .
دراسة بحثية أعدها الدكتور جميل شاهين لمركز "فيريل" الألماني للدراسات الإحصائية، أكدت أن مجموع المسلحين الأجانب من كل الجنسيات الذين انضموا الى صفوف التنظيمات المسلحة والإرهابية في سوريا منذ نيسان 2011 وحتى نهاية 2015 بلغ 360 ألفاً قتل منهم 95 ألفاً، على حين تم صرف نحو 45 مليار دولار لتمويل الأعمال الإرهابية وشحنات الأسلحة التي قامت عدة دول بنقلها للتنظيمات المسلحة والإرهابية. مشيرة الى أن عدد القتلى الأكبر بين المسلحين في سوريا يعود لمن يحملون الجنسية السعودية، وموضحة أن 24500 مسلح سعودي انضموا للتنظيمات المسلحة والإرهابية في سوريا قتل منهم 5990 مسلحاً .
وفد تونسي إعلامي وحقوقي زار سوريا قبل أشهر أكد في تقرير له ارتفاع عدد التونسيين الملتحقين بالتنظيمات الارهابية في سوريا الى 8000، محتلين المرتبة الرابعة في قائمة جنسيات المسلحين المنخرطين في تلك الجماعات بعد الشيشان والسعودية ولبنان .
يقول "مانع المانع" الارهابي الوهابي المنشق عن "داعش" والعائد الى المملكة مؤخراً خلال لقاء مع التلفزيون السعودي، "أن مجموعات كبيرة من الشباب السعودي متواجدة في الرقة بسوريا ولا تشارك في عمليات القتال داخل التنظيم وانما يعدها تنظيم "داعش" حتى تصبح قنابل موقوتة لتنفيذ عمليات انتحارية"، وهو ما أكده ايضاً "الجهادي" السعودي "أبو الدحداح الشرقي" قبل أيام عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كاشفاً أنه "زادت الكثافة العددية للعناصر الملتحقة بداعش من مناطق وسط المملكة (الرياض والقصيم وحائل)، والمنطقة الغربية (مكة المكرمة والمدينة)، حيث بلغ عددهم (313 داعشيا) الى جانب (362 داعشياً) التحقوا بالتنظيم مؤخراً من مناطق مناطق شمال المملكة (الحدود الشمالية والجوف وتبوك)، والجنوب (نجران وعسير والباحة وجازان)".. وتأتي الرياض على رأس قائمة المناطق التي التحق منها عناصر بتنظيم الدولة (115) تليها القصيم بعدد (75) سعوديا، غير أن اللافت في منطقة القصيم هو أن (60) شاباً من بريدة التحق بالتنظيم أي ما نسبته 80 % - حسب عبد العزيز الخضر، مؤلف كتاب "السعودية سيرة دولة ومجتمع" .
تقارير الاستخبارات الغربية تؤكد أن "السعوديين حطب قيادات داعش" التي تنعم برغد العيش واعتلاء هرم التنظيم، واقتصار دورهم على التوجيه والتحريض، فيما السعوديون يستخدمون لتنفيذ العمليات الانتحارية بعد خضوعهم لغسل أدمغة يبدأ بالحور العين وينتهي بالتمزق أشلاء.. وأنهم يتصدرون أعداد المسلحين في صفوف جماعة "داعش" الارهابية بالمناصفة مع التونسيين، إذ بلغ عدد السعوديين نحو 3 آلاف ارهابي استخدم معظمهم لتنفيذ عمليات انتحارية ضد المدنيين والعسكريين في سوريا والعراق - بحسب دراسة لمجلة "لونغ وور جورنال" .
من جهتها أوردت مواقع صديقة لـ "داعش" إحصاءات تظهر حجم العناصر السعودية المشاركة في العمليات الانتحارية، وأظهرت أن 65% من منفذيها سعوديون فيما 20% ليبيون وتونسيون، و15% من جنسيات مختلفة، كذلك بيّن موقع آخر أن 44% من قتلى جماعة "داعش" أيضا من السعوديين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 عاما لسهولة دفعهم للإقدام على تنفيذ العمليات وفي حال الرفض، يتم تخديرهم وإلقاؤهم وسط الهدف.
وزارة الداخلية العراقية وفي ايلول 2014 قدمت إحصائية حول عدد الإنتحاريين في العراق وجنسياتهم يثير الإستغراب والدهشة.. حيث تصدرها الفلسطينيون الذين انفجروا في الأسواق والتجمعات الأهلية والمرافق العامة قاتلين النساء والأطفال و الشيوخ بحوالي 1200 انتحاري، يليهم السعوديين بأكثر من 300 انتحاري ما بين 2007 الى 2013 فقط .
المسؤول عن العمليات الانتحارية لتنظيم "داعش" وفي بغداد، المدعو "أبو عبد الله" يقول خلال لقاء أجرته معه مجلة "دير شبيغل" الألمانية من أحد السجون في بغداد، ونشرت في تموز الماضي إن معظم الانتحاريين الذين جهزهم للقيام بالعمليات الانتحارية كانوا من السعودية وتونس .. مشيراً الى أن اختيار الأماكن لتنفيذ العمليات كان يهدف لقتل اكبر عدد من الناس مثل نقاط التفتيش التابعة للشرطة والأسواق والحسينيات.
دراسة اسرائيلية أعدها "مركز مائير عميت" للمعلومات الاستخبارية، كشفت أن 50 عملية انتحارية نفذتها "جبهة النصرة" و"داعش" في سوريا خلال العام 2013، باستخدام 53 انتحارياً غالبيتهم من السعوديين .
بقلم : جمال حسن
ارسال التعليق