ابن سلمان تحت الضغط رغم دفاع ترامب
علقت صحيفة “الواشنطن بوست” على الانتقادات التي تتعرّض لها السعودية بسبب تجاوزاتها الصارخة بحق نشطاء حقوق الإنسان المسجونين لديها وجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، مشيرة إلى أن هذه الهجمات الكلاميّة لن تجعلها تغيّر هذا المسار.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن التوبيخ الذي وجّهه الاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، للسعودية تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي تسعى لحماية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان كما وضعت الأخير تحت الضغط.
وأشار ثارور إلى أن الاتحاد الأوروبي وقع على توبيخ نادر ضد السعودية في اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث ناشدت 36 دولة، بينها 28 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي، السعودية لإطلاق سراح 10 ناشطين، والتعاون مع تحقيق الأمم المتحدة في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي، لافتاً إلى أن هذا البيان كان أول توبيخ جماعي يوجّه للرياض منذ إنشاء المجلس عام 2006.
وأضافت الصحيفة عبر تقرير للكاتب إيشان ثارو، إن إدارة ترامب سعت لحماية ابن سلمان من تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ورغم ذلك فإن هذا الدفاع المُستميت من قبل ترامب لم يُضعف غضب المجموعة الأوروبية والمشرّعين الأمريكيين في واشنطن، حيث يواصل الكونجرس ملاحقة البيت الأبيض بسبب استهانة الأخير بمطلب قانوني لتقديم تقرير إلى المستميت مجلس الشيوخ حول دور ولي العهد باغتيال خاشقجي.
ويلفت الكاتب إلى أن بيان الاتحاد الأوروبي طالب السعودية بأن “تتخذ خطوات كاملة لضمان أن الأمور المتعلقة بالشعب، بينهم المدافعون عن حقوق الإنسان والصحافيون، يمكنهم الممارسة الكاملة لحقوقهم في حرية التعبير والرأي والتجمع بما في ذلك على الإنترنت دون خشية الانتقام”، وحثّ البيان السعودية على أن “توفر المعلومات الموجودة كلها” من تحقيقها في وفاة خاشقجي، الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه عذب وقتل بناءً على أوامر من محمد بن سلمان.
وأضاف الكاتب: إضافة إلى مقتل خاشقجي، هناك قضية الطبيب الأمريكي من أصل سعودي، وليد فتيحي، الذي تعتقله الرياض منذ نوفمبر 2017، وتشير التقارير إلى تعرّضه للتعذيب، حيث أعرب الكثير من أصدقاء فتيحي الأمريكيين عن عدم ارتياحهم لموقف الرئيس ترامب وصمته.
وكان 36 بلداً، قد وجهوا بينها بلدان القارة الأوروبية، نداءً للسعودية لإطلاق سراح 10 نشطاء مسجونين، وأيضاً ضرورة تعاون السعودية مع تحقيق الأمم المتحدة الخاص بمقتل الصحفي جمال خاشقجي. وقال السيناتور مارمو روبيو خلال جلسة استماع، الأربعاء الماضي، في إشارة إلى ابن سلمان: إنه “ يتصرّف بعقلية زعيم العصابة، ومن الصعب العمل مع شخص كهذا”، في حين قال السيناتور جين شاهين إن قائمة الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان طويلة ومن الصعب جداً أن نفهم ما يجري هناك.
وقد أصدر كل من الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب عدّة تشريعات تتعلّق بالسعودية وملف حقوق الإنسان فيها، ومن ضمن ذلك قانون إنهاء الدعم الأمريكي للرياض في حربها باليمن، وفرض عقوبات فعليّة على ولي العهد.
ويبقى السؤال الذي يطرحه الكاتب: “هل سيعمل مجلس الشيوخ على دعم سلطته (دونالد ترامب) بموجب القانون ويمنع ولي العهد السعودي من الإفلات من المساءلة عن جريمة القتل البشعة التي تعرّض لها خاشقجي وتقطيع أوصاله؟”.
وإلى الآن استجابة السعوديين للضغوط الدولية بطيئة؛ فلقد ردّ عبد العزيز الوصل، ممثّل السعودية في الأمم المتحدة في جنيف، على بيان الاتحاد الأوروبي بأن ذلك تدخّل في الشؤون الداخلية تحت ستار الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو في الحقيقة هجوم على السيادة السعودية. وأشار الكاتب إلى أن منتقدي ولي العهد السعودي يرون فيه سبباً من أسباب زعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، لكن مع ذلك هناك من يدعمه رغم الاعتقاد بأنه شخص متهوّر؛ فلقد تمكّن من دفع نحو التغيير الاجتماعي.
ارسال التعليق