استئساد السعودية على كندا جاء بنتائج عكسية
قال الكاتب البريطاني، "مارتن جاي" إن محاولة السعودية الاستئساد على كندا واستغلال النزاع الدبلوماسي معها -على خلفية دعوة أوتاوا، للرياض بالإفراج عن ناشطتين سعودتين- كبطاقة إرهاب للدول الغربية الأخرى، جاءت بنتائج عكسية.
وأكد "جاي" في تقريرنشره بموقع "تي آر تي ورلد" ، أن أذكى شيء يمكن أن تفعله الرياض الآن هو إطلاق سراح المعارضين للحصول على بعض المصداقية أمام الغرب، والخروج من الأزمات المتلاحقة التي تشهدها في الفترة الأخيرة، بأقل الخسائر.
وأشار إلى أن أزمة الرياض مع أوتاوا تضاف إلى سجل أخطاء السلطات الحاكمة، مثل اختطاف رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" في نوفمبر من العام الماضي، والحصار الذي فرضته الرياض على قطر، ومؤخرًا دعمهم لأحدث نسخة من خطة السلام في الشرق الأوسط التي أطلقها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب، فيما بات يعرف إعلاميا بـ "صفقة القرن".
وانتقد الكاتب ما وصفها بمساعي ولي العهد للحصول على الاستثمارات الأجنبية للاستفادة منها في رؤيته 2030 التي تهدف لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط وتحديث المملكة، في الوقت الذي تقوم فيه حكومته بسجن أو إصدار أحكام بالإعدام بحق المعارضين السياسيين، أبرزهم الناشطة "إسراء الغمغام" ، التي تعد أول سيدة سعودية تواجه الإعدام بسبب نشاطها السياسي.
وأضاف الكاتب أن ولي العهد كان يأمل في أن يكون موقف الرياض من أوتاوا، التي أدانت نهج السعودية في مجال حقوق الإنسان خلال تعليقها على اعتقال الناشطة "سمر بدوي" ، بمثابة درس يضع القواعد الأساسية للغرب في التعامل مع المملكة، لكن ما حدث أن السعوديين لم يحظوا بأي دعم وبقوا في موقف حرج.
ولفت إلى أن القائمة الطويلة من البلدان التي دعمت الخطوة السعودية، ومن بينها الإمارات، لم تتوقف عن التجارة مع كندا. وتابع أن "الخلاف مع كندا جعل السعودية تبدو أكثر ضعفاً، وأظهر أن مصداقية الرياض آخذة في التراجع".
ونوه إلى أن وجود 13 سيدة في السجون بتهم تتعارض مع الحريات وحقوق الإنسان يضاعف اللوم للرياض ويلقي بضوء قبيح على رؤيتها، الأمر الذي يؤدي بأقدم حلفاء المملكة إلى الابتعاد مسافة منها. ومضى قائلاً: "سحب ماليزيا لقواتها من اليمن هي دعوة للاستيقاظ قد يتجاهلها ولي العهد. لكن الإمارات التي لم تلغ تجارتها مع كندا هي أمر لا يمكن تجاهله".
وتابع: "ما لا يفهمه ولي العهد بوضوح هو أنه حتى لو كان يؤمن برؤيته لعام 2030 عن السعودية الأكثر حداثة، فليس لديه 12 عامًا لتنفيذها.. ليس لديه حتى 12 شهرًا حتى إذا قام بتصحيح هذه الأخطاء الفادحة في السياسة، لأنه فقد كل المستثمرين الأجانب الذين يحتاجهم".
وتساءل الكاتب في ختام تقريره: "لكن هل يستمع السعوديون لهذه الأجراس الأخيرة؟ هل يمكنهم حتى رؤية الحبل يشتد على أعناقهم؟".
ارسال التعليق