الأمير عبدالعزيز بن فهد تعرّض للخداع والتغرير والاستدراج ثم الحبس
كشفت مصادر سعودية مطلعة معلومات جديدة تتعلق بالأمير عبدالعزيز بن فهد، وتفاصيل اعتقاله، والظروف التي مر بها في الأيام الأولى لاختفائه، وهو الاعتقال الذي تم بأمر مباشر من ولي العهد السعودي، في أعقاب جملة التغريدات التي نشرها ضد ولي عهد أبوظبي وسياسات الإمارات، وذلك في يوليو من العام 2017، أي في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
وقالت هذه المصادر إن ابن فهد تعرض للخداع والتغرير والاستدراج” من أجل الإيقاع به واجتذابه إلى داخل الأراضي السعودية، وبعد ذلك “تم اعتقاله بطريقة مهينة وبشعة لم يسبق أن تعرض لها أي أمير سعودي من قبل”. وأضافت المصادر السعودية المطلعة أن اعتقال الأمير عبدالعزيز تم بعد شكوى مباشرة من ولي عهد أبوظبي إلى ولي عهد السعودية، وعلى إثر تلك الشكوى تعرض عبد العزيز إلى ضغوط كبيرة من أجل أن يتوقف عن مهاجمة العائلة الحاكمة في أبوظبي، لكنه رفض تماماً، وهو ما انتهى به إلى السجن منذ سبتمبر 2017، وأوضحت أن “عملية اعتقال وتعذيب الأمير عبد العزيز بن فهد تم تصويرها بالكامل وإرسالها إلى ولي عهد أبوظبي، الذي حاول بدوره التنصل من المسؤولية عنها؛ خوفاً من أي عواقب مستقبلية، وذلك بأن أشاع بين مرافقيه أنه لم يكن يرغب بأن يحدث ما حدث”.
وبحسب المصادر، فإن عبد العزيز كان على متن يخته الراسي قبالة إحدى الجزر الإسبانية، عندما استجاب لطلب عمه الملك سلمان بأن يزوره في السعودية، وقبيل الحج ترك عبد العزيز بن فهد يخته بالفعل في تلك الجزيرة، على أمل أن يعود له بعد الحج، لكن هذا لم يحدث. وتضيف المصادر: “خلال الاعتقال، تعرض الأمير عبد العزيز بن فهد للضرب والإهانة، وهذا ما أدى إلى إصابته بجراح ودخوله في حالة من الاكتئاب الشديد، وساءت حالته، وتم إدخاله لاحقاً إلى أحد مستشفيات الرياض، ثم اختفى من المستشفى، فثارت إشاعات بأنه توفي، لكن مصادر سعودية تؤكد أنه ما زال على قيد الحياة، وأنه محتجز في مكان ما”. وقالت إن رجال الأمن السعوديين يقومون بشكل دوري بزيارة عائلة عبد العزيز؛ لأخذ ملابس جديدة له، وهو ما يؤكد أنه لا يزال حياً، وإن كان يعاني من متاعب صحية.
وقالت إن ابن فهد التقى مع عمه الملك سلمان يوم الأول من سبتمبر، في منطقة “منى” بمكة المكرمة، حيث كان اللقاء حميماً وطبيعياً، والتقط عبد العزيز بعض الصور التذكارية مع عمه، ونشر بعضها على حسابه على “تويتر”، لكن الملك سلمان أبلغ الأمير بألّا يتعجل السفر؛ لأنه يرغب بأن يلتقيه مرة أخرى.
وأضافت أن الأمير عبد العزيز بن فهد ظل في منزله بجدة، ينتظر ترتيب اللقاء الموعود مع الملك؛ تنفيذاً لأمره، لكن هذا الأمر لم يحدث، بل فوجئ بقوات كبيرة من الأمن المسلحين يداهمون منزله، يوم الثلاثاء، الثاني عشر من سبتمبر 2017، حيث تم تعصيب عينيه، وتعرض للإهانة، ومن ثم اقتادوه إلى المكان الذي يختفي فيه حتى الآن.
ويُعدّ الأمير عبد العزيز بن فهد أحد الأرقام الصعبة في العائلة الحاكمة بالسعودية، كما أن والدته الأميرة الجوهرة تشكل رقماً صعباً هي الأخرى، فالأمير عبد العزيز هو أحد أشهر النشطاء السعوديين على الإنترنت، ولديه أكثر من 3.5 مليون متابع على “تويتر”، فضلاً عن أنه يسود الاعتقاد بأنه شريك مع خاله وليد الإبراهيم في ملكية قناة العربية ومجموعة قنوات “أم بي سي”، وهي القنوات التي يسود الاعتقاد بأن الوليد تنازل عنها قهراً لولي العهد محمد بن سلمان.
ويقول المصدر السعودي “، إن هذه المعلومات تشكل نتيجة مهمة بالنسبة لولي العهد الشاب الذي ينتظر تولي الحكم، وهي أن الرجل هو أحد المؤثرين الكبار في الرأي العام داخل السعودية، ولذلك فإنه قد يشكل خطراً مستقبلياً على الأمير محمد بن سلمان ووصوله إلى العرش.
ارسال التعليق