“التغيير”: قرارات سعودية لتهدئة غضب الملك الأردني
التغيير
يعتزم الديوان الملكي في المملكة اتخاذ قرارات رفيعة المستوى في محاولة لتهدئة غضب الملك الأردني عبد الله الثاني، بعد محاولة الانقلاب الفاشل في بلاده.
وقالت مصادر إن الوفد الذي زار عمان، أمس، حاول تهدئة غضب الأردنيين عبر التأكيد على العلاقات الثنائية وتجديد دعم المملكة إلى الأردن.
وأفادت المصادر رفيعة المستوى لـ”التغيير” بأن المملكة تعتزم سحب سفيرها نايف بن بندر السديري، واستبداله بسفير آخر.
وعزت ذلك القرار الجديد إلى حجم الاعترافات الصادمة التي أدلى بها رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله المعتقل حاليا في الأردن على خلفية الانقلاب الفاشل.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد أبلغ نظيره الأردني برسائل عدة من محمد بن سلمان؛ في محاولة للتبرأة من الانقلاب الفاشل.
وكان وفدا وصل سرا إلى الأردن للمطالبة بالإفراج عن رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله.
وتم احتجاز عوض الله السبت الماضي على قائمة معتقلين متهمين بتدبير مؤامرة انقلاب في الأردن وسط شبهات عن علاقة بن سلمان بالانقلاب الفاشل.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول استخباراتي رفيع، قوله إن الوفد يترأسه وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود.
وذكرت الصحيفة أن الوفد وصل إلى عمان، الاثنين، في زيارة غير مجدولة.
وبحسب المسؤول الاستخباراتي فإنّ المسؤولين طالبوا، خلال لقائهم بنظرائهم الأردنيين، بالإفراج عن عوض الله.
وطلب الوفد ، الإذن بالزيارة بعد ساعات قليلة من بدء تسريب معلومات عن المؤامرة المزعومة السبت.
وبعد اللقاءات مع الأردنيين، توجه الوفد إلى فندق في عمّان، واستمرّ بطلب السماح لعوض الله بالمغادرة معه إلى المملكة.
وعوض الله أردني، ومستشار كبير سابق للملك عبدالله الثاني وشغل أيضاً منصب مبعوث العاهل الأردني الخاص إلى المملكة ، التي منحته جواز سفر.
وقال المسؤول الذي تحدثت معه “واشنطن بوست” إنّ إصرار المملكة على الإفراج الفوري عن عوض الله، قبل أي إجراء قضائي أو توجيه اتهامات رسمية إليه، أثار الدهشة في المنطقة.
وأضاف: “الوفد كانوا يقولون إنهم لن يغادروا البلد من دونه”، معتبراً أن هذا “يظهر أنهم قلقون ممّا يمكن أن يقوله”.
اتصال هاتفي متوتر
وكشف مصدر محلي في المملكة عن تفاصيل اتصال هاتفي “متوتر للغاية” جرى مساء الأحد بين محمد بن سلمان والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
وجاء الاتصال الهاتفي بعد يوم من إعلان الأردن عن اعتقالات طاولت شخصيات بارزة، إثر كشف محاولة انقلاب فاشلة.
وقال المصدر لـ”التغيير” إن بن سلمان حاول تبرئة ساحته مبكرا لدى العاهل الأردني بشأن ضلوعه بمؤامرة زعزعة استقرار الأردن.
وأضاف أن بن سلمان تبرأ من علاقته بمخططات مستشاره باسم عوض الله الذي جاء على رأس المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية الأردنية.
غضب العاهل الأردني
وبحسب المصدر فإن العاهل الأردني بدا غاضبا وفاترا جدا في الحديث مع بن سلمان وألمح له أن القضية رهن التحقيقات الرسمية وستعلن النتائج في حينه.
وأشار المصدر إلى أن العاهل الأردني أبرز لبن سلمان خطورة عوض الله وأن رعاية محمد بن سلمان له منذ سنوات محل غضب عمان.
يأتي ذلك فيما توقف المراقبون عند خبر اعتقال باسم عوض الله ضمن مجموعة المحتجزين في الأردن على لخفية مؤامرة الانقلاب.
وقالت مصادر دبلوماسية إن عوض الله الذي يدير شركة مقرها في دبي، كان شارك في التحقيقات مع بعض المسؤولين الكبار ورجال الأعمال الذين اعتقلوا في فندق الريتز كارلتون.
وذلك إثر حملة ملاحقات قامت بها السلطات في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 بتهم الفساد.
وكان نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، كشف أمس الأحد عن تفاصيل الاعتقالات التي طاولت السبت شخصيات بارزة.
وقال الصفدي خلال مؤتمر صحافي أن التحقيقات رصدت تدخلات واتصالات شملت اتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الأردن.
وأضاف أن التحقيقات أفادت بتورط رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله في مخطط خارجي، كاشفاً أن التحقيقات أثبتت وجود تواصل بين الأمير حمزة وعوض الله.
خفايا دور بن سلمانوقبل ذلك كشف مصدر أردني عن علاقة خفية لمحمد بن سلمان بمؤامرة انقلاب في الأردن كشفتها الأجهزة الأمنية في الساعات الأخيرة.
وقال المصدر لـ”التغيير”، إن باسم عوض الله الذي جاء في مقدمة المعتقلين يعمل مستشارا لبن سلمان.
وأوضح المصدر أن الجهات الأمنية الأردنية تجري تحقيقا مكثفا في دور مشبوه لعوض الله في التحضير لانقلاب في الأردن وعلاقة بن سلمان في ذلك.
وباسم عوض الله سياسي واقتصادي أردني تولى رئاسة الديوان الملكي في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2008.
وهو يعمل مستشارا خاص لمحمد بن سلمان ويعرف بقربه من دوائر صنع القرار في الديوان الملكي لآل سعود.
ارسال التعليق