التورط السعودي الخليجي في مأساة فلسطين والقدس..
عشية إتمام خطوة نقل السفارة الاميركية في الكيان الاسرائيلي من تل ابيب الى القدس المحتلة، كجزء من مسلسل ما يسمى صفقة القرن للقضاء على القضية الفلسطينية، نفت السعودية حضور سفيرها الجديد في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أسامة نقلي الحفل الذي أقامته سفارة العدو الإسرائيلي بأحد فنادق القاهرة، بمناسبة ذكرى ما يُسمى بـ"استقلال إسرائيل"، بعد تداول العديد من وسائل الاعلام ومواقع الانترنت الخبر باعتباره انتكاسة للدبلوماسية السعودية.
الموقف السعودي الهزيل بالنفي لا ينفي التساؤلات التي تثار حول التورط السعودي المفضوح في محاولات تصفية القضية الفلسطينية والترويج لصفقة القرن التي تستهدف جوهر هذه القضية اي مدينة القدس المحتلة ومحاولة استبدالها بغيرها وتقديم طروحات مختلفة لنقل الفلسطينيين من الاراضي الى اماكن اخرى وتقديم اسماء اخرى كعاصمة بديلة بدلا عن القدس لاي دولة فلسطينيية مفترضة ونسف حق العودة وكل حقوق الشعب الفلسطيني.
مثير للشفقة والاستغراب.. مواقفكم تشهد عليكم
واللافت في إطار نفي حضور السفير السعودي للحفل في القاهرة، قال المكتب الإعلامي للسفارة السعودية في مصر في بيان له إن "مثل هذه الإشاعات مثيرة للشفقة والاستغراب، خصوصا في ظل موقف المملكة السعودية الثابت من القضية الفلسطينية"، والحقيقة ان المثير للشفقة والاستغراب فعلا هو مواقف السعودية التي لا تترك مجالا للشك بأنها لا تقف بأي شكل من الأشكال مع الفلسطينيين او قضيتهم وانها تقف بكل ما اوتيت من قوة مع الصهاينة وتسهيل كل الخطوات التي تؤدي لإنهاء الصراع العربي معهم.
وفي هذا الاطار يمكن التذكير ببعض مواقف السعودية في العديد من المسائل التي تدلل وتؤكد هذا الانحياز السعودي للمحور الاميركي الاسرائيلي، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
-مواقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الداعمة والمؤيدة والمعترفة بحق الصهاينة في اقامة كيانهم على ارض فلسطين، من دون اي اعتبار لكل الدماء والمآسي التي تسبب بها هؤلاء بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية.
مواقف ابن سلمان التي هاجم فيها القيادات والسلطة الفلسطينية لرفضهم كل العروض التي قدمت لهم للوصول الى ما يسميه "السلام"، ودعوته لهم للقبول بما يعرض عليهم اليوم (اي صفقة القرن) لانهاء الصراع مع العدو الاسرائيلي بدل البقاء في مواقف الاعتراض والتذمر، بحسب رأيه.
-مواقف ابن سلمان التي أكد فيها ان لديه ولدى بلاده اولويات اكبر وأهم بكثير من القضية الفلسطينية والحرب مع "اسرائيل"، وان مسائل التنمية والاقتصاد وغيرها من العناوين تحتل مكانة الصدارة في مستقبل السعودية.
-مواقف السعودية التي تؤيد كل ما يصدر عن الجانب الاميركي ضد دول المنطقة المناهضة والمعادية لكيان العدو الاسرائيلي، وتلاقي السعودية مع العدو في كثير من المحطات والمصالح وخاصة في معاداة ايران ومحور المقاومة وفي طليعتها سوريا وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، ومن ذلك التحريض على خروج اميركا من الاتفاق النووي، واليوم التأكيد والترحيب بهذا الامر كمصلحة سعودية اسرائيلية مشتركة.
-مواقف السعودية العلنية التي تحيّد "اسرائيل" وتعمل على توجيه العداء باتجاه ايران وقطر وسوريا واليمن وتشويه صورتها على انهم أعداء الامة بينما في الواقع هم دول جارة وشقيقة بعكس "اسرائيل" الجسم السرطاني الذي زُرع لهز وزعزعة استقرار المنطقة والامة.
-مواقف السعودية التي تفتعل المشاكل والازمات مع مختلف دول المنطقة كرمى لعيون المصالح الاميركية والاسرائيلية بهدف تضييع بوصلة المشكلة الاساس عن فلسطين وقضيتها لاسيما في هذا التوقيت الذي تتعرض له القدس وفلسطين لأبشع مخطط قد يساوي بخطورته خطورة "وعد بلفور" الذي صدر عن البريطانيين ووعد الصهاينة بتأسيس كيان لهم في ارض فلسطين.
حكام الخليج متورطون
هذه المواقف وغيرها الكثير مما لا يتسع له المقام هنا يدفع لتوجيه السؤال المباشر لقيادة مملكة آل سعود ومن يمسك بزمام الحكم هناك اي محمد بن سلمان ومن خلفه الملك سلمان وبقية آل سعود وغيرهم من حكام انظمة الخليج لا سيما من يتآمر على الامة وفلسطين بدون اي خجل وفي طليعة هؤلاء ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، ماذا تفعلون اليوم لفلسطين غير إصدار بعض المواقف الهزيلة والضعيفة والتي تستخدم فقط لرفع العتب الاعلامي عنكم؟ هل قدم احدكم اي شيء فعلي لينفي عنه التهمة التاريخية بالتورط في بيع القدس وفلسطين لولي نعمتكم ساكن البيت الابيض الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو؟
الاكيد انكم يا حكام الخليج متورطون حتى النخاع بكل مأساة فلسطين منذ عشرات السنين وحتى اليوم، وما تفعلونه الآن هو مواصلة الطريق التي بدأها اسلافكم في التواطؤ على قضايا الامة وفتح قنوات التواصل والاتصال مع الغربيين والاسرائيليين، وما وحجيحصل اليوم في حق القدس من اعتبارها كعاصمة لكيان العدو هو ثمرة جهودكم الطويلة في التعامل مع الاعداء
ارسال التعليق