الجشع السعودي يحرم أهالي غزة من العمرة
غضب واستياء، تلك هي حالة سكان قطاع غزة المُحاصر، بعد الإعلان عن قرب تسيير أولى رحلات العمرة إلى السعودية بعد 4 سنوات من وقفها بسبب الحصار، وذلك بسبب الجشع السعودي في ارتفاع أسعار الرحلة بشكل غير معقول، إذ بلغت 790 ديناراً أردنياً (1200 دولار).
واعتبر سكان قطاع غزة أن ارتفاع أسعار رحلة العمرة بشكل كبير استغلال من السلطات السعودية لظروفهم المعيشية، لأنها لا تراعي الأوضاع التي يعيشونها، في ظلّ ارتفاع حالة الفقر، والبطالة، بين الشباب. وخرجت أصوات مُجتمعيّة في قطاع غزة تدعو إلى عدم الذهاب إلى أداء العُمرة بعد ارتفاع أسعارها، مُطالبين سلطات السعودية ومصر، اللتين يسلك من خلالهما المعتمر الفلسطيني الطريق إلى الأراضي المقدسة، بتخفيض أسعارها.
ودعا عددٌ من النشطاء الفلسطينيين إلى توجيه أموال العمرة لسد حاجة الفقراء في القطاع المُحاصر، ودعم المقاومة الفلسطينية، في ظلّ ارتفاع أسعار رحلات العمرة. ولجأت بعض البنوك الإسلامية في قطاع غزة بعد حصولها على فتوى، إلى إعداد برامج تهدف إلى تقسيط تكلفة رحلة العمرة، للتيسير على سكان قطاع غزة من أجل التسجيل بها، والتسديد خلال أعوام وفق أقساط، وهو ما رفضته دار الإفتاء الفلسطينية بشدة، بسبب حالة الفقر الشديد التي تصيب سكان القطاع. من جانبه، طالب إيهاب الغصين، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الأسبق في قطاع غزة، سكان قطاع غزة الراغبين في أداء العُمرة بتحويل أموالها إلى الفقراء والمقاومة. وقال الغصين في تغريدة نشرها على حسابه بموقع «تويتر»: إنه «في ظل الوضع الصعب بغزة، ووصول العمرة لـ1200 دولار، ورغم الشوق الكبير إلى زيارة بيت الله، أطالب أبناء شعبنا بتحويل هذه المبالغ لنصرة الفقراء والمقاومة».
هاني الغول، أحد المسجلين لأداء العمرة، قال: «دفعت مبلغ 800 دينار أردني (ما يعادل 1200 دولار أمريكي) عند التسجيل، ولكن لِم الاستغلال، وشعب غزة أصبح أفقر شعوب المنطقة وأكثرها حاجة للمال!». من جهته، أكّد عوض أبو مذكور، رئيس جمعيات الحج والعمرة في قطاع غزة، أن سبب ارتفاع أسعار رحلات العمرة على سكان القطاع، هو الضريبة الجديدة التي أضافتها السلطات السعودية والبالغة 5% على كل معتمر.
ويقول أبو مذكور لـ»الخليج أونلاين»: «قبل 5 سنوات لم تكن العمرة بهذه المبالغ، ولكن في الفترة الحالية، اختلف الوضع بالسعودية مع الضريبة الجديدة، وإيجارات الفنادق في مكة المكرمة، والمدينة المنورة». ويشير أبو مذكور إلى سبب آخر أدّى إلى ارتفاع أسعار رحلات العُمرة على الغزيين، وهو ظروف السفر من سيناء إلى القاهرة، حيث يتطلب السفر 3 أيام، بسبب الأوضاع غير الطبيعية بالطريق. ويبيّن أن تكلفة الحافلات وتأخيرها ومبيتها في العريش المصرية، أكثر من يومين، يتحملها المعتمر الفلسطيني، لذا فإن هذا سبب آخر يؤدّي إلى ارتفاع تكلفة الرحلة.
ارسال التعليق